تنطلق غداً الدورة الخامسة عشرة لأيام الشارقة المسرحية بحضور الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، وسيكون عرض الافتتاح لفرقة مآآآرش اللبنانية بعنوان "مآاارش اي سير"، بمشاركة 13 مسرحية بعد قرار الشيخ سلطان بإدراج كل العروض في دائرة التنافس بعد أن أقصت لجنة تقييم العروض خمسة منها خارج التنافس.
وقد أكد الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس دائرة الثقافة والإعلام في مؤتمر صحفي عقد في الشارقة، أن المهرجان سينظم تحت مظلة الهيئة العالمية للمسرح وسوف يمثلها نائب رئيسها المسرحي البنجلاديشي أ. رامندو ماجمدار. ويعد مهرجان أيام الشارقة المسرحية المختبر الحقيقي لطاقات المسرحيين في الإمارت فمنذ انطلقت دورته الأولى في العام 1984م، وهو يواصل احتضانه تجاربهم المسرحية، وصار الفعالية الأهم على مستوى الدولة بالنسبة لهم، فهم يجندون كل طاقاتهم في سبيل الحصول على مقعد في المنافسة على جوائز المهرجان، خاصة أن الأضواء بدأت تسلط بشكل جدي على عروض المهرجان من قبل المسرحيين العرب. شاركت في الدورة الأولى عشر مسرحيات داخل وخارج المسابقة، توزعت على فرق الدولة المسرحية، وأقيمت العروض وفعاليات المهرجان على قاعة إفريقيا، أقدم القاعات في إمارة الشارقة، وضمت لجنة التحكيم مسرحيين ومهتمين بالشأن المسرحي من العاملين في الإمارات. وأقيمت الدورة الثانية في العام 1985م، في تاريخ الاحتفال بيوم المسرح العالمي، وشاركت خمس مسرحيات داخل المسابقة، وثلاث خارجها، بالإضافة إلى استضافة عرض (المؤلف) البحريني من تأليف علي سالم، وإخراج عبد الله ملك صاحب الجائزة الأولى في مهرجان شباب مجلس التعاون الخليجي الأول بالكويت. وقد ترأس الفنان العراقي قاسم محمد لجنة تحكيم الدورة التي حجبت جوائز أفضل العروض الثلاثة لأن العروض المشاركة لم تصل إلى أن تكون (منجزات إبداعية ذات أصالة وتأثير)!!. في الدورة الثالثة التي أقيمت بعد عام، شاركت 8 عروض مسرحية في التنافس على جوائز المسابقة، وكان عدد من الفعاليات المصاحبة قد أضفى حالة من التجديد على المهرجان، فبالإضافة للعروض التي احتضنتها قاعة أفريقيا، فقد كلف عدد من المسرحيين لتنفيذ أوراق لتقييم حركة المسرح في الدولة تقدم في ندوة يحضرها المشاركون في الأيام، ومعرض وثائقي يرصد الحركة المسرحية المحلية، وكانت لجنة التحكيم قد وضعت توصياتها التي ركزت على جانب الاهتمام باختيار النصوص والأداء التمثيلي. الدورة الرابعة ولعدم الاستعداد المبكر لفرق الدولة للمشاركة في المهرجان، ألغيت وكان مقرراً لها أن تقام في العام 1987م. وتلتها الدورة الخامسة والتي على رغم إقامتها بثلاثة عروض، فقد بدت ضعيفة وليست ضمن حدود التوقع، ولكن ولتقييم الوضع ووضع الاستراتيجية المثلى لتجاوز إخفاقات المهرجان التي أفرزها واقع المسرح في دولة الإمارات آنذاك، أقيمت ندوة فكرية بعنوان (مشكلات المسرح المحلي).بعد نهاية العروض. وبعد غياب دام ست سنوات انطلقت أيام الشارقة المسرحية مجدداً في دورتها السادسة، بمشاركة عدد من الفرق المسرحية بعروض توزعت عليها جوائز المسابقة، وكانت الدورة حافلة بالفعاليات المصاحبة كالمحاضرات التي ألقاها مسرحيون عرب والندوات الفكرية التي عنيت بشأن المسرح المحلي وعلاقة الممثل بالجمهور وبوسائل الإعلام. في الدورة التي تلتها وفي العام 1996م شاركت عشر فرق باثني عشر عرضاً مسرحياً، وكانت هذه الدورة قد تخطت سابقاتها في عدد العروض داخل المسابقة، واتسمت بتنوع جوائزها، وقد ترأس لجنة تحكيمها حسين المسلم من دولة الكويت. لترتفع في عام 1988م إلى أربعة عشر عرضاً لاثنتي عشرة فرقة مسرحية، تنافست على جوائزها. وكانت هذه الدورة والتي سبقتها قد حرصتا على تقديم جائزة للنص المحلي، لإعطاء الدعم المعنوي لكتاب النصوص الإماراتيين وإفساح المجال لهم لتقديم إبداعاتهم.
