DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جانب من الندوة وتبدو الكاتبة قبل إلقاء كلمتها

ندوة بالقاهرة تناقش " سلمى والفئران الأربعة"

جانب من الندوة وتبدو الكاتبة قبل إلقاء كلمتها
جانب من الندوة وتبدو الكاتبة قبل إلقاء كلمتها
أخبار متعلقة
 
أكد مجموعة من الكتاب والأدباء في ندوة عقدت بالقاهرة على هامش معرض الكتاب الأخير على أهمية العناية بأدب الأطفال، كونه الطريق الأكثر وصولاً لقلوب أطفالنا وعقولهم. وخلصت الندوة إلى أنه مهما كان طغيان الصورة وانتشار الرسوم المتحركة وغيرها يظل كتاب الطفل يشكل أهمية خاصة بالنسبة للأطفال.. وكانت الندوة تناقش مجموعة قصصية للأطفال للكاتبة العراقية سارة السهيل، بعنوان (سلمى والفئران الأربعة) وناقش الكتاب مجموعة من المهتمين بأدب الطفل. في بداية الندوة أكدت سارة السهيل سعادتها وهي تقدم باكورة إنتاجها للطفل العربي، بعد تجربتها الشعرية والتي أثمرت عن ديواني شعر (صهيل كحيلة) و(نجمة سهيل) وأضافت أنني قدمت هذه القصة للطباعة بعد أن انتهيت من كتاب احدى عشرة قصة أخرى للأطفال وأنا بصدد طباعتها في محاولة صادقة لرسم البسمة على وجه الطفل العربي الذي يعاني ويلات الحرب في العراق كما يعاني ويلات الحصار في فلسطين، ويواجه الجوع في دارفور مشيرة إلى أن توجهها لمخاطبة الطفل العربي من خلال فن القص هو جهد تتوسل به إلى المستقبل عبر إثارة خيال الأطفال وامتاعهم بجانب غرس قيم الثقافة العربية الأصيلة في نفوسهم حتى يكونوا أكثر انتماء لبيئتهم العربية، ولحمايتهم من الغريب الثقافي الذي نعاني منه الآن. وفي قراءته النقدية لقصة (سلمى والفئران) أكد الكاتب يعقوب الشاروني على أنها حققت تكاملاً منشوداً في الكتابة للأطفال بالجمع بين مضمون النص والشكل المعبر عنه بالرسم، لافتاً إلى القيمة الإنسانية التي سعت القصة إلى تكريسها وهي حاجة الإنسان إلى الصحبة رغم اختلاف الأنواع والأذواق والأفكار وصولاً لقيمة قبول الآخر رغم اختلافنا عنه وهو ما نجحت القصة في توصيله بمهارة فنية. وأضافت ان تجربة هذه القصة تؤكد أن مؤلفتها عايشت الأطفال واستمعت لخبراتهم واستفادت منهم قبل طباعتها في الكتاب وهو يحقق الاستمرارية لكاتب الأطفال. تناغم الشكل والمضمون ويرى شاعر الأطفال المعروف أحمد زرزور أن سارة السهيل تحتفظ بطفولة حقيقية عكستها في هذه القصة، وقال لقد تعاملت مع الكاتبة كأنها طفلة تكتب للأطفال حيث توافرت في تلك القصة عناصر الخيال الجامح، والشقاوة وخفة الظل اللازمين لتكريس القيم لدى الأطفال بعيداً عن أسلوب الوعظ المدرس مؤكداً أن قصة (سلمى والفئران) عكست ذلك التناغم المأمول بين النص القصصي واللوحة الفنية التي تترجم فضاء الطفولة وشقاوتها. أنسنة الحيوانات من جانبها لفتت الكاتبة لينا الكيلاني إلى أهمية ضخ دماء جديدة في هذا الجنس الأدبي الموجه للطفل، خاصة وأن الكثير من الكتاب الكبار يخشون اقتحام هذا المجال ومن ثم فإن ظهور كاتبة عربية جديدة يمثل نقطة ضوء مهمة تنتصر للطفولة العربية، وقالت إن قصة سارة السهيل تتمتع بحضور أدبي لنجاحها في خروج باكورة إنتاجها للطفل بالجمال في المضمون والشكل الإخراجي وحرارة الألوان ودفئها، وأكدت أن المعالجة الأدبية التي قدمتها سارة في تلك القصة اتسمت بالعمق الإنساني، خاصة أنها عملت على أنسنة أبطال شخصيات القصة من الفئران والدمية وحولتهم إلى بشر يتفاعلون ويتطورون نتيجة قيم الحب والصداقة التي قادتهم للتعاون. مداخلات ساخنة @ كانت الندوة قد شهدت عدداً من القضايا التي فجرت مناقشة قصة (سلمى) ومنها اختيار مؤلفتها فضاء الغابة لتدور فيها الأحداث رغم أن مؤلفتها عربية عراقية وهو ما حفز الكاتب أحمد زرزور لإثارة الجدل حول قضية مدى ارتباط الكاتب ببيئته وأهمية التعبير عنها حتى يتوفر عنصر الصدق عند لحظة التلقى، مشيراً إلى أننا نفتقد أدب الصحراء، وأدب الساحل، وأدب المهجر وغيره. @ وفي تعليقها أوضحت سارة السهيل أنها تغيب عن وطنها العربي بالأردن موطن رأسها، كما تغيب عن موطن جذورها بالعراق، منذ دراستها وزواجها بلندن. @ ودافعت الكاتبة لينا الكيلاني عن اختيار الغابة كفضاء للقصة، وقالت ان الغابة رمز للجاذبية والغموض الأسطوري الذي قد يستهوى كثيرا من الكتاب. كما طرحت الندوة إشكالية قدرة أفلام الكارتون على سحب البساط من أدب الطفل, وفي هذا السياق أشارت سارة السهيل إلى أن الفنون والآداب يكمل بعضها البعض الآخر, فالكارتون يعتمد بالأساس على قصة موجزة أذا هو يعتمد على أدب مكتوب, وقد يحفز الكارتون نفس جمهوره لقراءة القصة الأصلية المستوحى منها الكارتون وهو ما يشجع بالتالي على الاستمرار في الكتابة والإبداع القصصي للأطفال. وفي تعليقه أشار يعقوب الشاروني إلى أن معرض بولونيا الدولي للأطفال قد خصص صالة كاملة للإلكترونيات ورغم الدعاية الضخمة التي روجت لها لكنها لم تلق إقبالا جماهيريا كالذي يلقاه كتاب الطفل. ويحذر الإذاعي محمود عبد الحليم من استمرار الشاشات العربية في عرض أفلام الكارتون الغربية والتي تفسد القيم في نفوس الصغار العرب داعيا لضرورة اقتحام مجال إنتاج الكارتون اعتمادا على القصص التي يبدعها مؤلفونا العرب. أما الشاعر احمد زرزور فلا ينكر التأثير السلبي للكارتون ضد كتاب الطفل لما يتمتع به الكارتون من صورة متحركة تخطف البصر, ويرى ضرورة إنتاج أفلام كارتون عربية تقوم على القصص العربية وفي هذه الحالة نكون أمام كتاب مصور مرئي ومسموع يخاطب الطفل العربي بلغته الأصيلة.