DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التشكيليون وهاجس الانطلاق نحو الأرحب

التشكيليون وهاجس الانطلاق نحو الأرحب

التشكيليون وهاجس الانطلاق نحو الأرحب
التشكيليون وهاجس الانطلاق نحو الأرحب
فيما الاستعدادات تجرى لعقد الملتقى الثقافي الوطني تمهيدا وتحضيرا لوضع خطط واستراتيجيات العمل الثقافي في المرحلة المقبلة تضطلع (اليوم) بمهمة قراءة وكشف واقع الحركة الثقافية من خلال مجموعة من الاستطلاعات التي تتصدى للعديد من القضايا التي ترى أهميتها وفي هذه الحلقة يتصدر التشكيل المشهد لما له من أهمية ودور في الحركة الثقافية المحلية ولما وصل اليه من مكانة رغم انطلاقه من فراغ ومبادرات شخصية ليتبلور بعد ذلك في اتجاه يستقطب العديد من الفنانين والفنانات. وحول رؤية الفنانين والفنانات آفاق التشكيل المحلي والأفكار والرؤى التي يمكن لها أن تدعمه ليشكل حركة خاصة بعد بروز العديد من الفنانين والفنانات على المستوى العربي ومشاركتهم في العديد من المناشط الدولية. وهذه هي حصيلة استطلاعنا الذي شارك فيه نخبة من الفنانين والفنانات استجابوا لطروحاتنا فيما صمت البعض أو آثر عدم الاستجابة: متحف وطني في البداية يحدثنا الفنان سعد العبيد، مؤكدا ان الحركة التشكيلية المحلية حققت مكاسب كبيرة خلال السنوات الماضية، ومن اقامة المعارض والفعاليات المصاحبة لها، تبدو الأنشطة المتميزة التي تشير الى ما وصلت اليه، ويقول العبيد: لقد أصبح للمملكة صوت تشكيلي مسموع في الكثير من الفعاليات التشكيلية العالمية، وهذا يعكس ما وصلت اليه محليا، لكننا نحتاج الى المزيد من العمل والجهد لإظهار الصورة على الوجه الأفضل، فكل شيء متوافر لدينا لتكون أنشطتنا الفنية أكثر حضورا وتأثيرا. وعن الأشياء التي يطمح اليها كفنان تشكيلي ليكون مستقبل الحركة التشكيلية السعودية أفضل، يقول العبيد: في عام 1419هـ وقبل افتتاح مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، كنت قرأت تصريحا لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ـ أمير الرياض ـ يتحدث فيه عن المميزات التي يتمتع بها المتحف، كان ذلك قبل افتتاحه، وقد تفاءلت خيرا بهذا الأمر، فرفعت إلى سموه اقتراحا بتخصيص قاعة أو قاعتين للفنون التشكيلية كنواة لإقامة متحف وطني للفن التشكيلي السعودي المعاصر، نظرا لأن الرياض كعاصمة للمملكة تحتاج الى وجود مثل هذا المتحف الفني أسوة بالعواصم العربية والعالمية، وحتى لا نتعرض كفنانين سعوديين للحرج عندما نزور بلدانا أخرى ونسأل عن وجود متحف للفن لدينا، فتكون الإجابة (لا) والحقيقة انه بعد انضمام المؤسسات الثقافية الى وزارة الاعلام لتصبح وزارة الثقافة والاعلام تفاءلنا بتحقيق هذا الحلم، خصوصا بعد اختيار عدد من الفنانين التشكيليين ليكونوا أعضاء في اللجنة الاستشارية، وهو الأمر الذي يعكس اهتمام الوزارة بالفنون التشكيلية، واعتبارها ركيزة من ركائز الثقافة، لذلك نطمح كفنانين في