DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كارثة التدخين

المملكة رابع أكبر دولة مستوردة للسجائر .. وتحرق 571 مليون ريال سنويا

كارثة التدخين
 كارثة التدخين
أخبار متعلقة
 
قيل أن الطبع يغلب التطبع.. وهي حقيقة غير دقيقة.. فالطبع يأخذ منا الشيء الكثير لكنه لا يستطيع مطلقا سلب ما تبقى لدينا من بقايا إرادة.. ومصطلح الطبع ـ ومعانيه كثيرة ـ فله وجهان.. وجه مقبول واخر مذموم.. فالمقبول ما اعتاد الناس عليه من خصال حميدة وغيرها.. والآخر ـ وهو بيت القصيد ـ ما شذ من طباع يرفضها الفرد والمجتمع.. وكلاهما قابل للتغيير إذا ما وجدت الإرادة. وإذا تحدثنا عن الطبع فينبغي أن ندرك انه لا يتعدى كونه نتاج تجارب شخصية وهو اعتياد نوع من السلوك المكتسب.. ربما يكون على صعيد هذا المجتمع مرفوضا.. لكنه في مجتمع آخر يعد مقبولا أو شبه عادي (كالتدخين او القات او غيرهما) لجهل الأخير بمضار هذه العادة على المستويات الآتية : الصحي والاجتماعي والاقتصادي. واذا خصصنا ما تبقى من الحديث عن التدخين باعتباره عادة مذمومة تستحق الاهتمام لما تسببه من أضرار صحية واقتصادية فان البعض يجد لنفسه المبرر في الاستمرار على ممارسة هذه العادة مع اقتناعه داخل نفسه بعدم جدواها وانه يلجأ الى استخدام بعض الحيل الدفاعية على مستوى اللاشعوري مثل التبريرات الواهمة حيث يوهم المدخن نفسه والآخرين بانه لابديل عن ممارسة هذه العادة فهو في مأزق وهو مع السيجارة يقاوم مشاعر القلق وان تركه لها يعني الانتكاسة المعنوية. وهذه العادة غالبا تبدأ من منطلق اجتماعي محض حيث يذكر ان 90بالمائة من المدخنين في السن المبكرة مرتبطون بأصدقاء من المدخنين وقد وجد ان واحدا على الاقل من اكثر من اربعة من الاصدقاء المقربين اليهم يدخن.. ومما ذكر ايضا كاحد الدوافع الرئيسية وراء اعتياد التدخين هو دور القدوة حيث تكون المحاكاة والتقليد لبعض النماذج والشخصيات المميزة مثل الوالدين والمدرسين اواحد المشاهير وهم يمثلون الكثير بالنسبة للمراهقين مما يدفعهم الى تقليدهم وقد ارتبطت عادة التدخين ايضا في الكثير من صغار السن بالاستقلالية والحيوية مما يضفي عليهم شعورا زائفا بالاستقلالية والالفة مع السيجارة من خلال تعود الحواس على الرائحة ومذاق ورؤية التبغ والدخان المنبعث من السيجارة المشتعلة.ولاشك في ان اثار هذه العادة السيئة على الصعيدين الاقتصادي والصحي تبدو سلبية وكارثة حقيقية حيث تعتبر المملكة رابع اكبر دولة مستوردة للسجائر في العالم اذ تستهلك نحو 571 مليون ريال لاحراق نحو 334 مليون كرتون من السجائر المختلفة التي تصل الى 4.3 مليار سيجارة.. كما ان ربع مليار طفل ممن يعيشون بيننا الان معرضون للموت بسبب ممارسة هذه العادة السيئة.وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الدخنين في العالم بـ1.1 مليار شخص يتجاوز ثلثهم الـ15 عاما ويعيش 800 مليون من المدخنين في دول العالم الثالث من بينهم 300 مليون في الصين وحدها حيث تعتبر الصين الدولة التي يزداد فيها الاستهلاك بسرعة كبيرة بارتفاع بلغ 260%.. وباتت الصين المستهلك العالمي الاول اذ استهلك فيها 1.7 تريليون سيجارة من 5.2 تريليون سيجارة تم تدخينها في انحاء العالم خلال عام واحد.وبالرغم من ان المملكة منعت الاعلان عن التدخين في اجهزة الاعلام والزمت الصحف الاجنبية ايضا بتضمين ما تنشره من اعلانات تحذيرية عن اضرارالتدخين بالصحة وكذلك رفع الرسوم الجمركية للتبغ واخراج المقاهي خارج حدود المدن الا ان هذه الجهود لم تحقق ارقاما مقبولة في اقناع المدخنين عن الاقلاع او غير المدخنين من الاقتراب منه اوالاعتياد عليه.