DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

انهيار العمالقة

انهيار العمالقة

انهيار العمالقة
انهيار العمالقة
ماذا حدث في يورو 2004 ثاني أقوى بطولة عالمية بعد بطولة كأس العالم وما هذا التساقط الكبير والخروج المرير لأقوى وأعتى منتخبات العالم (فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، أسبانيا، إنجلترا، هولندا) معاقل الكرة وعمالقة اللعبة هل يعقل أن يودعوا البطولة الأقوى من الأدوار الأولى وهم أبطالها؟ هل الخروج مفاجأة (سقوط الكبار)؟ هل تكشف الأقنعة، كثير من الأسئلة حيرت محبي هذه الساحرة المستديرة والكل يتساءل ولا وجود للأجوبة لماذا حدثت كل هذه الاخفاقات وما أسبابها وكيف برزت منتخبات مغمورة هل هذا منطق الكرة الجديد والسائد وهل يعقل أن تخسر إيطاليا بكل عنفوانها وهيبتها وهي التي تحمل مسمى أقوى دوري في العالم وصاحبة البورصة الأعلى للاعبين وأسبانيا تخسر بسهولة؟ كيف ضاعت في البرتغال ألمانيا بكل تاريخها الكروي وخسرت المعارك بسذاجة وفرنسا ماذا حدث لها؟ لا تستطيع المقاومة وتنهار وإنجلترا ذات التاريخ العريق إذا كانت هذه المنتخبات قد صدمت بالسقوط فإن المدربين اختلفت أساليبهم وتباينت من ذكاء إلى تهور إلى مجازفة وجاء الدور عليهم (لتتعدد الأسماء والمصير واحد) جاك سايتي وايدفو كات وايتالي وفولر وبلامين ومارلوف ماذا أصابهم ولماذا لعبوا بأساليب دفاعية عقيمة؟ لماذا سيطر التكتل الدفاعي على عقولهم وتوحدت آراؤهم في أسلوب واحد 4/4/2 أو 4/5/1 وأين اختفت النجوم ذات الأسماء الشهيرة؟ هذه الأسئلة وغيرها حملناها لعدد من المدربين العالميين والمحلليين والنقاد وحاورناهم حول أسباب سقوط المنتخبات الكبيرة هل هي ثورة جديدة في عالم الكرة؟ فجاءت الإجابات متباينة والكل يدلو برأيه وبحسبانه تعالوا لنتجول عبر آرائهم في هذه القضية لمعرفة مراحل التحول التي قتلت أحلام جماهير هذه المنتخبات . جوران أريكسون مدرب إنكلترا مدرب إنكلترا السويدي اريكسون قال ان النتائج في هذه البطولة ليست مفاجأة كبيرة لأن المنتخبات المشاركة والتي تأهلت بعد تصفيات تستطيع المنافسة وتحقيق نتائج جيدة واعتقد أنه في النهائيات لا مجال للمفاجآت أما في التصفيات فالأمر مختلف وأضرب مثالاً من يتخيل ان مقدونيا ستكون عقدة لنا لقد خضنا مباراة صعبة معهم ولم ننتصر إلا بعد مباراة مثيرة وتحدث عن خروجهم على يد البرتغال قال بأن الكرة تجعلك بعض المرات ضحية لأخطاء الآخرين والحكم السويدي ماير أخطأ وألغى هدف كامبل الصحيح وأنا شاهدته من موقعي بالمنطقة المخصصة لي لكن الحكم لم يحتسبه، من المعتاد جداً حدوث تلك الأخطاء وكذلك أرضية الملعب سيئة وقد شكوت ذلك ثلاث مرات قبل المباراة واكد أن اللاعب الإنجليزي يملك عقلية وطريقة تفكيره وتركيزه داخل الملعب وانضباطه داخل الملعب وخارجه واشار إلى ان الفريق رغم خروجه هو أفضل فريق مر عليه منذ سنوات عديدة . ولكن المعارضين للمدرب يريدون مشاهدة المنتخب يلعب بأسلوب هجومي صريح وعنيف كما هو حال اللاعبين في الدوري الإنجليزي وليس كما يرى اريكسون وحملت فئة منهم المدرب المسئولية في عدم التغيير المناسب في الوقت المناسب كما يراه النقاد وكان لابد من اخراج بيكهام في حين كان يدفع بـ 4 لاعبين فقط خلال المباريات وهم قاسيل وهارجريغز وداير وتبغل بدلا من روبن داوين وسكولز وجيرارد وجاءت الأخطاء الفردية لتقلص من نجاحات اريكسون وتحميله خروج إنجلترا أمام البرتغال بسبب خروج روني الذي أثر سلباً على الهجوم . حرارة البرتغال المحرقة أحد الأسباب ويرى أريكسون أن