أن يكون لدينا متحف وطني للفنون تزوره الوفود التي تأتي الى العاصمة، وكذلك أبناء الجاليات المقيمة بها، بهدف التعرف على المنجز السعودي في مجال الفنون التشكيلية، أيضا نطمح في اقامة صالات عرض رسمية تكون لوزارة الثقافة والاعلام تقام فيها معارض عربية وعالمية تأخذ صفة المعارض الدولية. ويضيف العبيد: كذلك ما دامت الوزارة هي للثقافة والاعلام نأمل في تخصيص برامج تلفزيونية واذاعية للفنون التشكيلية يكون هدفها القاء الضوء على التجربة السعودية في هذا المجال وربطها بالتجارب الأخرى ليكون لنا حضور اعلامي يليق بما حققناه في هذ االمجال، وأيضا تنظيم برامج لاستضافة رموز الفن التشكيلي عربيا وعالميا واقامة معارض لهم، وندوات مصاحبة لتلك المعارض حتى يستطيع الفنان المحلي أن يتواصل مع التجارب الأخرى، وايفاد الفنانين السعوديين للمشاركة والحضور في المعارض والفعاليات الدولية مثل البيناليات والتريناليات والمهرجانات الدولية المعنية بالفن التشكيلي، لتكون الحركة التشكيلية المحلية متصلة ومتفاعلة مع الحركات الفنية المماثلة لها في العالم. دعم الموهوبين ويقول الفنان عبدالله الشيخ: انه من البديهي عندما نقول ما للفنون من أهمية لتطوير المجتمع وبالخصوص الفنون التشكيلية، ومما يؤكد قولنا هذه الشواهد والآثار التي تعكس حضارات تلك الشعوب.. والذي أود أن أختصره في كلمتي هو أهمية الفنان كونه فاعلا في بناء حضارة مجتمعه كما هو الطبيب والمهندس والمعلم وغيرهم. والعوامل المؤثرة في حياة الفنان وسيرته الانتاجية والتي لها الدور المباشر في سعيه داخل مجتمعه هي: ـ البيت: منذ الطفولة، فاهتمام الوالدين وسلوك الطرق الصحيحة في التربية، وتشجيع مواهبه للابداع والابتكار، تعطي ثمارا نافعة عند الكبر. ـ المدرسة: حيث ان الطفل أو الشاب يقضي ساعات طويلة من عمره في المدرسة، فوجود المدرس المختص الذي له خبرة جيدة في صقل وتطوير المواهب له أهمية كبيرة لإنتاج الفنان الواعد. ـ المجتمع: حينما تتكون الموهبة وتبدأ للتطور بسبب مساعدة البيت وصقلها في المدرسة يأتي دور المجتمع الذي هو المدرسة الكبرى للفنان الواعد فالعادات والتقاليد الأسرية والاجتماعية تذبذب احيانا مسيرة الفنان، فهناك خطان متعاكسان ايجابي وسلبي لتفسير معنى العمل الفني او مزاولته كوجود مجموعة من الزملاء او الأصدقاء للفنان ينقصهم الوعي والثقافة الكافية لفهم هوايته مع اللون والفرشاة. ـ عدم وجود مؤسسات فنية ليواصل الموهوب تحصيله الفني بشكل علمي مدروس ونحن نعلم دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجمعية السعودية للثقافة والفنون وما لهذين القطاعين من دور كبير في تشجيع الشباب والاهتمام ورعاية ودعم الموهوبين بإقامة المعارض الداخلية والخارجية، إلا أن دور المعاهد والكليات المتخصصة وما تحمله من مناهج فنية أمر آخر لما تحمله سنوات التدريس حيث التفرغ والتخصص والاهتمام الجدي منذ المراحل الاولى وحيث وجود اساتذة