DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد حسين هيثم

أمام الرواية السعودية تحديات تكريس التراكم وتطوير الحضور النوعي

محمد حسين هيثم
محمد حسين هيثم
طالما تحدثنا عن المشهد الروائي المحلي واستنطقنا آراء الكتاب والنقاد في الساحة المحلية ليدلوا بآرائهم حول الرواية السعودية وإلى أين وصلت.. وفي هذا الاستطلاع نحاول أن نقدم قراءة بانورامية للرواية المحلية بعيون عربية سواء من كتاب رواية أو قصة أو نقاد، أو حتى شعراء، فقراءة الرواية ليست حكراً على الروائيين وحدهم.. وعندما فكرنا بأن نقدم هذه القراءة وضعنا نصب أعيننا أن تكون هذه القراءة متنوعة ولا تقتصر على ساحة دون أخرى، ففي الوقت الذي نحرص على وجود ساحة مثل مصر أو سوريا حرصنا بنفس المقدار أن تتوزع الساحات لتشمل اليمن والجزائر وربما في فترة لاحقة مناطق أخرى حسب توفر الإمكانيات.. وفي هذه الحلقة نقدم قراءة من ساحة قريبة لنا جغرافياً لكنها بعيدة عنا إعلامياً، هي الساحة اليمنية حيث استضفنا عددا من الكتاب، على أن نستكمل في الحلقات القادمة بقية الساحات.. يرى العديد من النقاد والروائيين اليمنيين أن الإنتاج الروائي السعودي حقق تقدماً كبيراً على صعيد المنجز الفني وأصبح جزءاً مهماً من التجربة الروائية العربية بفضل المذاق الجديد للكتابة واللون الروائي ذي البصمة الخاصة الذي قدمته كوكبة من الروائيين المبدعين في السعودية. @@ حركة أدبية متميزة وفي هذا الصدد يقول الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الشاعر محمد حسين هيثم: إن المملكة شهدت في العقد الماضي ظهور حركة أدبية ونقدية يمكن القول: انها من أميز الحركات الأدبية والنقدية في العالم العربي. وقد أوجدت بانتاجاتها الجديدة صدى كبيرا سواء في النقد أو الشعر أو الرواية واستطاعت أن تبرز على المستوى العربي، بل أن دائرتها أخذت في التوسع إلى أكبر من ذلك .. ومن الأسماء البارزة عربيا الدكتور عبدالله الغذامي وسعيد السريحي في النقد، وفي الرواية اشتهرت أسماء بدءا من رجاء عالم إلى عبده خال و تركي الحمد و يوسف المحيميد وغيرهم من الأدباء المبدعين الذين استطاعوا أن يؤسسوا تجارب متميزة يمكن الإشادة بها ويشار إليها بالبنان. ويؤكد هيثم أن هذه الأسماء استطاعت من خلال أعمالها الأدبية ملامسة خصوصية التحول في المجتمع السعودي وإشكاليات الانتقال من المجتمع الصحراوي إلى المجتمع المدني الحديث، كما حاولت الاقتراب من إشكاليات الصراع الاجتماعي وتحولاته بلغة حديثة ومغايرة. ورغم أن كثيرا من هذه الأعمال لم تقترب كثيرا من الإشكاليات والتحولات التي صاحبت الطفرة النفطية، إلا أن الكثير من الأسماء المميزة في الرواية السعودية كشفت عن وجود صوت مغاير وكتابة تحاول الاستفادة من تقنيات الرواية الجديدة ورؤى مغايرة للمجتمع العربي في هذاالبلد ومحاولات جادة ومؤثرة لملامسة كل التحولات.. ويرى هيثم أن هذه ميزة وسمت الرواية السعودية، وهي إضافة بارزة أضافها الروائيون السعوديون الذين ذكرتهم، مشيداً بدور المرأة الكاتبة حيث يقول: لايمكن أن ننسى هنا الحضور المتميز للمرأة السعودية في الواقع الأدبي. ويلفت الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين النظر إلى أن المشكلة تكمن في أن النتاج الروائي السعودي لا يزال قليلا.. ويعتقد أن مسألة تكريس الخصوصية بحاجة إلى فترة زمنية من التراكم.. فالرواية السعودية استطاعت من خلال بعض الأسماء أن تحقق حضورا نوعيا، لكن الإشكالية في التراكم.. وأعتقد