الحرارة الشديدة خلال البطولة كانت مصدر شكوى وسبب توقيت المباريات التي تقام في الساعة الخامسة بتوقيت البرتغال حيث ترتفع درجة الحرارة إلى أعلى معدلاتها الصيفية في مثل هذا الوقت من الموسم لما يزيد عن 30 درجة مئوية واشار الى أن اللعب تحت شمس الظهيرة البرتغالية كان من الأسباب الرئيسية لتدني مستوى كرة القدم في هذه البطولة في بعض الأحيان . التشيكي بيفارنيك المدرب بيفارنيك التشيكي وهو حامل الدكتوراة في الفلسفة ومن المستشارين في الاتحاد التشيكي مدرب القادسية السابق تحـدث قائـلا إنه قبل انطلاقة البطولة قلت لأصدقائي في السعودية المنتخب التشيكي سيكون مفاجأة البطولة وتوقعي جاء مبنياً على أمور فنية لهذا الفريق الشاب وعن تطور مستواه ووصفه بأنه الأفضل فنياً من جميع المنتخبات المشاركة قال ان هذا الفريق تم إعداده منذ عام 2000م وهو الفريق الذي شارك في أولمبياد سيدني 2000م وتم التخطيط لهذا الفريق الأولمبي ليكون الفريق الأول في أمم أوروبا مما خلق الانسجام والتفاهم بين لاعبيه وأن الفجوة بين الفرق الكبيرة والصغيرة قد تلاشت بدرجة كبيرة ووصوله إلى الدور نصف النهائي إنجاز كبير وكان بمقدورهم الوصول إلى النهائي لولا سوء الحظ كما شاهد الجميع في مباراة اليونان وكيف أضاع اللاعبون جميع الفرص المتاحة لهم في حين استفاد اليونان من كرة في الوقت الإضافي الأول بهدف ذهبي. وحول اخفاق الفرق الكبرى وتعليل البعض بالإرهاق وكثرة مشاركتهم نفى بيفارنيك بأن الدوري الحالي أسقطهم واستند على ذلك نجوم التشيك والذي يلعب غالبيته بالدوري الأوروبي ولم يتحججوا بالارهاق ولم يكن له تأثير ونفس العدد الذي لعب به لاعبو التشيك لعب به لاعبو المنتخبات الأخرى انما الفارق هو عدم التجديد فشاهدنا منتخبات مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا تلعب بنجوم كبار منذ عام 98م واشاد بيفارنيك بالمدرب كارل بروكنز ونجاحه بطريقة خارقة في تحويل الفريق الذي فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم الماضية إلى أفضل فريق أوروبي في الوقت الحالي بشهادة الجميع ووصلوا إلى درجة كبيرة من التألق والثقة التي تجعله فريقا لا يقاوم. واستطاع المدرب إعادة تقويم الثلاثي البارز في الفريق كاريل وبافل نيد فيد وبان كولر وجمع في تعامله الأبوي مع الوجوه الشابة في الفريق مثل توماس وميلان وبارويش هداف البطولة وللمعلومية فإن المدرب هو مدرب منتخب تحت (16 سنة) الحاصل على وصيف أوروبا عام 2000م . ولم يخسر الفريق خلال 20 مباراة متتالية وتصدر مجموعته ولم يتلق أي هزيمة ســوى في النهـائي من الــيونــان 0/1 واكد بيفارنيك على أن تألق الصغار كما يقول البــعض ظاهرة صحية وتعود بالفائدة للكرة الأوروبية رغم أنه لا يرى فرقا كبيرة وصغيرة في عالم الكرة خاصة في الوقت الحالي حيث إن الفارق أصبح ضئيلا بين الفرق والتشيك تملك حاليا لاعبين ذوي فنيات عالية واشار بيفارنيك بأن لو الأمور تحسم بالأرقام والاحصاءات لكان اللقب من نصيبهم. بكنباور: رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006م أشار الألماني فرانتس بيكنباور الدولي السابق ونجم الكرة الألمانية (القيصر) إلى أن خروج المنتخبات الكبيرة مبكراً سببه كثرة المباريات خلال الموسم وقال وصل اللاعبون الكبار متعبين إلى بطولة أوروبا بسبب طول مدة وكثافة المباريات في البطولات التي يشاركون فيها وأضاف أنه في البطولات الأوروبية الكبرى (يجب على اللاعبين أن يخوضوا عددا من المباريات لصالح فرقهم أو منتخباتهم الوطنية قد يتجاوز مجموعها الـ 80 مباراة