تربويين وحرفيين موجهين بأساليبهم وطرحهم الفني والفكري مما يزيد من عطائه بجدية أكثر كما تزيد من ثقته بالذي ينتجه ما دام مدعوما معنويا من (الدولة والمجتمع) للاعتراف بالذي يزاوله (كفنان). والله من وراء القصد. صالات متخصصة ومن جانبه يطرح الفنان علي الرزيزاء قضية مهمة، وهي تقنين عمل الصالات الخاصة بالفنون التشكيلية ويقول الرزيزاء: يفترض أن تكون الصالات التي تقوم بهدف أنشطة تشكيلية تابعة لجهة مختصة مثل وزارة الثقافة والاعلام، بحيث تضع لها ضوابط وقوانين تنظم عملها ونشاطها تحت مظلة ثقافية وقانونية متخصصة، لأن ما يحدث الآن هو أن تلك الصالات لا تحتاج إلى تصريح من البلدية لمزاولة نشاطها، وقد كانت تجربة الفنانين مع تلك الصالات مريرة على مدى السنوات الماضية، فهي لم تضف شيئا ايجابيا في تطوير الساحة، ولا في تقديم الفنانين السعوديين بالشكل المطلوب، لدرجة أن الفنان أصبح يخشى التعامل معها، ولم يعد يأتمنها على عرض أوتسويق أعماله. ويضيف الرزيزاء قائلا: لقد آن الأوان لتكون هناك صالات عرض على مستوى عال تتولى مسؤوليتها جهات متخصصة، وبما أن وزارة الثقافة والاعلام، هي الآن الجهة مصدر التخصص، يجب أن تسعى لإقامة صالات من هذا النوع لإقامة المعارض الكبرى محليا ودوليا، وتسهم في التعريف بالفن السعودي من خلال عرضه. أيضا يجب دعم ورعاية المجموعات والجماعات الفنية الجادة التي يتميز المشاركون فيها بالطرح الفني الجيد، واذا كانت هذه الأشياء تدخل في نطاق الثقافة، فأعتقد ان الدمج بين الثقافة والاعلام، يعني أن الدور الاعلامي سيكون له دور فاعل ومؤثر في ثقافة المجتمع اذا اعتمد سياسة اعلامية تهتم بالفنون التشكيلية، وتسعى لرفع الوعي الاجتماعي في هذا الخصوص، واقامة ورش عمل لمختلف روافد الفنون التشكيلية، وكذلك ندوات علمية وعملية لتثقيف واكتشاف المواهب الجديدة ودعمها، وفي كل هذا يجب على وزارة الثقافة والاعلام توسيع نطاق مشاركة الفنانين التشكيليين في الأمور التي تهمهم، والتي تدخل في مجال اختصاصهم علميا وعمليا، لتكون الآراء صادرة من أصحاب الخبرة والتمرس حتى تؤتي ثمارا ايجابية تعود على الحركة التشكيلية بالنفع، وتسهم في تنشيطها وتفعيلها. الواقع التشكيلي والواقع الثقافي الفنان التشكيلي عبدالله ادريس يقول: ليس من السهل ايجاد الاجابة عن مثل هذه الأسئلة الكبيرة عن الواقع والمستقبل من ناحية أخرى أعتقد أن قراءة الواقع التشكيلي المحلي وما ستؤول اليه هذه القراءة يحتاج الى أدوات وآلية نقدية تستشرف الواقع والرؤى المستقبلية لهذا أقول انه ليس بمقدور الفنان المبدع أن يلم بكافة الجوانب ويقدم تشخيصا للحالة وإيجاد الحلول الناجعة ولكن.. ربما هو يقرأ ويحلل واقعه الابداعي الذي هو بالضرورة يمثل جزءا من الكل. ومن وجهة نظري أرى أن الواقع التشكيلي الآن لا ينفصل عن الواقع الثقافي والاقتصادي والاجتماعي. فإذا كانت هناك أزمة ثقافية تعصف بالثقافة العربية فالتشكيل بلاشك يعايش