DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العلي

محمد العلي

محمد العلي
محمد العلي
أخبار متعلقة
 
الشاعر الكبير نزار قباني، بقصيدته ( المهرولون) خلق آفاقاً واسعة لمعنى الهرولة، فأصبحت بعد أن كانت محصورة في معناها القاموسي:( أسرع بين العدو والمشي) تعني الهرولة الحسية والهرولة النفسية والهرولة العاطفية... وهكذا... وهذه كلها معان ضمنية تتفرع من روعة استخدام الأصل اللغوي القاموسي. الهرولة ليست مقتصرة على بعض الأنظمة العربية التي هرولت إلى إسرائيل بدون ثمن، بل تمتد إلى كل حقل من حقول النشاط الفكري والاقتصادي والاجتماعي في البلاد العربية كلها، بل إن هذه السمة، سمة الهرولة تمتد عبر تاريخنا كله. إن الشعر الجاهلي يكاد يكون قصيدة واحدة. وحين نسأل لماذا؟ فليس هناك جواب سوى طبيعة الهرولة والتقليد المستقرة في الوجدان القبلي، فالشاعر الوحيد الذي لاحظ هذه الظاهرة قائلاً: ( هل غادر الشعراء من متردم) هرول مباشرة ليقول: (أم هل عرفت الدار بعد توهم). أريد أن أقول أكثر وأجرأ من هذا: وهو أن الذين دخلوا ( في دين الله أفواجاً) لم يكن بعضهم صادقاً، وذلك بحكم الآية الكريمة( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) وهذا ما حدث فالذين انقلبوا على أعقابهم لم يدخل الإيمان في قلوبهم وإنما هي مجرد هرولة. في زماننا الميت هذا أصبحنا أشد هرولة من أي مرحلة من مراحل التاريخ. ان حياتنا أصبحت كلها هرولة بدءاً من داخل البيوت وحتى آخر مدى. ان أزياءنا هرولة واستهلاكنا هرولة، والأبشع أن أفكارنا هرولة ونقدنا هرولة وشعرنا هرولة. نعم هذا الفيض الوجداني العذب. هذا التمر الذاتي المحض.. أصبح هرولة. لاحظ ذوي الياقات الرمادية الذين يملأون شاشات الفضائيات، لاحظ الأفكار التي يحثونها علينا أسلوبا ومضمونا تجدها فكرة واحدة وصياغة واحدة حتى أصبحنا في عصر السأم الذي تحدث عنه صلاح عبدالصبور. لا عمق للألم نعم وصلنا إلى هذه الحالة بحيث أصبح الألم الصاعق الذي يهبط علينا من كل صوب بلا عمق، أي أننا أصبحنا مثل ما قال عمنا ( ما لجرح بميت إيلام)