في الموسم الواحد وهو سبب خروج منتخبات أسبانيا وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا والمرشحة للقب. ورشح القيصر البرتغال بسبب حماس جماهيره والذي أعطاه دافعاً كبيراً له اعتباراً من مباراته مع إنجلترا في حين استبعد إحراز اليونان اللقب ووصوله إلى النهائي وقال ما يحققه أوتو المدرب الألماني مع اليونان أمر عظيم جداً . واكد بيكنباور أن الفرق في المستوى بين ألمانيا والمنتخبات الأخرى زاد إلى درجة قد تستدعي إجراء تغييرات جذرية وقال: ان ألمانيا ربما تحتاج لاحتساب فارق هدفين لصالحها مع بداية كل مباراة وأضاف أن السرعة والتحكم في الكرة في (120 دقيقة) من مباراة البرتغال وانجلترا كانا يحبسان الأنفاس أخشى ألا نكون قادرين على تعويض الفارق في عام 2006م وتطرق القيصر الأسطورة الألمانية الى أن المنتخبات المصنفة في الفئة الثمانية أوروبياً مثل التشيك واليونان والدانمارك قائلا ربما يكون هناك تغيير قد حدث قد يدفع الفرق الكبيرة إلى إعادة التفكير في مستواها وتحدث بيكنباور بأن الهولنديين هم الذين هزموا أنفسهم رغم ما يحمله الفريق من نجوم وأن أغلب الفرق الكبيرة التي خرجت بسبب خطة الجميع بمهاجم واحد في المقدمة وهي إشارة إلى أسلوب اللعب بـ 4/5/1 وأضاف بأن هولندا تملك 4 مهاجمين كرأس حربة هم فان نيسلروى وروي ماكاي وباتريك كلويفرت وبيار فان هويدونك ولكن المدرب ديك أفوكات عاد إلى طريقته كما أعلن سابقاً وأشرك فان نيسلروى بمفرده في المقدمة مما أفقدهم مؤهلاتهم الذاتية وهزموا أنفسهم. عبد الله الخاطر : مستشار الاتحاد العربي للصحافة الرياضية عبد الله الخاطر تحدث عن هذه القضية بقوله لكل بطولة ظروفها ومعطياتها والتي تؤثر سلباً وإيجاباً على وقائعها ونتائج مبارياتها فليست هناك بطولة كأخرى ولا مباراة كأخرى فشهدت نهائيات كأس أوروبا الحالية مفاجآت عديدة ربما لم يكن يتوقعها أكثر المتابعين والمحللين إذ أسقطت أكبر فرق أوروبا من الأدوار الأولى مبكراً مثل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا والدانمارك وهولندا ولأن للبطولة بطلا واحدا فإن كل من لم يحقق الفوز بالكأس يقيد خاسراً. أما المفاجأة الثانية فكانت وصول اليونان إلى المباراة النهائية بقيادة المدرب الألماني أوتورى هاجل الذي تحدى مدربين كبارا لهم تاريخهم أمثال رودى فوللر مدرب ألمانيا ورديك أفوكات مدرب هولندا الذي سقط أمام المدرب البرازيلي الواقعي جداً سكولاري . أما الأمر الثالث فهو وصول البرتغال إلى المباراة النهائية على حساب الماكينة الهولندية وقد يكون إلغاء الحكم السويدي ريسك لهدف أوفر مارس منتصف الشوط الأول أحد أسباب هذه الخسارة إلا أن هناك أسباباً عديدة أدت لسقوط هؤلاء الكبار أبرزها: 1ـ تراجع مستوى التحكيم الذي دخل في تحديد نتائج بعض المباريات ولو كان الحكم السويسري أورسي مارس لم يلغ هدف سول كامبل الإنجليزي الذي سجله في الوقت القاتل لما خرجت إنجلترا . 2ـ حالة التشبع التي وصل إليها اغلب نجوم الفرق الكبيرة مما أثر سلباً على أدائهم ولياقتهم البدنية وذلك بسبب كثرة المباريات التي شاركوا فيها. 3ـ احتراف أغلب نجوم المنتخبات الكبيرة خارج بلادهم فأثر ذلك على درجة انسجامهم مع لاعبي هذه المنتخبات. 4ـ اقتراب المسافة بين الفرق الكبيرة والصغيرة لانحصار أساليب اللعب بين (4/4/2) و (3/5/2) و (4/5/1) لأغلب المنتخبات وسهولة التعامل مع هذه الأساليب دفاعياً بالاعتماد على سرعة وقوة الانقضاض واللياقة البدنية العالية للعناصر الشابة في المنتخبات الصغيرة . 