هذه الحالة باعتباره ضمن المنظومة الثقافية. واذا كان الواقع الاستهلاكي السائد يؤثر في حياتنا فالتشكيل ضحية من ضحايا هذا الواقع الاستهلاكي، فالتشكيل يعاني أمية المجتمع التي هي أمية بصرية في بعض جوانبها.. باعتبار ان الاستقبال السائد للإبداع البصري مبتور وناقص بالرغم من كل المتغيرات والعصرنة التي يعيشها الفرد فاجترار المجتمع للتقاليد البصرية السائدة قديما يحول دون توصيل رؤية الفنان الذي يستشرف ويحاول أن يعيش عصره فنيا لذا يبدو الفنان التشكيلي الحقيقي مغتربا بتطلعاته المستقبلية وبأطر التجريب التي يحاول من خلالها التأكيد على أن هنا في هذا الوطن من لا يقل عن قرنائه في العالم. واذا كنا لا نملك ارثا بصريا يمثل عمقا للفنان التشكيلي مثل بعض الدول العربية الاخرى إلا أن الاجتهادات الفردية والمبادرات القليلة من قبل بعض الأشخاص قدمت ما في استطاعتها من أجل وجود موطئ قدم لها في اطار التشكيل العربي أو الخارجي وهي رغم اجتهاداتها لا تشكل تيارا أو حركة يمكن قراءتها والاحاطة بها بسهولة ويسر. كما أن عدم وجود الأسس الأكاديمية التي تكون بمثابة حقل الاستنبات من جانب والقاعدة التنظيرية من جانب آخر ساهم في الاتكاء على المبادرات الفردية، لتقديم التشكيل المحلي الى المتلقي داخليا وخارجيا.. ولا أحد يعرف كم يعاني الفنان التشكيلي من أجل ابداع عمل ما من معاناة مادية تتمثل في الأدوات ومعاناة في البحث عن مكان للعرض ومؤسسات أو أفراد يقتنون هذه الأعمال لاستمرار حركة الابداع. ان الجهات المسؤولة عن هذا الفن في وطننا الكريم تنظر اليه من زاوية تشجيعية والمطلوب أكثر بكثير من ذلك، احتضان ودعم وايجاد مسؤولين أكثر التصاقا بالفنان وباللوحة من أجل التقييم ومن أجل اعطاء الفرصة للفنان للمشاركة محليا وعربيا وعالميا وفق القدرات ووفق الابداع الحقيقي الذي يواكب العصر مستلهما الواقع. ان من الموضوعات التي نطمح ونأمل في أن تتحقق هو إنشاء متحف يضم ويقتني الأعمال الفنية التي تمثل تاريخ التشكيل المحلي وتطوره وأن يهتم بأعمال الرواد وحتى بالأعمال التي سبقتهم. الطموحات كثيرة والأمل يراود الجميع في مستقبل زاهر لهذا الوطن في اطار وزارة للثقافة محتضنة كل المبدعين. بينالي دولي الفنان سمير الدهام أثار جزئية مهمة، وهي ألا تكون المساعي لوضع خطة استراتيجية للعمل الثقافي مبنية على البداية من الصغر، لأن الطبيعي أن ينظر الى ماتم انجازه واستكمال المشوار من النقطة التي انتهى اليها، ويقول الدهام: لقد استبشرنا خيرا كفنانين تشكيليين أن يكون الفن التشكيلي ضمن الأساسيات والركائز التي وضعت في الحسبان أثناء الاعداد لوضع استراتيجية عامة للعمل الثقافي، لكن من المهم أن تدرس هذه الاستراتيجية ما تم الوصول اليه، وما حققته الحركة التشكيلية على المستويات المختلفة حتى لا تتجاوزه ونبدأ من جديد، يجب أن تواصل وزارة الثقافة والاعلام المشوار من النقطة التي انتهت اليها الجهود الأخرى، حتى