DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اجتماع الأسرة يحمي الأطفال من الانحراف

آباء وأمهات يبحثون عن ساعة صفاء يومياً

اجتماع الأسرة يحمي الأطفال من الانحراف
اجتماع الأسرة يحمي الأطفال من الانحراف
أخبار متعلقة
 
الانحلال الأخلاقي والسلوكي للأبناء، الأمراض النفسية بأنواعها، العداوة... وغيرها الكثير تعتبر من العوامل الأساسية التي يرجعها الأطباء النفسيون إلى نتاج التفكك الأسري الذي يسعى في الغالب إلى تأمين المستوى المعيشي الجيد لأبنائه دون منحه بعض الوقت ليناقش في خضم ذلك مشكلاته وهمومه وطموحاته... ولضمان حياة أسرية هانئة لابد أن يخصص الوالدان ساعة صفاء يومية واحدة يجتمعون فيها مع أبنائهم بعيدا عن التلفاز و مأدبة الغداء والعشاء ويتحدثون فيها الأبناء لآبائهم عن مشكلاتهم وطموحاتهم ليتحقق بذلك اللحمة الأسرية والاجتماعية التي نسعى لتحقيقها... نساء ورجال طالبوا في حديثهم (الآباء والأمهات) بتخصيص ساعة صفاء واحدة أسرية يومية ليعبر كل فرد منهم عن رأيه بحرية بالإضافة إلى همومه وطموحاته.فكان هذا الاستطلاع.. انشغال الأب تقول منى الهاشل: رأيي في تخصيص ساعة واحدة يوميا تجتمع فيها الأسرة، لحل مشكلاتهم، وطرح همومهم، ورغباتهم وتطلعاتهم في الحياة شيء جميل. ولكن في مجتمعنا نفتقر ذلك الشيء، ولو نظرنا إلى أبسط الأمثلة، التي تتلخص في عندما يسأل الطفل والدايه عن أي شيء نجدهم يتحججون له بعدم تفرغهم. فكيف بالاجتماع وتخصيص ساعة واحدة يوميا فإن ذلك يحتاج إلى وقت طويل، لكي نصل إلى تلك المرحلة. ولكن ما الذي يمنع الأسرة لو اجتمعت في الشهر أو في الأسبوع مرة واحدة، لعرض المشاكل التي يواجهونها، وكيفية حلها، فإن ذلك سوف يمنح الأسرة المزيد من اللحمة الأسرية والاجتماعية، فبهذه الطريقة تتدارك الأسرة المشكلات التي يقع فيها الأبناء. كما يكتسب الأبناء الخبرة من الآباء وطريقة الحل. وعدم ترك أبنائهم يتخبطون في الحياة دون الوعي بعواقب الأمور.. لذا يجب أن يمنح الآباء أبناءهم ولو قليلا من الوقت ليتحدثوا فيها لهم عن همومهم وآرائهم ومشاكلهم. وتحذر الهاشل من أصدقاء السوء، تقول: لا يخف تأثير الأصدقاء على الأبناء فعلينا تحذيرهم من اتباع ذلك الصديق، الذي يهدم ما يبنيه الآباء في سنين، إذ إن لمجتمعنا صور ومرئيات لأصدقاء سوء أوقعوا الكثير من الأبناء في المهالك. ولا يخفى علينا أيضا من تخطيط العدو لمهاجمتنا في عقر دارنا، عن طريق الألعاب والمجلات الهابطة وغيرها. وحدة وفراغ ومن خلال خبرتها تقول: ألاحظ في رسومات الأطفال ما يعبر عن الوحدة والفراغ والتخوف من التعبير الحر. لذا لو فتحت كراسة صغير لوجدت معاناة ذلك الطفل، التي تحمل في كثير من الأحيان التفكك الأسري، المشكلات التي تحدث في الأسرة كأن يرسم الأبناء ضعف الأب وقوة الأم، وتسلطها، أو عدم المبالاة بهم. لذا علينا الاهتمام بأبنائنا، وأن نرعاهم رعاية