DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

السماح للطفل باختيار لعبته ينمي قدراته

آباء يصادرون حق أولادهم في اختيار الألعاب

السماح للطفل باختيار لعبته ينمي قدراته
 السماح للطفل باختيار لعبته ينمي قدراته
أخبار متعلقة
 
إتاحة الفرصة للأطفال لاختيار ألعابهم بأنفسهم، مع التدخل البسيط إن دعت الحاجة إلى ذلك من الوالدين، تساهم في تطوير المهارات العقلية، الجسمية، الإدراكية، الاجتماعية والنفسية لدى الطفل، بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، والاختيار الصحيح، ومعرفة المفيد، من الضار. قد يخطئ أطفالنا في اختيار ألعابهم، لتدخل عنصر الجذب والتشويق في الكثير من الألعاب الخطرة. لذا تسأل (اليوم) من يختار لعب الأطفال؟ الوالدان أم الطفل؟ ولماذا؟ وما الأثر النفسي، والاجتماعي الذي يعود على الطفل جراء هذا الاختيار؟ كان للأطفال رأيهم في من يختار لعبهم. فمنهم من نفى تدخل والديه في اختيار لعبته، معللا ذلك بملكيته الخاصة للعبة، بالإضافة إلى ذوقه الخاص، ومنهم من يرضخ لقرارات والديه، ويقبل ما يجلبونه له دون أي تدخل منه. أمهات الأطفال، والأخصائيات شاركن أيضاً في هذا الاستطلاع: نحن نختار عندما سألنا الطفل عبد الله فهد القحطاني (6سنوات) من يختار لعبك؟ أجاب: أختارها أنا، ثم أعرضها على والديّ، لكي أستفيد من آرائهما، لتجنب شراء لعبة مشابهة لها، أو اختيار لعبة جامدة بدون فائدة. ولكي أستفسر عن مبلغ اللعبة، إذا كان مناسبا لوالدي. وأنا أحب أن أختارها بنفسي، لأن ذلك يشعرني بالمسئولية واحترم والديّ لرأيي، إلا إذا كانت اللعبة مفاجأة أو هدية من والديّ بمناسبة العيد، فإنني لا أتدخل في اختيارها، بل تزيد من فرحتي بها وحرصي عليها. وتشاركه في الرأي الطفلة لمى القطيفي (6سنوات)، حيث قالت: أحب أن أختار لعبتي بنفسي، لتكون حسب مزاجي، وأنا أختار اللعبة التي أحبها. الكبار أبخص أما نورة عبدالله السويلم (11 سنة)، فهي تقريباً عكس سابقيها، تقول: لأنني طفلة، وأريد أن أمتلك جميع الألعاب فإن والديّ يعرفان الألعاب التي تنفعني ولا تضرني.. وتضيف: أنا لا أتدخل في اختيار ألعابي، وأقبل بما يختاره لي والديّ. أما أخوها الطفل عمر عبدالله السويلم (8 سنوات) فنفى تدخل والديه في اختيار ألعابه.. يقول: أنا الذي أختار لعبي بنفسي، لأنني سوف العب بها، وليس والديّ، واختياري لها من باب إعجابي الشديد بها. وتؤكد نورة جابر المري (6سنوات) أنها من تختار لعبها.. وتبرر ذلك بالقول: لأنها لعبتي، وأنا حرة في اختيارها، ولكي أختار لعبة حلوة وأخذ ألعاب كثيرة مثل العرائس. أما الطفلة وجدان صالح المري (10سنوات) فتقول: أحب أن تختار لعبي أمي الحبيبة، لأنها هي التي تشتري ألعابي، وهي تعرف أن تختار الألعاب التي تناسب سنيّ. الاختيار المشترك تراوحت آراء أمهات الأطفال بين التأييد لرأي أطفالهن، وفتح المجال لهم لاختيار ألعابهم بأنفسهم مع التدخل البسيط، والرفض وبشدة ذلك، لأنهم يرون أن الطفل لا