DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رأي اليوم

رأي اليوم

رأي اليوم
أخبار متعلقة
 
لا أحد ينكر أن جريمة اغتيال رفيق الحريري، قد أدخلت لبنان إلى نفق مجهول، ما لم تسارع السلطة السياسية بتدارك الوضع وكشف ملابسات الاغتيال التي هزت البلاد، وجعلت شبح الحرب الأهلية يطل برأسه من جديد. وإذا كانت صدمة الاغتيال، هيأت المجال لانتشار الاتهامات وتبادلها، فإن الوقت العصيب اليوم، يتطلب الإسراع بتقديم المتهمين للعدالة، ومعرفة أن اغتيال الحريري قصد به اغتيال لبنان كله، واغتيال استقراره، واغتيال العملية الديموقراطية به، واغتيال حالة التوافق السلمي بين طوائفه، وهي الحالة التي رسخها اتفاق الطائف الذي كان الراحل أحد أركانه. لذا، سيكون من المفجع، صحة ما أثير في الساعات الماضية، عن أن جريمة الاغتيال، تمت من خلال نفق تحت الأرض، عبر وضع متفجرات في نقطة أشغال للدولة، وهذا يعني أن ثمة تورطاً محتملاً (إن لم يكن أكيدا) لجهاز مخابراتي قوي، ولن يكون بأية حال من الأعمال الفردية العشوائية، والتي مهما كانت دقتها، لا يمكن أن تتم دون أن يكون هناك من يمرر، أو على الأقل يغمض عينيه (أو إحداهما). الهتافات التي اتهمت سوريا، أو السلطة اللبنانية، ربما تكون عاطفية، أكثر منها عقلانية، وهناك من يغذيها بدلا من مناقشتها، فسوريا في هذا الظرف، ليست في حاجة لاستعداء الغرب أكثر، وبالذات الولايات المتحدة، ولن تكون من السذاجة أن تفتح بابا آخر للجحيم، والسلطة اللبنانية لم تفق بعد من مأزق التمديد ولا نعتقد أن هناك مصلحة مباشرة لهما في إزاحة الحريري، الذي كان نموذجا للمعارضة الوطنية، ورمانة الميزان فيها، خصوصا في هذه المرحلة. تبقى نظرية المؤامرة، وهي التي تشير دوما لإسرائيل، كعادة الفكر العربي المتأزم، والذي يصنع مثلما الجاهليون قديماً إلها من التمر، ليأكلوه عند الجوع.. وبعيدا عن صحة ذلك من عدمه، يبقى السؤال دوما عن المستفيد الحقيقي من إزاحة رجل لبنان بهذه الصورة.. وهنا نجزم لأول مرة، بأنه ليست سوريا وليست السلطة اللبنانية، وليست إسرائيل.. وليس هذا المخبول الذي خرج على الهواء ليتبنى الجريمة. هناك طرف آخر هو القاتل الحقيقي، فكروا فيه أولاً، ربما تعرفونه!