5ـ غياب عنصر القيادة القوية داخل الفريق ممثلة في زيدان الفرنسي وبيكهام الإنجليزي ولارسن السويدي بسبب تراجع مستويات أدائهم وبروز نجوم جدد مثل كريستفيانور رونالدو البرتغالي وروي الإنجليزي (19سنة) وفيريزاس اليونان ويرشو الكرواتي وديكو البرتغالي . 6ـ سيطرة التفكير العملي والتعامل الواقعي مع المباريات وهو ما توفق فيه سكولاري البرازيلي مدرب البرتغال وكأمثلة لذلك قصة البديل الناجح فهو أشرك كريشيانو بديلا في مباراة اليونان وسجل هدفا ولعب توتوغوفيش في الشوط الثاني ضد أسبانيا وسجل أغلى أهدافه في أول المخضرم كوسنا سجل الهدف الثاني في روسيا في مباراة أعادت البرتغال إلى أجواء البطولة وكلها تدل على القراءة الجيدة للمباراة والتعامل الواقعي أما الثاني فهو المدرب أوتو هاجل مدرب اليونان مما جعلهما يتفوقان على جميع مدربي بقية الفرق كما نجح الاثنان في توظيف قدرات وإمكانات لاعبيهم لتحقيق ما يتطلعان إليه بعيدا عن الاستعراض أو الإمتاع. 7ـ تفوق القوة البدنية واللياقة والسرعة مع المهارات الفردية وهذا تحول واضح في كرة القدم الحديثة فكانت جماعية الأداء وروح الفريق الواحدة هي السائدة لدى الفرق التي بلغت الأدوار المتقدمة. 8ـ نجاح الفكر التدريبي لجيل جديد من المدربين وغروب شمس مدربين من جيل مدرسة السبعينات مثل مدرب هولندا ديك أوفوكات الذي قاد هولندا في كأس العالم 94م ثم عاد ليقود المنتخب في هذه البطولة وهذا يعجل بالحاجة للتغير واعطاء الفرصة لجيل جديد من المدربين الذين لا يخشون التعامل مع النجوم الكبار . والحديث عن سوء حال مستوى معظم النجوم المعروفين يقودنا إلى أهمية التنظيم الجيد داخل الملعب أهم بكثير من مهارة النجوم وشهرتهم وأسمائهم الرنانة فاختفى رؤول أسبانيا وبيكهام إنكلترا وديل بييد أيطاليا وزيدان فرنسا وهنري فرنسا لقد أصابوا الجميع بالدهشة من مستواهم وعدم المساهمة في توصيل منتخبات بلادهم إلى الأدوار المتقدمة . مطلق نصار الناقد الرياضي الكويتي أما الناقد الرياضي ومعد ومقدم البرامج عالمكشوف الكويتي مطلق نصار أبدى رأيه في القضية قائلا ليس هناك غرابة في سقوط منتخبات كبيرة في منافسات بطولة كأس أمم أوروبا كما ليس من الجـديد بروز منتخبات أخرى قد تكون مغمورة ويتم تصنيفها بالمنتخبات الصغيرة فمشهد سقوط منتخبات كبيرة وصاحبة تاريخ وإنجازات كألمانيا البطل اعوام 72م ، 80م، 96م والوصافة مرتان وإيطاليا مرة واحدة والوصافة مرة وأسبانيا كرة والوصافة مرة وإنجلترا بتاريخها الكروي الطويل وفرنسا بطلة مرتين وأخرها البطولة الأخيرة وجميعها لها إنجازات في بطولة أوروبا يتكرر بعد سنتين من ختام مونديال كوريا واليابان 2002م فالكل تابع سقوط منتخبات فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والأرجنتين ثم إنجلترا وفقدها مبكراً المنافسة على التأهل حتى للدور الثاني أو المنافسة على اللقب فيما تألقت وبرزت منتخبات أقل تاريخا وإنجازات كتركيا وكوريا الجنوبية واليابان والسنغال وهذا دليل على أن الفجوة بين الفرق الكبيرة التي كانت سابقا والفرق الصغيرة ضاقت في عالم الساحرة المستديرة وتأكيداً على عدم وجود كبير في عالم الكرة. ولا اعتقد أن الدوري المحلي وكثرة المشاركات لها دور في سقوط المنتخبات الكبيرة فكرة القدم بالنسبة للاعب هذه المنتخبات وظيفة ولقمة عيش وحياة رغدة مستمرة فهم محترفون واللعبة هي كل ما يفكرون به ولا يتأثرون بكثرة المشاركات وعدد المباريات لإمكانياتهم البدنية والفنية والجسدية الهائلة كما أن كرة القدم الناحية التدريبية لا يمكن أن يكون لها تأثير مباشر في خروج