كانت المسرحية اللبنانية نضال الأشقر رئيسة للجنة التحكيم في الدورة العاشرة التي أقيمت بين مارس وأبريل 2000م، وشاركت فيها اثنتا عشرة مسرحية، من بينها (البانيو) وأخرجها الدكتور جواد الأسدي لمسرح الاتحاد بأبوظبي، و(حظوظ حنظلة الحنظلي) لمسرح الشارقة التي مثلت الإمارات في مهرجان قرطاج المسرحي، ومسرحية (الياثوم) لمسرح أم القيوين الوطني التي حصلت على جائزة أفضل إخراج. وصحب العروض ملتقىً حول المخرج المؤلف (الدراماتورج) قدم فيه مسرحيون عرب أوراق عمل. في مارس من العام 2001م أقيمت الدورة الحادية عشرة بمنافسة تسع مسرحيات وافتتحت بمسرحية ( الواقع طبق الأصل) التي كتب نصها الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة ونفذها مسرح الشارقة الوطني.وانعقدت الندوة الفكرية المصاحبة للأيام في بيت الشعر بالشارقة القديمة، على مدى يومين خصص الأول لمناقشة (التأهيل والتربية المسرحية في الإمارات)، والثاني لحوار مفتوح حول ضرورة تأسيس مسرح للطفل في الإمارات، وأفضت الندوة إلى توصيات حول تطوير مسرح الطفل. وكانت الدورة الثانية عشرة قد أقيمت في العام 2002م، ودخلت المنافسة عشر مسرحيات، توزعت جوائز الدورة. الندوة الفكرية المصاحبة خصصت في هذه الدورة لمناقشة ( النص المسرحي في الإمارات)، حيث قدم الباحث العراقي عبد الإله عبد القادر دراسة توثيقية عن النص الإماراتي. وكان الجمهور المسرحي في الإمارات على موعد مع دورة المهرجان الثالثة عشرة في العام 2003م، وافتتحت بمسرحية (فصول من عذابات الشيخ أحمد) لمسرح الشارقة الوطني، بالإضافة إلى 13 عرضاً داخل دائرة التنافس، وقد استضافت الدورة مونودراما بعنوان (انتيجون) للفرقة الليتوانية، كما قدمت اربع ندوات ضمن البرنامج الفكري، حول المسرح والتلفزيون والجمهور، وندوة عن الإخراج المسرحي وأخرى عن النقد ورابعة عن التأليف، إضافة لشهادات وتجارب لفنانين مسرحيين استضافهم المهرجان. وفي العام 2004م افتتحت الدورة الرابعة عشرة بعرض (حمران العيون) لفرقة صلالة العمانية الحاصل على جائزة الشارقة أفضل عرض متكامل في المهرجان الخليجي الثامن بأبوظبي، وبمشاركة 13 عرضاً داخل حلبة السباق، واختتم المهرجان بعرض مستضاف من الجزائر، وكان البرنامج الفكري قد شمل على عدة ندوات، الأولى حول الإخراج المسرحي في الإمارات، والثانية حول الموسيقى والأغنية في المسرح الإماراتي، والثالثة دائرة مستديرة حول المسرح العربي وتحديات عصر التقانة، بالإضافة إلى شهادات وتجارب وأمسية للمكرمين، سيف الغانم وعبد الإله عبد القادر. أما بالنسبة لهذه الدورة فسيكرم المهرجان المسرحي الإماراتي محمد ابراهيم فراشة الفنان الشعبي الأصيل الذي عكس في فنه صورة الإنسان الخليجي المرتبط بأرضه ووطنه والمنتمي الى عروبته وقومه عبر مسيرته الفنية الطويلة، والتي بدأها بمسرحية (ارحموني يا ناس) عام 1975. وتشمل الفعاليات الثقافية المصاحبة الملتقى الفكري و محوره (المسرح ومتغيرات الألفية)، والندوات التطبيقية التقييمية للعروض المشاركة، إضافة إلى معرض للكتاب المسرحي ومعرض فوتوغرافي بعنوان (ذاكرة الأيام) وحوار مفتوح مع الفنان المسرحي المكرم.
ويختتم المهرجان بعرض "قبلاتي والدموع" لفرقة (ليف) الإيرانية.