DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الهام أحمد

الهام أحمد

الهام أحمد
أخبار متعلقة
 
هل جربت يوما أن تكشف عن ظهرك لصديق لتظهر له مدى معاناتك من مرض ما فيأتيك من حيث مايؤلمك ليصوب سهامه عليك. في رأيك كيف يكون مقدار الألم ! إنها صورة مماثلة لبعض الأشخاص الذين يعيشون بيننا يتنفسون هواءنا ، يشربون من نفس رحيق الحياة معنا ، يشاركوننا أفراحنا ، يطلعون على أدق أسرارنا التي نقدمها نحن على طبق من ثقة عمياء (فمن الصعب أن تشك في خيانة صديق ) ثم يأتي الواحد من هؤلاء ليرديك قتيلا بكل مااستطاع حمله منك من خفايا وأسرار لم تستأمن أحدا غيره عليها . إن هذا النوع من الأشخاص أخطر من العدو الظاهر إذ أن أسلحته تختفي بين ثنايا قلبه الفاسد أي أنك لا تستطيع أن تكشفها بالعين المجردة. إنها شخصية مريضة ملأها الحقد وفتتتها الغيرة منك ومن نجاحك أو حب الآخرين لك أو تميز عقلك أو ابداعك أوغير ذلك . الغريب أنه قد يظهر أحيانا من أكثر البشر موالاة لك ومساندة . وقد يختلط أحيانا الأمر عندك بينه وبين شخص آخر يخبرك الحقائق في وجهك ويبكيك بها احيانا فتظنه الظالم وشر الأصدقاء بينما الآخر يتفرج من بعيد بمنتهى السعادة التي عادة ماتكون في أحشائه ولا تظهر لأحد.( إن الغدر صفة تدل على خسة النفس و حقارتها، بل هو خصلة من خصال النفاق التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: (أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا؛ ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).*البخاري ومسلم*. ومما هو معلوم ومشاهد في دنيا الناس أن الغادر لا يكاد يتم له أمر ،ولا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا ؛ فعن علي رضي الله عنه قال: (ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم...فمن أخفر مسلما(يعني نقض عهده) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل...)البخاري .منقول. (والغدر خداعٌ وخيانة، واعتداء على الحقوق في غفلةٍ من أَصحابها، والغادرُ لايرعى لأحد ذمَّةً، ولايحفظ أمانة، ولهذا كانت صفة الغدر مذمومة عند الناس جميعاً، وكان للإسلام موقفه الصارم منها، نهياً عنها، وإنكاراً لها، وعقاباً لأصحابها، وحسبك تحذيراً من صفة الغدر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يُنصب يوم القيامة لواء لكل غادر ويُقال على رؤوس الأشهاد هذه غَدءرةُ فلان.(د/عبدالرحمن العشماوي) وكم هو مؤلم أن نهب تلك الشخصية المريضة كلية أكثر أمورنا شخصية ونعطي لها ظهورنا بمنتهى القناعة بإخلاصها. ولكن يأبى الله إلا أن يظهر الحق ولو بعد حين فمهما طال الزمن أو قصر فإنها تكشف عن نفسها في تصرف أعتبره غبيا وبسيطا لكنها تقع في شر أعمالها. ترى كيف تتصرف معها حينها وكيف تتصرف مع ذاتك بعد هذه التجربة الرهيبة !! أظن أن تجنب هذه الشخصية وعدم الخوض معها في تفاصيل مافعلت هو أشد الأمور ايلاما لها لأنها ستشعر بأنها فقدت سحرها عليك. وأظنك إن استدعيت ذاتك لتحاسبها كيف وقعت في ذاك الفخ عليك أولا أن تكون رحيما بها فلا بد أن الصالحون في هذه الحياة هم أكثر الناس عرضة للطعن لنواياهم الطيبة مع الآخرين .ولكنك تحتاج أيضا إلى الوقوف لبعض الوقت والاجابة عن بعض الأسئلة قبل أن تمضي مجددا في حياتك: @ استرجع كل لحظة مرت عليك معه وركز فيها على صورتك أنت لاصورته هو إذ أن وجهه بات عاريا أمامك لكنك تحتاج أنت لترى ما الثقوب التي استطاع الدخول منها. @ اسأل نفسك هل كان في عباراته مايوحي بمحاولاته الدائمة الاستقصاء عن أحوالك والتدخل في أدق تفاصيلها ؟ @ هل كان يلازمك بشكل دائم رغم أنكما قد تختلفان في الفكر وأسلوب الحياة ؟ @ هل كان يشاركك سفراتك ؟ @ هل كان دائما شديد الحرص على التعليق على مظهرك أو سلوكك بشكل استفزازي محاولا بث عدم الثقة في نفسك؟ @ هل كان يبادلك أسراره ؟ إذ أن هذا النوع من الاشخاص غالبا مايلقي طعما صغيرا عبارة عن بعض الاسرار التافهة لمجرد اصطيادك وإشعارك بأنه أيضا يثق بك؟ @ هل أنت دائما لديه على حق ... .؟ فالصدوق غالبا مايبكيك لأنه يخاف عليك . إن التجارب القاسية رغم صعوبتها غالبا ماتكون الدليل الحي لبعض عيوبنا في التعامل مع الآخرين ، لذا فإن مراجعة الذات مهمة جدا بعدها حتى لايلدغ الانسان من ذات الجحر مرتين. لؤلؤة : تنام عينك ياغادر بعهدي ،لكن عين الله لاتنام.