لا نبدأ المشوار من أوله، ونعيد ما قد تجاوزناه بالفعل في السنوات السابقة، والأخذ برأي الفنانين الذين اطلعوا على تجارب البلدان الأخرى، وأذكر هنا الفنان الرائد عبدالحليم الرضوي الذي حزنت كثيرا عندما علمت أنه لم يكن ضمن اللجنة الاستشارية التي اختارتها الوزارة لهذا الغرض. وحول طموحاته ورؤيته المستقبلية لحركة التشكيل المحلي يقول الدهام: أتمنى أن تضعنا وزارة الثقافة والاعلام على خريطة البيناليات التشكيلية، لتكون الرياض واحدة من المحطات الدولية التي تلتفت اليها الأنظار من خلال اقامة بينالي دولي أسوة ببينالي القاهرة، وبينالي الشارقة، وغير ذلك من بلدان العالم التي تجذب الأنظار اليها مع كل دورة من دورات البينالي الذي يقام فيها وأعتقد أن جمعية الثقافة والفنون قد فكرت في هذا الأمر واطلعت على بعض التجارب المرتبطة بهذا الجانب، وتكليف بعض الفنانين لزيارة البيناليات الدولية بهدف تكوين رؤية عامة يمكن بعدها أن يتم تأسيس بينالي في المملكة، لذلك نأمل من وزارة الثقافة والاعلام أن تكمل مثل هذه الخطوات، وأن تسعى جديا لوضع استراتيجية مدروسة لإقامة بينالي دولي للفنون بالمملكة، لأن هذا البينالي سينقلنا الى العالمية من خلال تواجد أعمال عالمية في الداخل، ومن خلال اعطاء الفرصة لكافة فناني وفنانات المملكة للاطلاع على التجارب الجديدة، والاحتكاك بالنتاج الدولي، والتواصل معها حتى تكون الحركة التشكيلية في المملكة مرتبطة بما يماثلها في العالم، وبذلك سيتعرف الفنان السعودي على موقعه بين هؤلاء الفنانين العالميين والفنانين العرب الكبار، ويندفع لتطوير أدواته وتجربته. ويقول الدهام: أيضا من المهم أن يتم العمل على شخصية الفنان التشكيلي نفسه، والتعامل معه على أنه منتج ثقافة، ودعمه اعلاميا، وتشجيعه ليقدم ما عنده، وأذكر هنا ما لمسته ـ مؤخرا ـ أثناء زيارتنا للصين، وكيف أن الجهات الرسمية هناك تعتني بالفنان وتهتم بأعماله للدرجة التي تجعله يقدم ويعطي بلا حدود، لأنه مرتاح، ويشعر بأن ما يقدمه عمل وطني لا يقل أهمية عن أي عمل وطني في مجال آخر، نحن في المملكة نعطي لأننا نعرف أن ما نقدمه هو لوطننا، لكننا نحتاج الى دعم وتشجيع الجهات المعنية لنعطي المزيد. نتفاءل خيرا ويعتقد الفنان عبدالرحمن السليمان ان المرحلة القادمة ستمثل منعطفا في الحركة الثقافية في المملكة. ويقول: نتفاءل خيرا أن توجد تنظيمات تسهم في تحريك النشاط الثقافي على نطاق أوسع وأكثر تنظيما وشمولية سواء على المستوى الأدبي والفني (الثقافي عامة). الحركة التشكيلية السعودية وصل عمرها الآن ما يقرب من أربعين عاما، وهو عمر يتطلب تغييرات على نحو يأخذها الى مسار جديد بعد أن أصبحت واقعا حيويا، متصلا بكثير من الجوانب المتعلقة بالمجتمع، وتتخذ هذه الحركة ونتاجاتها مسايرة للمتغيرات في العالم، وبالتالي فإن هناك أهميات تجاه هذه الحركة والمنتسبين اليها والمشتغلين عليها. فإيجاد قناة تحمل اسم هذه الحركة وتتخصص