كنت أمشي في أحد شوارع مدينة الدمام فرأيت أطفالا يقومون بغسل السيارات في احدى الساحات الكبيرة.
كان منظرا مؤثرا بالنسبة لي فدخلت هذه الساحة فتجمعوا على سيارتي الكل يريد ان يقوم بغسلها وكادوا يتشاجرون بسبب العشرة ريالات التي يأخذونها من كل زبون فاخترت واحدا منهم يبلغ من العمر 12 عاما فبدأ يغسل السيارة وعندها طرأ على بالي عدة تساؤلات لماذا يقوم بهذا العمل وهو في هذا السن المبكر وهل يدرس؟ ومن الذي دفعه لهذا؟
قال وفي عينيه التأثر لم يدفعني لذلك الا أبي فقد أجبرني على ترك الدراسة لأقوم بغسيل سيارات الناس واعتمد على نفسي فيأخذ نصف الذي أجمعه ويرد لي الآخر.
وهل كان مستواك جيدا في الدراسة؟ سكت وقال متوسط وكان اساتذتي يحبونني كثيرا وكذلك زملائي وكنت اتمنى أن أصبح فنيا في الطيران ولكن أبي كان السبب في خروجي فقلت له: إحساسي يقول إنك أحببت هذه المهنة فرد وعلى وجهه التأثر أريد أن أكمل دراستي.. فقلت هل تتعرض لمضايات قال (نعم) دائما أتعرض لمضايقات من قبل الزبائن بل أحراجات مع كبار النفوس فسألته هؤلاء الذين أراهم يعملون معك هل تركوا الدراسة؟ فقال: الذين تراهم عندهم نفس مشكلتي ثم قال أرجوك لا تسألني!!
يحزنني أمر هؤلاء.. فهم مجبرون من قبل آبائهم الذين ضاق بهم الحال بسبب الظروف المعيشية ومتطلبات الحياة مما جعلهم يدفعون بفلذات اكبادهم الى اتخاد هذه المهن غير مدركين النتائج والآثار السلبية التي ستنعكس على أولادهم في المستقبل.
سعد محمد البطيح
