إذا كان هناك من يستحق التهنئة بنجاح طاش ما طاش لهذا العام، بالإضافة إلى نجميه الذهبيين عبدالله السدحان وناصر القصبي، فهو معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد الفارسي... الذي منح طاش كل هذا الكم الهائل من الحرية التي لا يجاريها أي برنامج في التلفزيونات العربية. بل ما يفعله بعض التلفزيونات العربية هو تعرية جميع الأنظمة العربية باستثناء نظامها وهذا ما تفعله بالتحديد قناة الجزيرة.
لو كنت مكان معالي وزير الثقافة والإعلام السعودي كوزير عربي، أو هذا ما اعتدنا عليه، لما أعطيت ناصر القصبي الضوء الأخضر بتقليد بعض الشخصيات التي قد يكون فيها شيء من التجني أحياناً. لكن معاليه أعطى درساً للجميع بأن هذه الكوميديا لابد أن يتاح لها جو من الحرية والتسامح والجرأة، هذه الجرأة هي التي جعلت طاش ما طاش يسحب البساط من تحت أقدام خمسين عملا عربيا فنيا في رمضان هذا العام عجزت عن أن تلفت نظر المشاهد. فكانت النجومية لطاش ما طاش وحده الذي ما أن يأتي عرضه حتى تتجه كل التلفزيونات إلى التلفزيون السعودي هذه المعادلة لم تكن سهلة بدون نجم بحجم عبقرية عبدالله السدحان الذي يذكرك أداؤه بأداء كبار نجوم هوليوود أمثال هاريسون فورد وجاك نيكولسون وميل جيبسون مع فارق الإمكانات طبعاً، وعربياً لا أحد يجاري عبدالله السدحان باستثناء أحمد زكي، أما ملك النكتة على المستوى العربي فهو بلا جدال صديقي ناصر القصبي الذي أضحكني في الحلقة الأولى من طاش لهذا العام ضحكاً لم أضحكه منذ زمن خصوصاً بعد خبو نجم الكوميديين العرب عادل إمام ودريد لحام وعبدالحسين عبدالرضا لكبرهم في السن، حيث لا يكاد يبرز أحد على المستوى العربي باستثناء محمد سعد (اللمبي) من مصر الشقيقة. والبقية تحتاج من (يدغدغك) لكي تضحك!!