بأنشطتها بات ضروريا كما هو الحال على المستوى الأدبي، فاتحاد أو جمعية أو غيرها تختص بالفنانين التشكيليين تديرها خبرات ورجال أكفاء من الفنانين التشكيليين الذين مارسوا العملية الادارية فيها بات هاما للأخذ بها في حركة الفن التشكيلي العالمي. وتوفير وتهيئة المناخ الملائم للفنان التشكيلي السعودي سيساعد كثيرا على نوع الانتاجية الفنية، وكمها، كما أن التأسيس لقاعات تشكيلية مهيأة بكافة المستلزمات والمرافق ـ ذات العلاقة ـ سيمنح العمل الفني انتشارا وتقديرا أكبر مع وضع برامج لهذه الصالات التي تشرف عليها قناة رسمية هي الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية أو اتحاد الفنانين التشكيليين السعوديين، أو غيرها من التسميات الملائمة، والمناسبة وتحت مظلة وزارة الثقافة والاعلام ان استكمال مشروع متحف الفن التشكيلي السعودي ضرورة كبيرة لحفظ نتاج الفنانين بكافة أجيالهم وأطيافهم الفنية. كما أن تشجيع عملية التأليف والبحث والدراسة، واجراء مسابقات سنوية سيكون له أثره الكبير في دعم النتاج الفني التشكيلي. كما أن دراسة جانب ضروري هو (تفريغ الفنان التشكيلي) وفق ضوابط معينة ستساهم بشكل كبير في نوع وكم انتاجه اذا علمنا أن الأغلبية من الفنانين التشكيليين هم أساسا موظفون تأخذ منهم الوظيفة والالتزامات الاجتماعية الكثير من الوقت والجهد. وتستنزف طاقاتهم. لقد حقق الفنان التشكيلي السعودي في العقد الأخير لفتة واضحة على مستوى التواجد والحضور في مناسبات عربية ذات صفة دولية، يتوجب ويتطلب الحفاظ على هذا الحضور ودعمه بكافة السبل التي تكفل للحركة الفنية التشكيلية اتصالها وتواصلها وتطور شكل ومضمون انتاجها. التطلعات والطموحات الفنانة زهرة أبو علي ترى في البداية أننا لو بدأنا من قناعة بسيطة ومباشرة، وهي: أننا لسنا بحاجة الى المزيد من المجاملة وكتابة المقدمات الطويلة عن انجازاتنا الناجحة والرائعة، فسنتمكن من طرح رؤانا عن واقع الحركة التشكيلية بشكل مباشر وصادق. ما يمكننا من وضوح الرؤية للطموحات والتطلعات. نحن اليوم بأمس الحاجة إلى المصارحة وعدم المجاملة في طرح احتياجاتنا المبنية على تقييم موضوعي وبناء لمنجزنا التشكيلي. وتضيف قائلة: خمسون عاما من الابداع التشكيلي، أنجزت خلالها الحركة التشكيلية المحلية ما يمكن أن نسميه: نهضتها الأولى، حيث أثبتت وجودها محليا، وبشكل محدود عربيا وعالميا. رغم عدم توافر كامل الشروط اللازمة لمثل هذا النهوض. لكنها الآن وصلت الى نقطة محك أصعب، وهو تشخيص الحاجة الى نهضة ثانية والبدء في تحقيقها. بنظرة سريعة وعامة لواقع حركتنا التشكيلية المحلية، ندرك أنها ترتكز على كم هائل من الفنانات والفنانين، منهم عدد لا بأس به من المبدعين المحترفين الذين شكلوا شخصية وخصوصية هذه الحركة، وعدد آخر من الهواة المخلصين لفنهم، والذين أثروا بدورهم وأضافوا لهذه الحركة هذا الجانب المضيء. يقابله أيضا جانب محزن، ساهم ويساهم في اضعاف