الكبار لان من يشرف على تدريب هذه المنتخبات خبراء. في التدريبات ولهم تاريخهم الطويل وكمثال على ما أقوله للنظر للمنتخبات التشيك وهولندا والسويد واليونان والبرتغال فاغلب لاعبيها يلعبون في الدوري الأوربي في أسبانيا وإيطاليا ومع نجوم منتخبات إيطاليا وفرنسا وأسبانيا أي أنهم لعبوا نفس عدد المباريات وحول أن تكون هناك مدرسة تدريبية أفلست تحدث نصار في ظل التطور الهائل في التكتيك والتكنيك وتنوع الطرق والفكر التدريبي في عالم الكرة ولكن هناك قدرات وإمكانيات وفكر داخل الملعب تتحكم في مصير النتائج ناهيك عن الحظ والتوفيق الذي يقف في وجه فرق تملك كل أنواع أسلحة الدمار الشامل من تاريخ ونجوم وجهاز فني مقتدر وجماهير غفيرة وإعلام مميز فقد شاهدنا في هذه البطولة كيف خدم الحظ في بعض الأحيان اليونان الحصان الأسود في البطولة خاصة في مباراة التشيك حيث وقف الحظ معهم كثيرا حتى توقيت الهدف الفضي كان في وقت قاتل ومن ركلة ركنية لو تعاد اكثر من مائة مرة لن تدخل هدفا وبجانب ركلات الترجيح التي أبعدت فرقا وأهلت فرقا. في بطولات كبيرة كأس العالم وبطولة أمم أوروبا التجديد في المنتخبات غير مرغوب وغير مستحب لأن مثل هذه البطولات تحتاج إلى لاعبين أشداء أصحاب خبرة وأي خلل في تركيبة التشكيلة الأساسية سيكون مردوده عكسيا على عملية الانسجام والترابط بين اللاعبين داخل الملعب فالاستقرار مهم والتجديد يجب ألا يتعدى بما نسبته 20 %. بالتأكيد أن دخول فرق جديدة ومنافسة على لقب بطولة كأس أوروبا ظاهرة صحية وليس خللا في كرة القدم الحالية فتعدد فرص المنافسة ودخول فرق جديدة يمثل إضافة مهمة وفرصة للفرق الكبيرة في استعادة دورها وتغيير مفاهيمها الكروية والاستمتاع في مهارات وإمكانيات وبروز فرق ولاعبين جدد. المدرب دائما يعتمد على قدرته في الفوز والابداع على حسب امكانيات لاعبيه ولا دخل لتشابه المدارس التدريبية في اوروبا اختفاء المنافسة فهذا مدرب اليونان أو وظف إمكانيات لاعبيه مع خطة لعبه رغم عدم وجود أسماء لامعة ولكنه وصل إلى النهائي على حساب فرق كبيرة وكذلك مدرب التشيك كارل بروكز والذي اعد منتخبا يعتبر افضل الفرق مستوى وثباتا وقد لا يعلم الجميع بان هذا المدرب لا يملك خبرات كبيرة في العمل مع الأندية ولم يدرب في الخارج ولكنه استطاع بحكم علاقته القوية بلاعبيه بوضع خطة مناسبة لهم. وأعود لأقول: ان الفكر التدريبي الجديد لم يعد هناك مدارس تدريبية محددة بعد التطور الهائل في طرق التدريب الحديثة وفي ظل الكرة الشاملة وان كان هناك مدربون في بطولة أوروبا غير مدرب منتخب البرتغال سكولاري برزوا وكان لهم بصمة في انتصارات فرقهم كما ذكرت مدرب التشيك واليونان حيث تشاهد أداء مبنيا على تكتيك دفاعي وهجومي متوازن وهو ما يميز الفريقين التشيكي واليوناني واصبحنا نعرف أسماء ودماء شابة لم نكن نعرف بها قبل هذه البطولة. المحلل الرياضي حمادة إمام حمادة إمام المحلل والناقد الرياضي المعروف وعضو الاتحاد المصري قال : بطولة أمم أوروبا تختلف تماما عن البطولات الإحدى عشرة السابقة ولم تكن بطولة للكبار على مستوى المنتخبات ولا على النجوم ولا على المدربين أيضا وقد سقطت منتخبات إيطاليا وألمانيا وأسبانيا من الدور الأول وارجع حمادة ذلك لعدة أسباب أولها الدوري المحلي لهذه الدول ساهم بشكل كبيرة في إرهاق اللاعبين خاصة النجوم منهم حيث شارك اللاعبون خلال هذا الموسم بأكثر من 85 مباراة ابتداء من الدوري المحلي القوي لدول أسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا بجانب مشاركتهم في البطولة للأندية