DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

يوم لقائي بامرأتي هاروكي مورا كامي

يوم لقائي بامرأتي هاروكي مورا كامي

يوم لقائي بامرأتي هاروكي مورا كامي
أخبار متعلقة
 
الكاتب: هاروكي موراكامي كاتب معاصر ولد سنة 1949م في كوبي باليابان. وتتميز مدينته بوقوعها بين الجبال والبحر. هاروكي موراكامي مدير موسيقى الجاز في طوكيو لمدة 7 سنوات . بدأ الفوز بالجوائز الأدبية في الثلاثينيات من عمره. في رواياته مغامرات معقدة في العوالم الغريبة (يوم لقائي بامرأتي) في صباح جميل من شهر أبريل مررت بامرأتي التي أريدها في شارع هاراجوكو الخلفي . لم تكن امرأة بذاك الجمال الصارخ . لم تلبس ثياباً جميلة كان من الواضح أنها قد نامت على شعرهاولابد أنها بلغت الثلاثين من العمر . مع أنها كانت على بعد خمسين متراً فقد أدركت أنها المرأة التي أريدها . فمنذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها أسرتني بطلعتها وتعلقت عيناي بصورتها ، اهتز صدري بشكل غريب وجف فمي كالصحراء . ربما كونت صورة في عقلك عن نموذج المرأة التي تحبها. مثلاً أن تكون دقيقة الكاحلين ، واسعة العينين أوبالتأكيد ذات أنامل رقيقة أو مالاأعرفه من المزايا ولكنني انجذبت لامرأة تبطىء في تناول وجبتها - شيء من هذا . وبالطبع لاأملك القدرة على تمييزها فقد كنت مذهولاً وأنا أتناول وجبتي في المطعم مندهشاً لمرأى ذلك الأنف على الطاولة المجاورة. لا توجد امرأة تجسد كل المزايا التي يرغب فيها الرجل . أنا لا أتذكر حتى شكل أنفها ولا إن كان لديها أنف أو لا ما أتذكره هو أنها كانت امرأة عادية. كم هو أمر عجيب ! قلت لأحدهم بالأمس مررت بالمرأة التي أريدها رأيتها في الشارع ام "أجاب "هل كانت جميلة" هل كانت شكلها من النوع الذي تريده "لا أتذكر لا أتذكر شكل عينيها ولا أتذكر إن كانت ناهدة أم لا . لا أتذكر شيئاً من تلك الأشياء" ذلك أمر غريب أليس كذلك ؟ "في الحقيقة ، بلى" "إذاً" قال لي بصوت ملأه الملل "هل عملت أي شيء - تحدثت إليها - تبعتها ، هه؟" "لم أفعل أي شيء" قلت له "فقط مررت بجوارها" كانت تسير متجهة إلى الغرب وأنا إلى الشرق . كان الصباح صباحاً جميلاً من شهر أبريل. كنت أرغب في التحدث إليها لمدة ثلاثين دقيقة وستكون المدة كافية للحديث وسأكون راغباً في سماعها تتحدث عن حياتها وسأتحدث عن حياتي وسأخبرها بحقيقة شعوري تجاهها عندما مررت بجوارها في شارع هاراجوكوتي في الصباح الجميل من شهر أبريل عام 1981م. إن في هذا الموضوع سرا لطيفا يشبه السر الذي تخبئه نفوس الآلات القديمة. وبعد التحدث مع بعضنا سنذهب لتناول وجبة الغداء في مكان ما وربما سنذهب الى السينما أونجلس في ردهة أحد الفنادق ونشرب (عصير كوكتيل). إن الحظ يدق على باب قلبي فالمسافة التي أبعدتنا عن بعضنا ستقربنا مرة أخرى ونصبح على بعد خمسة عشر مترا. أيهذا العالم كيف سأتحدث إليها الآن؟ " صباح الخير . هل تتحدثين إلي لمدة ثلاثين دقيقة؟" ياله من أمر سخيف يشبة إغراء نظام التأمين. "لوسمحت هل يوجد محل قريب من هنا لغسيل الملابس يعمل على مدار الساعة" هذا أمر سخيف أيضاً فأنا لا أحمل سلة ملابس ، أليس كذلك؟ ربما كان من الأفضل أن أحدثها سراً قائلاً "صباح الخير . إنك في الحقيقة المرأة التي أريدها مئة بالمائة" ربما لن تصدق اعترافي وقد تصدق ولكن لن يكون لها الرغبة في الحديث معي أساساً . ربما ستقول لوكنت المرأة التي تريدها فلست أنت بالرجل الذي أريده . وإذا وصل الأمر الى تلك المرحلة فلابد أنني سأحبط . خاصة أنني بلغت من العمر32سنة. مررت بها قبالة محل للورود.