أن أمام الإنتاج الروائي السعودي تحديات تكمن في تكريس هذا التراكم وتطوير الحضور النوعي الذي تحقق. @@خصوصية الرواية السعودية القاصة والروائية اليمنية هدى العطاس تؤكد أن الرواية السعودية رصفت مكانتها الخاصة داخل فضاء تجارب السرد العربي منذ رجاء عالم وغازي القصيبي وصولا إلى التجارب الأحدث لـ عبده خال ويوسف المحيميد ومؤخرا أحمد بو دهمان وغيرهم من كوكبة الروائيين السعوديين، وانتظمت هذه التجارب في قلادة التجربة الروائية العربية لتختط فرادتها بالاشتغال على الخاص والمحلي أو حتى الاندراج في المشترك ومجاراة التجارب العربية. وحول الالتقاء والمفارقة بين الرواية السعودية والرواية في الأقطار العربية تعتقد العطاس أن التجربة الروائية السعودية أخذت وقتها ليتصاعد خطها الروائي.. واستفاد الروائي السعودي من تمثل ثم استنطاق التجارب الروائية العربية والعالمية ليختط البعض تجربته الخاصة وصياغاته وقوالبه الفنية بفرادته ورؤيته الروائية، ويبدو ذلك عند الروائي عبده خال باشتغاله على البناءات المفارقة والاستلهام من الأسطورة والرمز. ومن جانب آخر يأتي اشتغال الروائي يوسف المحيميد على المهمش واليومي والعادي و المسكوت عنه وطرح قضايا اجتماعية لم تطرح من قبل والتصاعد بالتكنيك الروائي في تيار السهل الممتنع. وأشارت العطاس إلى أن هناك روائيين يشكلون علامة لافتة في أدب الجزيرة العربية بشكل عام وإضافة مهمة في سياق الإبداع العربي، ويمثلون رهانا على رحيل نظرية المركز والأطراف التي هيمنت على الأوساط الثقافية العربية ووسمت مشهدها لفترة من الزمن. @@ عبده خال نموذجاً الروائي وجدي الأهدل فضل أن يتحدث عن عبده خال واصفاً إياه بالعلامة الفارقة بين مجايليه من الروائيين السعوديين.. ففي روايته المتقنة (نباح) نلمح التركيب المجازي المتطور الذي نجح عبده خال في الإمساك بخيوطه، والمضي باللعبة السردية إلى مداها الأقصى دون أن يثير ريبة القارئ العادي من خطورة وعمق المضامين غير المباشرة التي يطرحها. ويضيف الأهدل: إن ميزة الرواية - والفن عموما - أنها تتيح للروائي تقديم رؤيته وأفكاره وأحيانا مقترحاته، بصورة مبطنة عبر الأدوات الفنية كالاستعارة والرمز، وهو ما يفتح أمام القارئ الحصيف أفق الدلالات، وهذا بالضبط ما أنجزه عبده خال في روايته (نباح) حيث تصل (وفاء) بطلة الرواية إلى مرتبة الرمز بسهولة ويسر، وتتحول من مجرد حبيبة عادية لصبي مراهق إلى رمز للهوية الضائعة، أو بالتعبير العربي الدارج (أندلسه المفقود). وهناك مهارة لافتة جدا لدى عبده خال تبدو في استخدام الرموز وتدعيم المبنى السردي باستعارات عديدة محكمة، وتنويع الخطاب بحيث يمكن للمقولات النقدية أن تتفشى هنا وهناك على لسان الشخصيات التي يدينها الراوي، وهذا يدل على عظمة الفن و روعة الفنان المبدع الذي يفتح بخياله الخصب أفقا دلاليا واسعا يسمح لجمهرة القراء بتشغيل عقولهم والخروج بتأويلات شتى قد لا تخطر أحيانا حتى ببال كاتبها ذاته!. ويخلص الأهدل من مثاله إلى أن الرواية السعودية حققت تقدماً كبيراً على صعيد المنجز الفني، وأصبحت جزءاً مهماً من التجربة الروائية العربية، وذلك بفضل كوكبة من المبدعين المرموقين كعبده خال وتركي الحمد ويوسف المحيميد ورجاء عالم وأحمد أبودهمان وغازي القصيبي الذين يعرفهم القارئ العربي جيداً ويحرص على متابعتهم، فهم يقدمون - دون مبالغة - مذاقاً جديداً للكتابة، ولوناً روائياً يحمل بصمته الخاصة.
هدى العطاس
أخبار متعلقة
 
وجدي الاهدل