جيدة، ونحل مشاكلهم، ولا أقول أنتم مقصرون فليس كل من يقدم كل ما يحتاجه الأبناء من مأكل وملبس ومشرب فقط يكون قد حافظ على أبنائه، بل لابد من تزويدهم بالحنان والرعاية والاهتمام والنصح والإرشاد مع المتابعة لهم المستمرة. ساعة صفاء وتشاركها في الرأي ابتسام محمد، تقول: كم هو جميل أن تخصص كل أسرة ساعة صفاء يومية واحدة، يتحدث فيها كل فرد عن همومه ومشكلاته، ويتبادلون الرأي في طرح المشكلات وطرق حلها، إلى جانب المشاركة في رسم التطلعات المستقبلية لكل فرد. كل ذلك يزيد من اللحمة الأسرية، ومن بعدها الاجتماعية، ليحقق الفرد ما يصبو إليه من الاستقرار الأسري والاجتماعي، بعيدا عن الوسائل الترفيهية الضارة، التي تغزو أفكار أبنائنا. خطر الفضائيات وتعتبر مها العبدالله الفضائيات من أكثر الوسائل، التي أدت إلى التفكك الأسري، حيث أبعدت الأب عن الأبناء، كما باعدت أيضا بين الأبناء، إذ نجد أن كل فريد يبحث فيها عما يسليه ويحل مشاكله، معللا ذلك بعدم التفرغ للآخر. وتتمنى العبدالله من كل الآباء تخصيص ساعة واحدة من وقتهم، يطلعوا فيها على مشاكل وتطلعات أبنائهم، التي ستزيد من الترابط الأسري والاجتماعي بينهم، وتبعدهم عن الانحراف السلوكي وأصدقاء السوء. تحديات ومشاكل ويتفق عمدة الخالدية وتوابعها أحمد صالح المظفر وحرمه مريم عبدالوهاب اليحيى في تخصيص الأسرة ساعة صفاء واحدة يوميا، حيث يقولان: في خضم المشاغل اليومية، ومنها الالتزام بساعات طويلة، يقضيها الوالدان أو أحدهما في السعي وراء لقمة العيش، يضاف إلى ذلك ما تواجهه الأسرة بكامل أفرادها من تحديات ومشاكل، تتمثل في عدد من المتغيرات التقنية وأشهرها ما يتعلق بالفضائيات، حيث زاد كل ذلك من ألهوة في لقاء أفراد الأسرة، بعضهم، وليت الأمر اقتصر على ذلك، بل إلى منحى خطير، عندما يعادى الزوج زوجته، والأخ أخاه في حال فوز فريق على آخر. التلفزيون ويضيفان: ساهمت جميع المتغيرات ولا تزال في وهن العلاقات الأسرية أحيانا، وتفريغها أحيانا أخرى، وهذا كله يدعونا إلى القول ان التلفاز يتحمل جزءا من واقعنا الأسري، ولكننا نحن نتحمل أيضا جزءا مهما، فعندما يكون لدينا وعي كبير نحو أهمية لحمة الأسرة، وننقل هذا الوعي إلى أبنائنا بأفعالنا قبل أقوالنا، عندها تسقط أو يقل تأثير المتغيرات. أما عن أسرتنا فمن الأشياء العملية التي اتخذناها لتحقيق اللحمة إخراج التلفاز من غرفة المعيشة والمجالس. الاجتماعات الأسرية وعن أثر الاجتماعات الأسرية فيؤكدان أن لها أثرا بالغا وكبيرا في زيادة الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة، مما ينتج عنهما استقرار الأسرة، وانعكاس هذا الاستقرار على أبناء هذه الأسرة نفسيا واجتماعيا ودراسيا، حيث علم بمعرفة أحوال الناس أن الأذكياء والمبدعين، وكل من لهم نتاج في مجتمعهم، هم في الغالب الذين يعيشون استقرارا عاطفيا وأسريا. اللحمة الأسرية ويرى عبداللطيف علي أن