وتبديد الكثير من طاقات حركتنا التشكيلية. وهو وجود الكثير، الكثير ممن يحسبون على هذا الفن، بالاسم فقط. هناك أيضا حالة من النرجسية المبالغ فيها، وهاجس سبق الريادة التشكيلية، والوصول السريع والتخوف من الجديد والآخر، وصولا الى انعدام الثقة، والذي انعكس سلبا في اسلوب التعامل بين الفنانين أنفسهم. كل هذا اضافة الى الظروف الموضوعية، أدى الى معاناة حقيقية، واغتراب شديد للفنان المبدع والمخلص لفنه. وعي الفنان في نهضتنا الثانية لابد لحركتنا التشكيلية من تجاوز هذه المعوقات، والتركيز على النهوض بمستوى وعي الفنان وأدائه وثقافته بهدف تمكين الفن التشكيلي من أخذ موقعه الطبيعي في المقدمة من ذاكرتناالثقافية، فأي نجاح نوعي لفنان أو فنانة، لا يهدد الآخر، بل يشكل نجاحا له ولكل الفنانين، ويرفع من مستوى التنافس النوعي والشفاف فيما يطرح من أعمال تشكيلية، وبالتالي مستوى الفن التشكيلي عموما. المؤسسات الراعية للفن التشكيلي وللفنانين، هي الأخرى لها تاريخها المضيء في احتضان وتقديم نهضة الحركة التشكيلية الأولى. لكنها تبدو اليوم وكأنها تعاني من ركود المعارض التشكيلية الدورية، والتي تأتي في غالب الأحيان، بذات الاسلوب والمستوى وركود في مستوى التعامل مع الفنان المبدع، مبتعدة شيئا فشيئا عن هموم وطموحات الفنانين والفنانات المتجددين في تجاربهم الابداعية. فنرى العديد من الأمور التي تهم الفنان ويفترض أن تكون محسومة مسبقا، تظل معلقة، كعدم معرفة الفنان مصير أعماله بعد المشاركات وانتهاء المعارض، أو ضياعها لسنوات. كذلك اهمال ايصال أي مطبوعات أو مواد توثيقية بهذه المشاركات الى الفنان. أو قد تصل الى الفنانين المشاركين شهادات تقديرية، دون كتابة اسم الفنان. كما حدث في أحد المعارض الدورية الخليجية مؤخرا. أيضا غياب الفنانة التشكيلية عن المناسبات التي تكون فيها بحاجة الى تمثيل نفسها والمشاركة الفعلية في المعارض المحلية والخارجية، وممارسة مسؤوليتها عن فنها. معاناة الفنانة أو الفنان عند اقامة معرض شخصي، بدأ من رحلة البحث المضنية عن قاعة مناسبة للعرض، مرورا بعمل جميع المطبوعات والدعاية والاعلان للمعرض وضمان وصول وتواجد الجمهور. وانتهاء باسترجاع الأعمال بعد انقضاء المعرض. كل هذه الأمور وغيرها تقع على عاتق الفنان الذي يتعامل باحترام مع ابداعه. وتؤكد زهرة أن حالة الركود هذه لم تعد تتناسب والمستوى المتقدم من التجارب الابداعية المحلية، كما ان مستوى التعامل مع الفنان المبدع والفن التشكيلي عموما، يعكس مدى وعي هذه المؤسسات بأهمية ومكانة الابداع والمبدعين. نحن بحاجة الى نهضة جديدة في هذا الاتجاه قد نتحمل نحن الفنانات والفنانين جزءا من المسؤولية في نقل همومنا وقضايانا الى الجهات المسؤولة، ولكننا بحاجة الى وسيلة اتصال. قد تكون بحاجة الى لجنة متخصصة وموضوعية ومحايدة، تكون معينة من قبل وزارة الثقافة والاعلام، لدراسة وتقييم الواقع التشكيلي عبر التواصل