مرة أخرى تحاول أدوات الجريمة والفتنة والضلال النيل من المملكة.. ولكن أحلامها تتحطم مرة أخرى وتتبدد دعاواها، ويقضي الله أن يلقى المجرمون جزاءهم الرادع ومصيرهم المحتوم بعد قليل من ارتكابهم عملهم الخائب الجبان.
ويبدو أن التهور والفوضى دبا في خلايا الظلام حتى أصبحت أدواتها الفارغة إلا من الضلال والحقد، تتصرف بعصبية وبعشوائية تستبد بمثل هذه الخلايا الظلامية حينما يحكم عليها طوق الخناق، فتتخبط مثل الغريق.
وما اختيار الجناة العدوان على مبنى وزارة الداخلية في الرياض، ومبنى قوات الطواريء الباسلة، سوى مثل حي على هذه العشوائية والعصبية.
وقد تلبستهم الحالة العصبية بعد أن تمنعت عنهم الأماكن الحصينة واضطروا لتنفيذ ارتكابات طفولية صغيرة وسهلة الأهداف وفاشلة أيضاًَ. فأرادوا أن يرفعوا من معنوياتهم الشريرة، ومنوا أنفسهم بهدف ضخم..
ولكن شاء الله تعالى الذي يحرس عباده المؤمنين من كل الشرور والضلال، أن يبطل سحرهم ويجعل تدميرهم في تدبيرهم. فبعد أن فجر الآثمون سيارتهم أمام مبنى وزارة الداخلية، هربوا إلى وكرهم الذي يحيكون فيهم خطط الإجرام.. ولاحقتهم قوات الأمن، فأرداهم حماة الأمن وحراس كلمة الحق والنار، قتلى، ولفظ المجرمون أنفاسهم في نفس المكان الذي قرروا فيه الحكم بالقتل على الأبرياء من رجال الأمن والمواطنين. وقد قام رجال الأمن البواسل بمهمتهم على أكمل وجه وخلصوا الوطن من قنابل الموت البشرية، التي تستهدف وطننا وأطفالنا وإخواننا من رجال الأمن، بقدر ما تستهدف تشويه ديننا، وتصويره على أنه دين إجرام وتطرف وغلو.
وشاء الله تعالى أن يفضح سعي المجرمين، فقد ختموا حياتهم، مفارقين للجماعة وساعين في الجريمة والفتنة والضلال، كافرين بشريعة الإسلام الوسطية التي وسعت الناس رحمة. فكفروا بالله ونصبوا أنفسهم أولياء على الناس يدخلون الجنة من يريدون ممن يدخل في ضلالهم ومفاسدهم، ويحرمونها على من يرفض سلوكهم الإجرامي وغلوهم وجرأتهم على الله ورسوله وكتابه الكريم.
وبعد أن لقي سبعة من المجرمين جزاءهم العادل في الدنيا، وانضموا الآن إلى زمر الباطل البائدة، نسألهم، هل وجدوا ما وعدتهم به الشياطين والمرجفون في الأرض، ومرضى الكهوف؟..
