هو
ليتك يا حبيبة تمطرينني بكلمات الإطراء والمدح فهذا ما احتاجه فعلا عند عودتي متعبا بعد ساعات من العمل المضني من أجلك فقط كي تحصلي على السعادة التي تنشدين فسعادتك هي سعادتي.
ولكنني للأسف ما أن أضع قدمي عند مدخل المنزل حتى تمطرينني بوابل من الشكاوي عن حالك وحال أبنائك بينما ابنة عمتك تسكن في ذلك القصر وتركب سيارة فارهة وتسافر لقضاء الصيف في أوروبا وأمريكا.
عزيزتي .. ليس ذنبي انني اقل دخلا منه ولم ارث ثروة كبيرة من والدي الغني.. فقد تزوجتني وأنت تعلمين بأنني انسان عصامي بدأت من الصفر خاصة بعد وفاة والدي والذي كان يمثل لي الدفء والأمان ليتركني أواجه الحياة مع خمسة من اخوتي أكبرهم لا يتعدى عمره ثلاثة عشر عاما ومع ذلك فقد كافح وناضل من اجل ان نحيا حياة كريمة ولا نحتاج لأحد دون ان ينتظر منا مقابلا لذلك.
عزيزتي ... عديني ان تفكري مليا بما أحضره لك لا بما لا أستطيع إحضاره.
هي
أين أنت من تطوير الذات؟! عيبك يا زوجي العزيز انك إنسان قنوع جدا وليس لديك إيمان بقدراتك ومواهبك لذلك ستظل محلك ـ سر ـ دون تطور ولن تستطيع ان تفعل شيئا لا من اجل نفسك ولا من اجل أبنائك فقد رضيت بما قسمه الله لك ولا تسعى لأي عمل آخر يزيد من دخلك وتقضي به أوقات فراغك التي تقضيها مسمرا أمام التلفاز او أمام شاشة الكمبيوتر.
وفلان من الناس الذي أقارنك به لو لم يكن ذكيا وطموحا لما تضاعفت ثروة والده على يديه ولخسرها بعد أعوام من وفاته ولكن لأنه يطمح للمزيد فقد غامر وجازف في دخول العديد من المشاريع الجديدة التي رفعته الى مصاف الاثرياء وأنت لست بأقل ذكاء ولا قدرات منه ولديك الكثير من المهارات التي يمكنك استثمارها ولو بالقليل من رأس المال.
زوجي ووالد أبنائي الحبيب.. الا يستحق أبناؤك ان تتركهم أغنياء بدلا من تركهم عالة يتكففون الناس.