المباشر، والمباشر فقط، مع الفنانين والفنانات. من أجل تحقيق هذه النهضة التشكيلية الثانية، لابد لنا من بنى تحتية تشكيلية مفعلة، من جمعيات للفن التشكيلي ومتاحف، وأكاديميات للفنون الجميلة، ومكتبات وصالات عرض وقاعات محاضرات. نحن بحاجة الى النهوض بمستوى التعامل مع الفنان، وتعريف الفنانين والفنانات بالقوانين التي ترعى حقوقهم ضد التزييف والتطاول. نفق مظلم ويرى الفنان عبدالعظيم الضامن ان الفن التشكيلي في نفق مظلم.. ويقول: منذ أكثر من عام ونحن نترقب بوادر اندماج الثقافة بالاعلام وهو ما يعمل به في الكثير من الدول.. ان لم يكن للثقافة كيان بعيدا عن توجه الاعلام.. وها نحن نعيش في صرح ثقافي فني (جمعية الثقافة والفنون) لم يصلنا أي شيء يتعلق بهذا الاندماج.. فما بال الفن التشكيلي الذي ستنقل أوراقه وأدراجه من الرئاسة العامة لرعاية الشباب الى وزارة الثقافة والاعلام.. في البداية استبشرنا خيرا للفن التشكيلي وبدأنا نحلم.. كل بطريقته..فتوقعت أنا شخصيا أن يقام في كل منطقة مركز ثقافي يضم هذه الأقسام (الشعر والقصة والفن التشكيلي والتصوير الضوئي والمسرحي والفكر والأدب) ويبدو أنني كنت أبالغ في ضم كل هذه الفئات تحت سقف واحد.. خاصة نحن التشكيليين يهمنا وجود قاعة عرض مهيأة لإقامة المعارض بمستوى راق وكذلك المسرح الذي يعاني هو أيضا عدم وجود قاعة لعروضه المسرحية.. وكل يبحث عن منبره للتعبير عن أهمية وجوده.. وتظل الحاجة ملحة للتغيير في مستوى التفكير والتعاطي مع الحلول. هانحن مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ أكثر من عشرين عاما لم نتلق أي دعوة للمشاركة في أي محفل خارجي.. بينما الأشخاص الذين يوفدون منذ أكثر من ثلاثين عاما هم نفسهم.. فقد يأتي هذا التغيير بالتغيير. واقترحنا عليهم أن تضع (الرئاسة) قائمة من 100 فنان وفنانة ويوفد لكل مناسبة اثنان أو ثلاثة سنجد أن جميع الفنانين في المملكة تحصلوا على فرصة لإثبات وجودهم.. لا هذا الانحياز والحرمان.. وهذا من أكبر معوقات تواصل الفنانين مع معارض الرئاسة.. ومن هنا أقول ان مثل هذه الموضوعات يجب أن يلتفت لها في المستقبل. وكذلك موضوع اقتناء الأعمال في المعارض الخاصة.. نرى في جميع الدول ـ الجوار على سبيل المثال.. بأن كل فنان يفتتح معرضا لأعماله تقتني الوزارة عملين على أقل تقدير من أعماله لتحفيز الآخرين على اقتناء أعمال الفنان ودعم مشروع الفنان. هموم التشكيليين كثيرة.. قد لا يتسع المقام لعرضها ولكن يكفي أن نذكر بالكتاب التشكيلي.. لقد أصدرت أنا شخصيا سلسلة "فنانون سعوديون" ووصلت للعدد الرابع دون أي دعم يذكر ولا حتى باقتناء عدد من الكتب. وكذلك مبادئ الرسم والتلوين للموهوبين وكتاب الحركة التشكيلية في المنطقة الشرقية وأنوي طباعة كتابين جاهزين "الألوان وتأثيرها على النفس ـ المبدعون في المنطقة الشرقية" ألا تستحق هذه الكتب الدعم للتواصل في اطار الاهتمام بالفنان التشكيلي واحتضانه؟

أخبار متعلقة