ثم أوروبا وجاء توقيت هذه المباريات في نهاية الموسم الكروي في هذه الدول مما جعل اللاعب يلعب وهو مرهق بجانب الضغوط النفسية والبدنية والذهنية من قبل الإعلام والجمهور ساهمت بشكل كبيرة في الخروج المبكر , أما النجوم البارزة فقد اختفت وراء هذه الظروف ولذلك لفروق أخرى عدا زيدان وقد ساهموا بخروج فرقهم مبكرا بسبب مستواهم المتواضع والمخيب للآمال حيث كنا نتوقع منهم المزيد من الاستمتاع والعطاء وتوقيت أمم أوروبا السيئ بدأ الحديث عنه داخل الاتحاد الأوربي بتعديل موعده حيث لا يكون في نهاية الموسم الكروي كما حدث في هذا العام وهو الأمر الذي اشتكى منه النجوم وأولهم زيدان وبيكهام وأضاف حمادة عدم التجديد في الوجوه الشابة والاعتماد على لاعبين كبار السن ولو قارنا بمعدلات أعمار اللاعبين للفرق لوجدنا بأن معدل أعمار هولندا 29 سنة ومعدل أعمار البرتغال 27 سنة ومعدل أعمار فرنسا أيضا 29 سنة في حين أن اقل معدل أعمار كان لمنتخب بلغاريا 25 سنة وهو الأقل في البطولة ولمعدل الأعمار دور بحكم أن الشاب يكون مليئا بالحيوية والنشاط. كما لاحظنا إفلاس المدربين في هذه البطولة وساهموا بشكل كبير في خروج منتخباتهم بسبب أسلوبهم الدفاعي وذلك لخوفهم من الهزيمة وسيطرت طريقة اللاعب 4ـ 5ـ 1 على اغلب الفرق واللعب بمهاجم واحد واللافت للنظر كبر سن المدربين وهو عامل مهم حيث يفتقدون للشجاعة وجرأة المدربين الشباب مما جعلهم يفكرون بمستقبلهم المادي ولذلك حرصوا على تأمين الشق الدفاعي بشكل مبالغ فيه وعدم الحصول على المبادرة بالهجوم والبحث عن الفوز خوفا من الخسارة التي ستحمل عليهم ضغوطا من الإعلام والجماهير مما سيؤدي إلى إلغاء عقودهم وتسريحهم. واكمل حمادة قوله إن إصرار المدربين بالاعتماد على الأسماء الشهيرة كان بداية الانهيار خاصة وان الأغلبية كبار بالسن ولكن شهرتهم ساهمت بمشاركتهم على حساب الأسماء الشابة الواعدة وذلك كما قلت الهرب من هجوم الإعلام والصحافة ورغم أن هؤلاء اللاعبين لعبوا لفترة طويلة مع منتخبات بلادهم وكمثال ليليان نورام وبارتيز وبيرس وديفيد جيمس الإنجليزي ديول سكولز والسويدي لارسوم والإيطالي كريتسان فيري والتشيكي بافيل 32 سنة كوكو 34 سنة ودي يوبر 34 سنة وبوتيش 32 سنة الألماني واوليفرا كان 35 سنة. وحول عملية التجديد أكد (إمام) على عملية التجديد مؤكدا ان عملية التدريب من وجهة نظره تتركز على ثلاثة أجيال الأول يكون لكل منتخب لاعبان من الخبرة أو ثلاثة وثانيا لاعبو الشباب وثالثا إحلال لاعبين من الشباب بجانب عناصر الخبرة لنكون حلقة واحدة متواصلة ولا يكون المنتخب من جيل واحد كما حدث مع منتخب فرنسا كمثال لم يطعم بوجوه شابه وكذلك تشابه المدارس في هذه البطولة حيث لعبت كل الفرق بمهاجم واحد ما عدا إيطاليا وفرنسا بمهاجمين والخطة التي لعبت بها الفرق 4/ 4/ 2 هي هي لكن الفكر الذي تغير وأشاد باليونان كحصان اسود وبمدربه الرائع وكذلك التشيك افضل الفرق مستوى بلعبهم الجماعي والبرتغال أيضا في حين اختفت الفرق الكبيرة وطغى عليها اللعب الفردي والاعتماد على أسماء النجوم وكمثال نجد ألمانيا تعتمد على صانع الألعاب مايكل بالاك الذي يعد لنقطة ارتكاز لمنتخب بلاده ولا يجب الاعتماد الفريق على لاعب واحد وهذا أمر خطير للغاية كما تعتمد فرنسا على زيدان وإنجلترا على بيكهام. يوارد نسكو الروماني ورود هدجسون الإنجليزي المجموعة الفنية في الاتحاد الأوربي لكرة القدم التي تضم مدربين أصحاب الخبرة في ملاحظة التطورات في اللعبة وهي لجنة تضم مجموعة مدربين مهمتها تقييم البطولة من جميع النواحي