توجد انواع عديدة من الصرع التي تصيب الاطفال، وكلها تتميز بحدوثها على شكل نوبات مباغتة، من اضطرابات في الوظائف الجسمية، وتصحبها غالبا تغيرات في رسم المخ الكهربائي، وحتى الآن، هناك من يفسر نوبات الصرع من العامة، على أنها.. مس من الشياطين.
والصورة النمطية لنوبات الصرع، هي النوبة الكبرى التي يفقد فيها المريض، وعيه كاملا، ويسقط على الأرض وتتقلص عضلاته، كما ينقفض انتفاضات شديدة، ويخرج الزبد من فمه بعد ان يزرق وجهه، وقد يعض لسانه، فيخرج الزبد مختلطا بالدم، ويصعب على الأهل تقبل هذا التشخيص من الطبيب.
ومن المفهوم الشائع لدى كثير من الناس.. ان مرض الصرع، مزمن والاشفاء منه، وقد يكون محاطا بالجنون او تدهور في الشخصية، وبذلك فهو وصمة من المستحب إنكارها، خاصة إذا كان المصاب.. الأبناء او البنات. وتعد نوبة الصرع الكبيرة من أكثر انواع الصرع شيوعا، اما نوبة الصرع الصغيرة فلا يفقد المريض وعيه، حيث لاتتعدى النوبة ثواني من السرحان يبدو فيها الطفل محملقا في فراغ، وقد ترتجف جفون الطفل فقط، أو يشحب وجهه قليلا ثم يعود إلى إتصاله بما حوله دون أن يتبين ما ألم به من غفوة، وكثير ما تمر هذه النوبات دون أن يشعر بها احد، لكنه يتضح للطبيب من خلال الفحص الطبي في العيادة، اذا كانت هذه النوبات الصغيرة متكررة او بالتخطيط الكهربائي للمخ. ومن نوبات الصرع ايضا، النوبة النفسية الحركية التي يصعب تشخيصها إذ انها لا تسبب فقد الوعي بل يظل الطفل المريض اثناءها متفاعلا مع ما يحيط به من افراد او اشياء، ولكنه يكون في حالة تشبه الحلم، وقد تشخص هذه الحالة على انها (هستيريا)، وما يلفت النظر، ان هذه النوبة تأتي بغتة دون مقدمات، وبلامبررات من الظروف المحيطة بالمريض. وهذه النوبات المباغتة وما يظهر اثناءها من سلوك يبدو وكأنه ارادي، الا انه سرعان ما يتبين ذلك بسبب ما يعقب تلك لنوبات من نسيان. والواقع انه يمكن تسجيل نوبات الصرع عن طريق التغيرات الكهربائية في نشاط المخ وذلك عند النظر الى رسم المخ الكهربائي. ان هذه الانواع الثلاثة، من الصرع تتميز كلها بحدوثها في شكل مباغت وتظهر للطبيب واضحة بسبب التغيرات التي يراها في رسم المخ الكهربائي، كما أنها تستجيب للعلاج بالأدوية المضادة للصرع.
* استاذ طب الاطفال واستشاري أمراض الدم والسرطان
