كانت الأمة الإسلامية تنتظر لعقود طويلة مثل دعوة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لزعماء العالم الإسلامي لعقد مؤتمر يناقش هموم الأمة ويحدد مشاكلها تمهيداً لوضع الحلول وتهيئة الفرصة للأمة للنهوض من جديد.
وكانت ردود الفعل الإسلامية على دعوة سموه مشجعة ومباركة لهذا المؤتمر الذي تفرضه ظروف الأمة والمشاكل التي تعانيها.
ومما شجع كثيرين من سكان العالم الإسلامي على تأييد عقد المؤتمر هو دعوة علماء الأمة ومفكريها للاجتماع ومناقشة القضايا الإسلامية والأخطار التي تواجه الأمة والعقبات التي يزرعها الأعداء والفئات الضالة في وجه تقدم الأمة ونهوضها.
فأكثر مشاكل الأمة الإسلامية تحدث بسبب الانقسامات السياسية والفكرية والدينية، هذه الانقسامات تشغل الأمة عن توحيد صفوفها وقواها وطاقاتها. وخلقت هذه الانقسامات ضعفاً أعطى للفكر الضال الفرصة لكي ينمو ويترعرع في كهوف الظلام والجهل بعيداً عن الضوء والحقيقة ومحاسبات الأمة. حتى شهدنا الأفكار الإجرامية تعبر عن بشاعتها في شوارع المدن الإسلامية وميادينها. بل ان الفكر الضال لم يتورع عن تحويل منازل في مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى أوكار للجريمة والخبث وتدوير الأفكار المسمومة الضالة.
ومثلما أعطى ضعف الأمة الفرصة للأفكار المنحرفة الجرأة للكشف عن نفسها وشن هجمة مجرمة على دين الأمة وثقافتها وضميرها. فإن هذا الضعف قد أعطى للأعداء الفرص السهلة للكيد للأمة وزرع الفتن فيها وممارسة كل أصناف العدوان وتفتيت طاقات الأمة وقدراتها وصب مزيد من الانقسامات في صفوفها.
وأكبر مثال على ضعف الأمة هو أن رئيس الحكومة الصهيونية المتطرفة إيرل شارون يشن حملة إبادة في الصفوف الفلسطينية ويقيم وجبة قتل يومية للأطفال والنساء والأبرياء الذين يصرخون دون مغيث، بينما الأمة الإسلامية تتفرج وعاجزة عن فعل شيء. وبعضها يعجز حتى عن الاحتجاج أو الاعتراض على المجازر اليومية التي ترتكبها حكومة شارون في فلسطين المحتلة.
ولدى الأمة أمل بأن مثل هذا المؤتمر سوف يحقق نقلة في حياة الأمة. وعلى الأقل لكي تتعرف على قدراتها وإمكاناتها المعطلة، وهي إمكانات لو تم تفعيلها لمنعت كثيرا من المصائب والمتاعب التي تتكبدها الأمة وتهدر قدراتها وكرامتها.