وتقديم تقريراتها للاتحاد الأوربي ومن ضمن هذه اللجنة الذين تحدثوا المدرب الروماني يوارد نسكو مدرب الهلال السابق والإنجليزي روي هدجسون مدرب الإمارات سابقا وقاد سويسرا لنهائيات كاس العالم 95 م أثناء مشاركة الأخضر الشهيرة في هذه المونديال. يقول هدجسون ان أسباب إخفاق الفرق الكبيرة وخسارتها لها أسباب مختلفة ونفى تهمة الإرهاق ولم يكن عاملا وتحدث بان كل لاعب قبل البطولة تحدث عن آماله وتطلعاته واستعداده للبطولة وحين يخرج فريقه يقول اللاعبون بأنهم مرهقون ومن الصعب قبول هذا العذر منهم فليس هناك اختيار أما انك على قدر المشاركة في البطولة أو أنك لست كذلك اعتقد أنه كانت هناك فترات طويلة كافية بين نهاية موسم الدوري وبداية البطولة والفرق تستعد بصورة جيدة ولذلك فأنا لا افهم هذا التبرير ورفض هدجون الأعذار التي تقول مثلا بان الدوري اليوناني ليس مرهقا مثل الدوري في إيطاليا وأسبانيا وإنجلترا ولذاك أصبحت اليونان المفاجأة الكبرى في بطولة أوربا 2004 م لوصولها النصف النهائي ثم النهائي أمام البرتغال بعدما أطاحت بفرنسا حاملة اللقب ولكن حتى لا تفيا التي خرجت من المرحلة الأولى قدمت بعض العروض الجميلة وحظيت بالإشادة بعد تعادلها مع ألمانيا. وقال هدجسون: كبار اللاعبين في التشيك مثلا لا يلعبون في الدوري المحلي لتشيما وانهم يلعبون في الدوري الألماني والإيطالي وكذلك نفس الشيء للسويد والدانمارك فهم يلعبون في الدوري الإنجليزي والإيطالي وليس في لدوري المحلي لبلديهما. ولذلك فهم تحت نفس الظروف مثل اللاعبين الذين يمثلون إيطاليا وإنجلترا. النقطة الأساسية إنها بطولة بنظام خروج المغلوب كل مباراة(بعد مرحلة المجموعات) كأنها مباراة نهائي وفي مسابقات الكؤوس فان الفريق الأفضل على الورق لا يفوز بها بالضرورة ولو نظرنا حولنا في البطولات المحلية لعرفنا ذلك في مسابقات الكؤوس بان الأفضل ليس شرطا أن يفوز ونحن نرى ذلك طول الوقت وكمثال ميلومال كان في نهائي كاس الاتحاد الإنجليزي هذا العام مع الاحترام للفريق ومدربهم فهم أنفسهم لا يقولون بأن فريقهم واحد من افضل الفرق الإنجليزية والسبب العام الوحيد الذي أراه وتأكدت منه منذ وقت طويل هو أن الفجوة القديمة بين الدول القديمة بين الدول الكبيرة والصغيرة تضيق أسرع من ذي قبل وان الدول الصغيرة مثل سلوفينا تستعد تماما مثلما تفعل إيطاليا وأسبانيا وألمانيا وإنجلترا هذه الأيام. وتطرق هدجسون بقوله بان هزيمة الفرق الصغيرة بنفس الدرجة من الصعوبة والخيط المشترك بين الدول الكبرى هذا هو فشلهم. وحول رأي المجموعة الفنية: تعتقد أن تلك المنتخبات خسرت لأسباب مختلفة واضاف خرجت إنجلترا أساسا بسبب مزيج من الحظ السييء وخسارة لاعب أساسي (واين روني) بعد 20 دقيقة من مباراة البرتغال وربما يعطي منتخب فرنسا انطباعا بأنه لم يكن قريبا على الإطلاق من مستواه الحقيقي في هذه البطولة. أما الألمان , فيشيرون إلى معنوياتهم او ثقتهم تأثرت بمباريات الإعداد السيئة ولم يأتوا الى البطولة بالثقة التي يتمتعون بها أحيانا. وخرج الإيطاليون دون أن يخسروا في الحقيقة كثيرا من المباريات. وأسبانيا وإيطاليا كانت لديهما نقاط تكفي لتأهلهما لو كانت في مجموعات أخرى ولذلك ومع تأهيل البرتغال واليونان للنصف النهائي هل يمكن أن تكون هذه أول بطولة تفوز لها دول صغيرة منذ الانتصار المفاجئ عام 92 م الدانمارك في السويد على حساب ألمانيا وقتها لم يكشف هدسون عن رأيه في هذه النقطة وقال: ربما سيحقق الفوز بها من خلال لحظة سحرية من لاعب واضاف ويمكن أن يأتي ذلك من أي لاعب. العطية أن