DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد المدني*

محمد المدني*

محمد المدني*
محمد المدني*
أخبار متعلقة
 
الصداقة لفظ جميل، اقتبس من الصدق، فهي التعارف بأسمى معانيه المبنية على المحبة بين الناس، ويمكن تقسيم الصداقة إلى أنواع عدة، منها ماهو عام كالعلاقات السطحية، بصرف النظر عن الخلفية الدينية أو الانتماءات الاجتماعية، ومنها ماهو خاص كالعلاقة التي تربط بين الأشخاص الذين يشتركون في الدين والعقائد والانتماءات الاجتماعية وهناك أيضا الصداقة الحميمة، وهي العلاقة التي تربط بين الأشخاص المقربين وهم أكثر التصاقا وجدانيا ببعضهم البعض. ويمكن أن يندرج تحت هذه العلاقة علاقة الزوجين وعلاقة الوالدين بأبنائهم وبناتهم، فالصداقة بهذا المفهوم تأخذ طابعا أسمى وأرقى مما ذكرت آنفا. وأمام هذه التعريفات، أريد أن نسأل أنفسنا: هل وفقنا فعلا في اختيار أصدقائنا؟ هل فكرنا وراجعنا أنفسنا بإعادة تقييم علاقاتنا مع أصدقائنا؟ هذا إذا كان هناك أصدقاء؟ هل تعدت علاقتنا بهم جلسة بلوت، أو (طلعة إلى البر) أو رحلة بحرية، أو جولة في الأسواق، والإجابة قد تكون بكلمة واحدة وهي لا. علينا إذن أن ندقق في اختيار أصدقائنا، ونختار من يكون أهلا لتلك الصداقة، صديق إذا قلت حقا صدق قولك، وإذ رأى منك حسنة عدها، وإذا خدمته صانك، وإذا لجأت إليه وجدته، أما ما يحسب على الأصدقاء، فهو إذا حدثته ملك، وإذا فارقته تكلم عليك في ظهرك، وإذا خالفته في الرأي افترى عليك وأصبحت عدوه اللدود، وإذا لجأت إليه تخلى عنك، وقال الشاعر في اختيار الأصدقاء: ==1== عن المرء لاتسل وسل عن قرينه==0== ==0==فكل قرين بالمقارن يقتدي==2== لكي تختاروا أصدقاءكم أحبائي عليكم أولا أن تختبروهم في الضراء والشدائد والنكبات، وخاصة طلب المال، فالكثير منهم يتنصل من أصدقائهم عندما يتعلق الامر بالمال، ويقال إذا أردت أن تتخلص من صديق (غثيث) فاطلب منه سلفة أو قرض، وسيختفي تماما من حياتك دون جهد يذكر، وكما قال الشاعر: ==1== ما أكثر الأصحاب حين تعدهم==0== ==0==ولكنهم في النائبات قليل==2== إن الصديق الصدوق هذه الأيام مفقود أعزائي، فالكثير من أصدقاء هذا العصر غدار وكذاب، يظهر لك المحبة والمودة ولكن في الباطن يخفي لك الكثير من الحقد والبغض. هذا هو صديقي، أعزائي، الذي بلاني به الزمان، تغيرت المودة والإخاء، وقل الصدق وذهب الوفاء، إذا استغنيت عنه لسبب ما عاقبني، وإذا نزل على البلاء تشمت بي، يبتسم لي ويثني علي مادمت أمامه ، ويستمر هذا الود ما دامت معارفي كثيرة (وواسطتي قوية)، أما إذا قلت معارفي، قطع اتصاله وتجاهلني، صديق لا يقيم العلاقة بتقييمه لشخصي، ولكن يقيمها بمن هو أبى ومن هو جدي ووالد جدي وجد جدي، لا يهتم بثقافتي أو بمستواي التعليمي، أو مساهماتي الاجتماعية لوطني، ولكن يهتم بكم رصيدي من المال، وحجم الثروة التي أملكها، ونوع السيارة التي أقودها، والحي الذي أسكن فيه، هل هو من الأحياء الراقية أم غير ذلك. صديق لا يهتم إذا كنت أنجز أعمالي بالطرق النظامية، ولكن يهتم إذا كان لي واسطة في الجوازات، المرور، مكتب العمل، إدارة القبول في أي جامعة، أو معهد الإدارة، صديق لا يهمه مصلحة الوطن، ولكن يهمه أن (تمشي أموره) حتى لو داس على رقاب الآخرين وصولا إلى الهدف، فتزداد وحشيته، وتتنوع أساليب قهره لكل ما يعترض طريقه لكسب المال. إن كل داء له دواء يستطب به، إلا سوء الخلق ليس له أي دواء، سيغنيني الذي أغناه عني، فلا فقر يدوم ولا ثراء، فما رأيكم أعزائي في اصدقاء هذه الأيام.؟ وصدق الشاعر عندما قال: ==1== جزى الله الشدائد كل خير==0== ==0==عرفت بها عدوي من صديقي==2== * كاتب ومستشار مالي وإداري ـ عضو الجمعية السعودية للإدارة