اللحمة الأسرية لا يقوم أساسها إلا عندما يسعى الآباء في تحقيق الاستقرار الأسري، الذي يتطلب من كلا الطرفين (الأب والأم) المتابعة المستمرة لأحوال أبنائهما، ومنحهم الوقت لعرض مشكلاتهم ومناقشتها، بالإضافة إلى تطلعاتهم المستقبلية، ولا يكون ذلك إلا عندما يتاح للأبناء التعبير عما يدور في نفوسهم، وسط التجمع الأسري الدائم، الذي سينتج عنه اللحمة والاستقرار الأسري الهانئ. كما يكسب الأبناء فيما بعد القدرة على العطاء الاجتماعي، بعيدا عما يشوش أفكارهم بالملهيات الهابطة. الفضائيات تربي أطفالنا ويؤكد عبداللطيف التركي على دور التربية في إصلاح ما أهمله الآباء والأمهات، فمع غياب دورهما تصدت لهذا الأمر الخطير الفضائيات، فأصبحنا نرى أبناء المسلمين لا يحملون من الإسلام إلا اسمه، فقد تربوا على عادات وطبائع الغرب، وبدا ذلك في ملابسهم وقصات شعورهم، كذلك في كلامهم وتصرفاتهم.. مضيفاً: لما تخلينا عن التربية الحقيقية ظننا أن رعاية الأبناء تنحصر في تأمين المأكل والمشرب والملبس فقط، رأينا العجب من أبنائنا، فقد تخلوا عن الكثير من مبادئ الإسلام، ولننظر إلى موضوع يعتبر من أهم الأمور للمسلم، وهو الصلاة، فلا نجدهم يهتمون بالصلاة، التي هي عمود الدين، بل حتى الأب لو نوقش في صلاة ابنه فسيقول يهديه الله عندما يكبر، لكن لو تأخر عن الذهاب للمدرسة لأقام الدنيا عليه. خلل تربوي ويتساءل التركي: كيف يفرط في مستقبله الدنيوي؟ فهذه كبيرة عنده. وينصح بإبعاد الفضائيات المدمرة عن حياتنا وحياة أبنائنا، والالتفات لهم، وتخصيص ساعة إيمانية لهم، ترفع من درجة الوعي لديهم، وتفقههم في أمور دينهم، ليعبدوا الله على بصيرة وعلم، بعيد عن التربية أساليب التربية غير الصحيح. فلو جلس كل منا مع أسرته يوميا، يتجاذب معهم أطراف الحديث، ويتعرف على همومهم لحماهم بإذن الله تعالى من اللجوء إلى البحث عن السعادة خارج المنزل، ولحقق لهم الرعاية الحقيقية، ولقام بما فرضه الله عليه من واجب تجاه أسرته. أضعف الايمان الأخصائية النفسية خلود سلمان الدبيسي ترى ان من المهم جدا اجتماع الأسرة يوميا، وحتى، وأضعف الإيمان ان تكون مدة هذا الاجتماع ساعة واحدة، لما لها من فوائد مختلفة لكامل الأسرة. فمن خلال هذا الاجتماع يتكون التفاعل الإيجابي بين الأسرة، فيتعرف الوالدان على أولادهما ومشكلاتهما، فيمكنهما مساعدتهم وتربيتهم، من خلال سرد القصص والحكايات، والحكم التي تخص مختلف المواضيع الدينية والاجتماعية والسلوكية، التي تثير الأطفال، فيتفاعل معها. ولكي يتسم هذا الاجتماع بنجاح، دون أن يكن مملوءا بملل أو الغضب من المشكلات، فيجب أن يتسم بسمات خاصة من قبل الوالدين، أولا: أن يبتعد الوالدان عن التعصب والغضب من أي موضوع يطرحه الأولاد، وأن يتفهم الوالدان رأيهم، ويحاولا حل ذلك، من خلال النقاش الموضوعي وطرح أفكار وبيانات ومعلومات على الموضوع أو المشكلة، ليكشف الولد