الدول التي تعتمد في الدوري المحلي على الاستعانة بأكبر عدد من اللاعبين الأجانب هي التي خرجت منتخباتها مبكرا وحسب الإحصائيات التي قدمها لنا عبد العزيز العطية مقدم برامج رياضية في الكويت ومراسل لبرنامج عالمكشوف الكويتي حيث يتواجد في لشبونة بان الإحصائيات يمكن ملاحظتها حيث (58 لاعبا) من الفرق المشاركة في البطولة يلعبون. بالدوري الإنجليزي (48) بالدوري الألماني (47) في الدوري الإيطالي و(36) في الدوري الأسباني. وهي المنتخبات التي خرجت مبكرا بعد أن كانت مرشحة بقوة لإحراز لقب البطولة. ويرى الاتحاد الألماني بأنه يجب تخفيض عدد المحترفين الأجانب في أنديتها حيث أعلن من قبل أن زيادة اللاعبين الأجانب في الدوري الألماني (بوندسيليجا) يساهم في قتل المواهب الألمانية الشابة لانه يحرمها من فرصة المشاركة. واضاف العطية عن انطباعاته بحكم تواجده في البطولة ممثلا الإذاعات العربية وقريبا من الحدث بان ما سمعه وقرأه بان الخبراء يرون بأن الوقت لا يزال مبكرا لحدوث تغيير خاصة وان الفارق والفجوة بين الفرق الكبيرة والصغيرة قد تلاشى بدرجة كبير. ويرى البعض ان كاس الأمم الأوربية بطولة تتيح نظام الكأس بعد الدور الاول وتعتمد على خروج المهزوم وكل منتخب يلعب ثلاث مباريات وفي مثل هذه البطولات التي تقام بنظام خروج المغلوب لا يكون الفوز باللقب دائما للأفضل. التاريخ لا يشفع لاصحابه فإيطاليا ذهبت ضحية أسلوبه الدفاعي فلعب أول لقاء له ولم يقنع الجميع حيث لا طعم أو لون واصبح ممرا للسويد والدانمارك الى دور الثمانية ويخرج وصيف النسخة الأخيرة غير مأسوف عليه بعد أن افقد البطولة الركن الثاني من أركان البطولة بعد أن سبقه المارتادور الأسباني. في حين يرى البعض ان القرعة لدور الثمانية خدمت البرتغال بوقوعه مع إنجلترا او في حال فوز أي منهما ستعطيه قفزة كبيرة ومعنوية للتأهل وإفراز اللقب. وصف النقاد بأن منتخب ألمانيا منتخب الكومبارس واسوأ منتخب في تاريخ ألمانيا. والفرنسي وصفوه بفريق العواجيز لكبر سنه والإيطالي بسبب لعبه الدفاعي رغم نجومه. وفي نظرة موضوعية على البطولة منذ انطلاقتها والأبطال يودعونها الآخر تلو الآخر والأسباب لا يعلم الجمهور منها سوى سوء الأداء ولكن الذي يعرفه كل مشجع بأن المنتخبات الكبرى لا تخرج من بطولة بسبب سوء الأداء فقط والأدلة عل ذلك كثيرة لعل أقربها ان البرازيل وهي بطلة العالم 4 مرات تمكنت بشق الأنفس من التأهل إلى المونديال لعام 2004 م وكادت ان تخرج وتأهلت بمعجزة من أمريكا الجنوبية ورغم ذلك فقد دخلت المونديال وفازت واحرزت اللقب للكرة الخامسة. أسباب الإخفاق والخروج كما يراها النقاد المتواجدون في لشبونه يرى الأغلبية من النقاد بأن الإخفاق له أسبابه. وتلخص بما يلي: الاستهتار من قبل اللاعبين بالمنافسة. عدم قراءة الملعب جيدا وكمثال لذلك مباراة الافتتاح بين البرتغال واليونان وفوز اليونان عليها. اتهام اللاعبين برغبتهم في إقصاء واستبدال مدرب بشكل سييء وكمثال تم وضعه ألمانيا مع لاتفيا تعادل بينهما. استعلاء الفرق الكبيرة والعيش على الأحلام التي يعيشها النجوم على حساب الفرق المغمورة الضعيفة من وجهة نظرهم وكمثال. مباراة فرنسا واليونان بريع النهائي وان الطموحات تهزم الخبرة، والغرور. ونرى أن المنتخبات الكبيرة التي ودعت مبكرا( أسبانيا وروسيا من الأولى) و(إيطاليا من م الثالثة) و(ألمانيا من م الرابعة). ملاحظة @ أراء بيكنباور وهدجسون وآريكسون أو المدربين العالميين في التحقيق أخذت من أرائهم في وكالات الأنباء العالمية لتدعيم هذا التحقيق.

أخبار متعلقة