في إطار جولة له على عدد من المدن المغربية أحيا الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم مساء يوم الاثنين الماضي بالقاعة الكبرى لمسرح محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط أمسية شعرية بدعوة من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني, والنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة بتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بالمغرب.
وقد أتحف سميح القاسم الجمهور الغفير بقراءة عدد من قصائده المعروفة بعدما رثى الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ببيتين مطلعهما.
يا جبهة السفاح لا تتشامخي
نعل الشهيد أعز منك وأكرم
وتلا الشاعر الفلسطيني قصائد (نشيد الانتفاضة) و(البيان قبل الأخير عن واقع الحال مع الغزاة الذين لا يقرءون) و(غوانتانامو) فضلا عن قصيدة عمودية نظمها سنة 1970 معارضا بها إحدى روائع الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري (فماذا أقول إذا استنطقت عن وجعي.. والجرح جرحي والسكين سكيني).
وتميزت هذه القصائد المنتقاة, على الخصوص , بالنفس الملحمي الحماسي (تقدموا ..تقدموا ..يموت منا الطفل والشيخ ولا نستسلم), كما تميزت بالتفاؤل والإيمان بحتمية انتصار الحق (مقلاعنا عملاقنا.. ولتقدح الشرارة..بحكمة الحجارة) والاحتفاء بالتفاصيل اليومية وتمثل القضية في مختلف أبعادها الحضارية.
وكان سميح القاسم الذي أصدر ثلاثين ديوانا على مدى ثلاثين سنة من الإبداع الشعري, اعتبر, في كلمة بالمناسبة, أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون (شوش على برنامج الأمسية باغتيال قواته فجر اليوم للشيخ أحمد ياسين) بعدما كان يعتزم قراءة عدد من قصائده الجديدة.
يذكر أن (أبو مروان) سفير دولة فلسطين بالرباط اعتبر, في كلمة بالمناسبة, أن (استشهاد إمام المجاهدين أحمد ياسين يقدم النموذج والمثال). وأشار إلى أنه (إذا اغتيل الرمز فإن الفكرة باقية والإيمان مستمر والكفاح سيتصاعد إلى حين تحقيق الهدف وهو تحرير فلسطين) مستحضرا بالمناسبة (استشهاد محمد عباس )أبو العباس ( في سجن أمريكي بالعراق).
وفي كلمة له بالمناسبة دعا السياسي المغربي أبو بكر القادري إلى الاستمرار في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية المقدسة التي يعتبرها المغاربة قضيتهم القومية الأولى معربا عن (تعازيه وتهانيه في الوقت ذاته) في استشهاد الشيخ أحمد ياسين، كما اعتبر حسن نجمي رئيس اتحاد كتاب المغرب, الذي قدم الشاعر الفلسطيني, أن سميح القاسم هو (أحد أركان القصيدة العربية الحديثة) فهو (يغرس جذوره في أرض الجليل مثل زيتونها الشامخ.. وكأنه يقول نحن هنا في أرضنا, وسنبقى).
أما الأستاذان محمد بن جلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني, وعبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية فقد استعرضا الجهود المبذولة لدعم الشعب الفلسطيني ومساندة كفاحه المشروع لاسترجاع حقوقه المهدورة فيما تحدث مصطفى بغداد الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة عن ظروف دعوة الشاعر الفلسطيني لزيارة المغرب والالتقاء بمحبي شعره.