الحقيقة دون أن يقول الوالدان خطأ أولا أو سرد النصائح. هروب وإهمال كما تؤكد الدبيسي على عدم إهمال أو التهرب أو الخجل أو عدم الاهتمام بالمواضيع التي يطرحها الأولاد. فبهذا يتمكن الوالدان من تربية أولادهما، لأنهما يربيانهم ويعلمانهم على مختلف المواضيع التي يريدانها في مختلف الأعمار، على حسب تناسب الأعمار. وتستطرد الدبيسي: كما أن الأولاد لديهم الثقة في والديهم، أنهما سيحلان لهم مشكلاتهم، التي يصعب عليهم حلها، أو المواضيع التي لا يفهموها. ونجد أن تفاعلا الأسرة تفاعل إيجابيا يجعل كل فرد من أفرادها متفاعلا مع المجتمع الذي حوله بشكل إيجابي، وتكون لديه رغبة في إصلاح الذين حوله ليجعلهم مثله. لشعورهم بالأمن والاطمئنان، لأن لديه أسرة قوية متفاعلة. وتختم الدبيسي حديثها بقولها: إن بناء أسرة جيدة ينتج عنها في المجتمع أفراد جيدون وفي المستقبل أسرة جيدة، مما ينتج عنه مجتمع أسري جيد، فيتكون لدينا مجتمع أفراده جيدون، لزوال الشعور بالخوف أو الغضب أو العصبية، وما لذلك من أمراض اجتماعية مختلفة، لتكون تفاعلا إيجابيا بين الجميع، وعند حدوث أي خطأ فإن كل فرد من الأفراد يحاول إصلاحه، حتى لا يفسد مجتمعهم، فيختفي شعورهم بالأمن والأمان والاستقرار. وتشاركها في الرأي الأخصائية النفسية رشا الزمام، التي تقول: من الضروري على كل أسرة أن تخصص ساعة يوميا، للاجتماع فيها بعيدا عن التلفاز، وطبعا لاختلاف البيئات، فرب الأسرة دائما يحب أن يرى أولاده وجميع أفراد أسرته في فترة الغداء أو العشاء، ودائما نلاحظ أن هذه الفترة التي يجتمعون فيها لتناول الوجبة يسأل رب الأسرة عما حدث لكل فرد من أفراد أسرته، ويسأل عن الغائب والحاضر، وسبب التأخير، ودائما يطول في هذه الفترة أكل الوجبة، هذا ما نلاحظه في كل بيت تقريبا، لانشغال أفراد الأسرة كل فيما يخصه في دراسة أو عمل أو...الخ، ونلاحظ أن بعض الأسرة يجتمعون في يوم كيوم الجمعة مثلا. ونرى صعوبة الاجتماع اليومي، للانشغال بمشاغل الحياة، ولاختلاف مواعيد المدارس والجامعات ووظيفة الأم ووظيفة الأب. ونجد أن قاعدة الاجتماع هو تفريغ شحنة اليوم وما حدث في يوم الفرد، وهي عندما يعبر كل شخص وأفراد الأسرة عن المشاكل التي تعرض لها، وما حدث لحياته في صواب يعزز وخطأ يصوب، وكيف يكون التكاتف الأسري والتشاور بينهم في كل أمور الحياة والتوجيه والإرشاد، خاصة عندما يتمتع الوالدان بروح المتعة، وعدم التعصب، والتفاهم، خاصة إذا عملوا بهذا الاجتماع في بداية حياة أبنائهم، للوصول إلى أنسب أساليب التربية السلسة، ومن المؤكد أنه بعد ان يخرج الفرد من أسرته (المجتمع الصغير) يواجه المجتمع الكبير بكل ما لديه من تعزيز وثقة بالنفس، التي زرعها له والداه، فإنه يؤدي عمله ودراسته...الخ. وهو يشعر أنه سوف يتميز بذلك، ويعطي ويتسامح، ويكون مواطنا صالحا، ينفع وطنه ومجتمعه، ويرفع رأس أهله بقيمه الأخلاقية المدعومة من أهله.