الزيارة المثمرة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لدولة الإمارات العربية الشقيقة، تعيد للمنطقة عوامل وروابط الإخاء الخليجية التقليدية.
والبيان المشترك الذي صدر عقب المحادثات التي أجراها سمو النائب الثاني مع أخيه سمو رئيس دولة الإمارات يجسد علاقات الأسرة الواحدة. كما يجسد الأسلوب الخليجي الأمثل الذي ساهم عبر عقود في صنع هوية مميزة وعلاقات متينة بين بلدان الخليج.
وقد نجح تواصل زعماء الخليج وكبار المسئولين في مجلس التعاون، في حل كثير من المشاكل والإشكالات الخليجية، كما ساهم في صنع روابط خليجية حاضرة في ضمير كل خليجي، وذهن كل مواطن. وأثمرت جهود مجلس التعاون في مناسبات كثيرة. حتى استبشر المواطنون في الخليج بأن الاتحاد الخليجي أصبح أكثر منالاً، وأملا يمكن تحقيقه. وذلك ما يبدو أنه أخاف الذين يسعون للفرقة وإشعال الخلافات بين الدول العربية. لهذا زرعوا كثيراً من العراقيل أمام الوحدة الخليجية، وأثاروا كثيراً من الخلافات، مما أصاب المواطنين الخليجيين بالإحباط مرة أخرى وخفتت الآمال المتألقة.
ولكن التواصل بين زعماء مجلس التعاون، كالزيارة التي قام بها سمو النائب الثاني لدولة الإمارات العربية الشقيقة، كفيل بإعادة نهج تبادل الرؤى بحكمة وهدوء بعيداً عن المؤثرات المعيقة وبعيداً عن الذين يحيكون السوء والسيئات. كما هو كفيل بإعادة القاطرة الخليجية إلى سكتها من جديد. كما أن العلاقات بين المملكة والإمارات الشقيقة هي علاقات تقوم على الود والمحبة والصراحة وهي منهج فقيد الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكيم الخليج الذي فقدناه كما هي منهج دائم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. وقد ساهم هذا المنهج في جعل البلدان الخليجية أسرة واحدة في مناسبات كثيرة، وجنبها كثيراً من الفتن والعواصف.
ولابد أن يعود هذا المنهج كنهج عمل خليجي كي يستطيع الخليجيون مواجهة المستقبل بيد واحدة وبروح واحدة وبوحدة بين الشعوب والزعامات.
