بدأت سوريا تنفيذ استراتيجية شاملة تتضمن انسحاب معظم قواتها العسكرية من لبنان طبقا لآلية اتفاق الطائف وهي خطوة ذات دلالة على ان سوريا تستطيع ان تتعامل مع مستجدات لبنان بعد جريمة اغتيال الحريري بمرونة وتفهم اكثر خصوصا في ظل الالحاح الامريكي والفرنسي على تنفيذ القرار (1559) الخاص بالانسحاب من لبنان.
سوريا عودتنا على ان تكون ذات دراية كاملة بالاستحقاقات المطلوبة منها فيما يتعلق بالشق العسكري والامني وهي قادرة على تحسس مخاطر تجييش الاسرة الدولية على سياستها اللبنانية والنتائج المترتبة ازاء تلك الضغوطات لاستهداف سوريا.
النظر الى الازمة يتطلب تفكيرا بعيد المدى من قبل صناع القرار في سوريا وان تقوم بجهد دبلوماسي خارق لدى المجتمع الدولي لشرح موقف سوريا وتطمين الاسرة الدولية الى اهداف سوريا النهائية المتمثلة في اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة.
ايضا مطلوب من العالم العربي بدوله الفاعلة ان يقوم بجهد مضاعف لنشر مظلة حماية لسوريا من خلال مساندتها في الاسراع بتنفيذ قرار (1559) وشرح وجهة النظر بشفافية في المحافل الدولية وكسر الطوق الذي يحاول ان يلتف على الشقيقة سوريا ولن يأتي ذلك دون ان تتخذ سوريا قرارات مهمة حتى لو كان الثمن غاليا وباهظا فسلامة الشعب السوري وترابه الوطني اهم شئ حتى لانجد انفسنا في دوامة جديدة مثل العراق... نثق في سوريا وقيادتها بان تعبر بشعبها الى بر الامان دون ان تضعه في مواجهة الاسرة الدولية ونثق بانها لن ترتكب اي تقدير خاطئ في حساباتها السياسية والامنية وهو امل كل عربي يرى الغيوم السوداء تنتشر في سماء المنطقة.. انه الامل الذي يجب ان تحرص عليه القيادة السورية.
