DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مصلح جميل

المصور أولاً

مصلح جميل
مصلح جميل
أخبار متعلقة
 
مصلح جميل بعد أن فتحت لنا الانترنت مجالا واسعا للاطلاع على تجارب الكثير من المبدعين العرب واعني تجاربهم الفوتوغرافية وجدت كما هائلا من المعارض الالكترونية سواء عن طريق المواقع الشخصية او مواقع الجمعيات والأندية الفوتوغرافية او المنتديات الالكترونية. ومع هذا لم أجد ما يوازي تلك الأعمال من قراءات نقدية من قبل نقاد أو من قبل فنانين فوتوغرافيين كقراءات انطباعية. وعندما نتكلم عن تأسيس مشهد نقدي ثقافي فوتوغرافي عربي فإننا هنا نكون معنيين بالمصور نفسه بعيدا عن المجتمع والحكومة، سنكون هنا مجبرين للحديث عن الفنان الفوتوغرافي، فخلق حالة من الحراك النقدي الثقافي الفوتوغرافي في الوطن العربي بشكل عام يحتاج إلى أن يعي المصور الفوتوغرافي العربي أهمية ما يقدمه وما يمارسه من فن. إذ أن البعض لا يدرك أن التصوير كفن لا يقل أهمية عن الفنون والآداب الأخرى في تشكيل مجتمع واع مثقف وقادر على التأثير على الوضع السياسي والاجتماعي والحضاري للبيئة المتواجد بها. وأصبحت المعارض الفوتوغرافية التي تقام في كثير من الأحيان أو التجمعات الفوتوغرافية تهتم وتعنى بقضية واحدة هي إقامة معرض أو ورشة عمل متجاهلة قضية كبيرة وهي قضية النقد الفوتوغرافي. لذا نشأ جيل من الفنانين الفوتوغرافيين وهو لا يشعر بأهمية أو ضرورة النشاط النقدي المصاحب للمعارض او حتى بدون المعارض لمجرد قراءة لفترة زمنية او تجربة شخصية او قراءة لتجمع او كيان فوتوغرافي. بل إن بعض الفنانين نشأ بداخلهم رفض طبيعي للنقد في حالة قــُدم رأي انطباعي حول عمل ما، وهذا الرفض يبدو لي طبيعيا لان الكثيرين لا يزالون يعتقدون ان طرح وجهة نظر مختلفة أو قراءة تحليلية او انطباعية لعمل ما، تنتقص قيمة العمل وتهين الفنان المقدم لهذا العمل. وهذا عكس ما يحدث في كثير من الفنون الأخرى اذ نجد النقد موازيا لها ومتقبلا - أي النقد - من قبل كثير من المبدعين وذلك ناتج من الشعور بأهمية النقد، وللممارسات النقدية المصاحبة لتلك الفنون. لذا اعتقد بأن الفنان الفوتوغرافي مطالب أولا بأن يبدأ في وضع أهمية للنقد وأن يبدأ في تقبل الفعل النقدي وان يحرص على القراءة والتواصل مع الفنون الأخرى وخاصة التشكيلية والسينمائية، وحتى السردية والشعرية من اجل تطوير ثقافته الفنية والأدبية والتعود على قراءة العمل الإبداعي والعمل النقدي لتشكيل تصورات ورؤى حول الفعل النقدي وأهميته ومفرداته وأساليبه. أما كيف يمكننا أن نجعل الإنسان في عالمنا العربي متذوقا للفن الفوتوغرافي فهذه النقطة تأخذنا للحديث عن الحكومات أولا لأنها بشكل أو بآخر - في عالمنا العربي - المسؤولة عما يمكن وصفه بالقطيعة شبه التامة بين الفرد والفن الفوتوغرافي، ولأكون أكثر وضوحا سأنطلق في شرحي لهذه النقطة ا لا يدرس الطالب أي شيء عن التصوير الفوتوغرافي وكل ما يتم تدريسه في مجال الفنون البصرية هو مادة التربية الفنية التي تدرس لمدة تسع سنوات وحسب علمي لم يحدد لها منهج واضح مثل المواد العلمية أو الدينية او الأدبية. بل ان المعاهد التي تخرج مصورين فوتوغرافيين هي جهة وحيدة (المعهد المهني) التي تدرس تخصصات أخرى مثل الميكانيكا والكهرباء والحدادة والنجارة ويدرس الطالب لسنتين وبدون مناهج علمية أو إمكانيات حديثة، ويمكن الالتحاق بالمعهد بعد الدراسة المتوسطة بل إن خريج هذا التخصص هو الأقل مرتبا في حال التحاقه بوظيفة مصور صحفي في وسيلة إعلامية او مصور علاقات عامة في جهة حكومية إن هذا الوضع المأساوي للتصوير الضوئي في مناهج ومراحل التعليم هو سبب رئيسي في جعل الفرد ينشأ بقطيعة كاملة عن التصوير والصورة وثقافة الصورة. وبعد ذلك يأتي دور المجتمع الذي نجده يتعامل مع الصورة بحساسية . والبعض لا يتسامح مع ضوء الكاميرا . لهذا تضيق فرص المصور في التعامل الحميمي مع تلك الرؤية التي تبدو صارمة احيانا تجاه الصورة والمصور. لقد كتبت سابقا مقالا بعنوان (الجنادرية بصفتها الفرصة الوحيدة) متحدثا فيها عن معاناة المصور من المجتمع، المجتمع الذي يرفض التصوير لأسباب اجتماعية ليس إلا. ولعلها سلطت الضوء على تناقضات المجتمع حول المصور والتصوير ولا أريد ان أخوض في هذه النقطة. أعود لأقول إن السياسة التعليمية للمملكة والتي لا يوجد بها كلية تدرس التصوير على أسس علمية وهذه السياسة هي جزء من السياسة العامة للدولة هي سبب رئيسي للقطيعة بين الفرد والصورة. فلو نشأ الطالب منذ سنين دراسته الأولى على منهج يهتم بالتصوير الضوئي ومارس التصوير كجزء من النشاطات المنهجية واللامنهجية كما يحدث كمثال مع المسرح لبدأ الطالب في التعايش السلمي مع الصورة والمصور والكاميرا ومن ثم يبدأ التفاعل بين الفرد مع التصوير وليس مجرد تماس من الخارج وبهذا تكتشف مواهب المصورين منذ الصغر ليتم الاهتمام بها من قبل المدرسة والأهل وهكذا. إن هذا الفراغ الكبير في المناهج والكليات والأكاديميات والأندية والبرامج الواضحة السليمة للأندية خلق نوعا من الفوضى في الحالة الفوتوغرافية محليا، لدرجة أن المعارض التي تقام تختلط فيها كل التوجهات والمستويات وبرتم مميت متكرر يجعل حتى من الصعب الحكم على الساحة الفوتوغرافية وتطوراتها، وأصبح كل من يحمل كاميرا لدينا يعتبر نفسه مصورا بل إن بعض المعارض يتم استقبال الأعمال فيها حتى بعد افتتاحه ولآخر يوم وأصبح كثير من الهواة يقومون بتدريس أساسيات الفن الفوتوغرافي وتمنح لهم شهادات بعد أسبوعين او ثلاثة والمسابقات التي تقام تحكم بطرق غريبة ومختلفة بعيدة عن مقاييس التحكيم المعروفة عالميا، وفي أحيان ممن ليسوا مؤهلين للتحكيم، بل إن شروط المسابقات يتم التجاوز عنها لتخرج الصور الفائزة مخالفة لأهم شروط المسابقات! ولعل من الجوانب المهمة التي يجب أن نتطرق إليها عندما نتحدث بشكل عام عن وضع التصوير في عالمنا العربي هو ما تعانيه جمعيات وأندية التصوير من بؤس وترد في أوضاعها وهذا نتاج لما تعانيه هذه التجمعات من تهميش وعدم اهتمام من الحكومات بالمقام الأول ومن ثم من كثير من المسئولين والمنتسبين لها. والذي كما قلت في البداية أن بعضهم لا يعي ويدرك قيمة الصورة والفن الفوتوغرافي. ولأكون واقعيا أكثر سأستشهد بجمعية قطر للتصوير الضوئي التي زرتها قبل عام وحضرت حفل جائزة آل ثان للتصوير الضوئي وشاهدت مدى الاهتمام من قبل الحكومة المتمثل في الرئيس الأعلى للثقافة والفنون والتراث الاهتمام بالتصوير والمصورين وسنجد أن المصورين القطريين يشكلون حضورا واضحا في مسابقات عالمية ونادي التصوير بعمان الذي يحق لكل العرب الافتخار به بعد إنجازاته العالمية التي حققها في مسابقات الفياب، عندما التقيت برئيسه الفنان سيف الهنائي استشففت منه مدى الاهتمام الذي يلقاه النادي والمصورون. وحين يعودون بالجوائز متقدمة من مسابقات الاتحاد الدولي يتم استقبالهم من قبل مسئولين كبار في الدولة فهذا دلالة ليس للمصورين فقط ولكن للمجتمع دلالة على أهميتهم وأهمية إنجازهم وأهمية الصورة. بقي أن أقول إن المصور معني أولا بتطوير ذاته معرفيا والاطلاع والمشاركة خارج دائرة محيطه وان يتحرك للمطالبة بحقوق المصورين والصورة التي لم تعط بعد لنقول إنها سلبت، وان يحرص على النقد بالقراءة والتقبل والاستماع إلى الآراء المختلفة والقراءة في الفنون. ورقة قدمت خلال مهرجان الفيحاء الأول للصورة بالعراق