عندها لامسة نفحة هواء رقيقة ودافة جلدي. الماء يجري على أسفلت رصيف المشاة ، رائحة الورود ملأت الهواء . لا أستطيع التحدث إليها . هي ترتدي كنزة بيضاء وتحمل ظرفاً لم يختم بعد في يدها اليمنى . لقد كتبت رسالة إلى شخص ما . ولابد أنها قضت ليلة البارحة كلها في السهر فعيناها يغلب عليهما النعاس. وربما تكون كل أسرارها مخبأة في هذا الظرف بعد المشي عدة خطوات أخرى ، التفت - لقد اختفت صورتها في الزحام. عرفت الآن بالطبع كيف أتحدث إليها وبالدقة. ولكن ولايهم ماالذي سأعترف لها به إنه اعتراف مطول ولن أتمكن من قوله جيداً . فأنا دائماً ما أفكر في أمور غير واقعية. على أية حال يبدأ الاعتراف بـ (في يوم من الأيام) وينتهي بـ (أليست تلك قصة محزنة) في يوم من الأيام وفي مكان معين كان يوجد هناك شاب وشابة . كان عمر الشاب ست عشرة سنة والشابة ثمان عشرة سنة . لم يكن بالوسيم ولم تكن فائقة الجمال ، كانا شابين عاديين كباقي الناس في أي مكان آخر. ولكن لم يساورهما الشك في أن الشريك / النصف الآخر الذي يبحث عنه كل منهما لابد من وجوده في مكان ما من هذاالعالم . وصادف إن التقيا ذات مرة في إحدى زوايا شارع ما فقال الشاب يالها من مفاجأة! لقد كنت أبحث عنك منذ فترة طويلة . ربما لاتصدقين بأنك المرأة التي أريدها مائة بالمائة. فقالت له الشابة" وأنت الشخص الذي أرغب فيه مائة بالمائة أيضاً . فقد كنت أتخيلك في أي طريق كنت أمشيه . في واقع الأمر أن هذا الأمر يشبه الحلم". جلس الاثنان على أريكة إحدى الحدائق وأخذا يتحدثان دونما كلل . لم يطل المقام بهما فافترقا. كم رائع أن تحاول أن ترتبط بمن يسعى هو أيضاً في أن يرتبط بك! . على أية حال مر بخاطرهما شيء من الريبة في حدوث مثل هذا فهل من الممكن أن يتحقق الحلم كله وبهذه الطريقة السهلة وفي نهاية حديثهما قال الشاب حسناً ،لنجرب مرة أخر ؟ فلوكنا مخلصين لبعضنا فبالتأكيد ودونما أدنى شك ، سنلتقي مرة أخرى في مكان ما عندما نلتقي - إذا كان كل واحد يرغب في الآخر مائة بالمائة - وسنتزوج في نفس الوقت اتفقنا " "اتفقنا" قالت الشابةوانفصل الاثنان وعلى أية حال ، ليس من الضروري أن نختبر الحقيقة إذا عرفناها فالاثنان يرغبان في بعضهما البعض مائة بالمائة . والآن أصبحت الامواج تتقاذف مصيرهما. وفي أحد الشتاءات ، أصيب الاثنان بحمى (انفلونزا) كانت منتشرة في تلك السنة . وبعد التطواف لمدة أسابيع وعند وصولهما إلى الحد الفاصل بين الحياة والموت وصلا إلى حقيقة أنهما قد أضاعا ذكرياتهما القديمة . وعندما أوغلا في باطني مشاعرهما وفي المحفوظات الطفولية ألفياهما فارغين. ولكن كانا حكيمين وصبورين وتحملا العبء فوق العبء وتسلحا بمعرفة وشعور جديدين مرة أخرى وتمكنا من مواجهة مجتمعهما . في الواقع ، كانا قادرين على العمل كالتنقل في القطارات أو إرسال رسالة خاصة عن طريق مكتب البريد وكانت لديهما القدرة في استرجاع 75-80 في المائة من قدرتهما في أن يقعا في الحب . وبتلك الطريقة أصبح عمر الشاب اثننتين وثلاثين سنة والشابة ثلاثينً ومضى الوقت بسرعة مذهلة . وفي صباح يوم جميل من شهر أبريل أراد أن يحتسي الشاب فنجان قهوة الإفطار فخرج من بيته متجهاً إلى الشرق في شارع هارجوكوالخلفي وكانت الفتاة متجهة إلى الغرب وعلى نفس الطريق لتشتري ختماً. وفي منتصف الطريق مر الاثنان بجوار بعضهما فسطع دفعة واحدة ضوء خافت من ذكرياتهما الضائعة . إنها المرأة التي يريدها. وهو الرجل الذي تريده . على أية حال ، كان ضوء ذكرياتهما خافتاً ولم يمعل صوتهما كما كان قبل أربعين عاماً. فلم ينبسا ببنت شفة عندما مرا بجوار بعضهما البعض واختفيا واختفت القصة في الزحام . أليست تلك قصة محزنة ؟ ذلك ماأردت أن أخبرها به.