يعرف اختيار المفيد. تقول هديل سعد (بنت أخت الطفلة لمى القطيفي): كون ابنتي صغيرة في السن (سنتين)، لذلك لا تختار ألعابها بنفسها، بل غالبا ما يختارها والدها، لكثرة تسوقه ومروره بالمحلات التجارية، وإطلاعه على ألعاب بأشكال مختلفة وذات فوائد تعليمية، تجعله يقبل على شرائها، كما أنني عندما أرى لطفلتي لعبة مفيدة أطلب من والدها شرائها. كما تعتقد هديل أن الاختيار المشترك أكثر فائدة للطفل، لأن الطفل سيختار اللعبة التي تعجبه، والأب والأم يريان بعد ذلك مدى مناسبتها لسنه وفائدتها له، بالإضافة إلى قلة أضرارها ومخاطرها على الطفل. تنمية روح الاستقلال وترى تركية فهد القحطاني (والدة الطفل عبدالله القحطاني) أن يختار الطفل ألعابه بنفسه، لأنه كلما أختار الطفل ألعابه بنفسه كلما استطاع الحفاظ عليها والاستمتاع بها أكثر. أو أن يختارها الوالدان، ولكن برفقة الطفل، لمساعدته على اختيار لعبة غير موجودة لديه سابقا، أو اختيار المفيد والمناسب لعمره، على أن يكون القرار الأخير للطفل. فهذا يشعر الطفل باستقلاله برأيه، واعتماده على نفسه في اقتناء احتياجاته، ومن ثم حصرها.. وذلك مما يدخل السعادة والفرح على الطفل، وهذا في رأيي الشخصي هو الهدف الأساسي من شراء اللعبة. لا يزال صغيراً وتؤكد خلود محمد ان ابنها لا يتدخل في اختيار ألعابه، وتبرر ذلك بالقول: لأنه لا يزال صغيرا في نظري، ولا يستطيع أن يختار المناسب له، فالأطفال عادة يحبون تملك كل شيء، وكل لعبة يريد امتلاكها، سواء كانت ضارة أو غير ضارة، لذلك لا أمنح طفلي فرصة اختيار ألعابه، بل أختارها له بنفسي، وعموما طفلي يفرح بكل لعبة أشتريها له. أما سميرة صالح فرأت أن يختار الوالدان ألعاب أطفالهم، لأنهم هم الأكثر وعيا بمدى مناسبة اللعبة لسن أطفالهم، وأن لا يترك الحبل على الغارب للأطفال، في اختيار ما يريدون، لأنه من المتحمل أن يختار لعبة تفوق سنه، أو أن تكون ضارة. الثقة بالنفس وترى المرشدة الطلابية صفاء أبو النور ان من الأفضل ان يختار الطفل ألعابه بنفسه.. وتبرر ذلك بالقول: هذا ينمي لديه الثقة بالنفس، وعدم الاعتماد على الآخرين، لينشأ قادرا على اتخاذ القرارات الصادقة والصحيحة. ولكن المرشدة أبو النور تستدرك بالقول: هذا لا يعني إهمال توجيهات الوالدين، فنجد أن توجيه الوالدين للطفل لاختيار الألعاب المفيدة، التي تنمي عند الطفل القدرات العقلية والإدراكية والاجتماعية، مع إرشاده للابتعاد عن الألعاب الخطرة، إلا أن الطفل في حاجة إلى عنصر المفاجأة من الآخرين، خاصة الوالدين، في اختيار لعبه، في أوقات الأعياد والنجاح.. مضيفة: الطفل كائن منتم بالأصل، وليس بالتطبع، وتبرز نواة هذه الهوية الاجتماعية بعد سن الثالثة، فبسبب وجود التصنيع وارتفاع ثمن هذه الألعاب وشهرتها، بسبب الدعايات الكثيرة المنتشرة حولها في وسائل الإعلام يصبح تأثيرها على أطفالنا كبير، فهي تساهم في تكوين الإنسان النموذج، ونمط الحياة النموذجي بالنسبة للطفل، مع كل ما يرافق ذلك من كماليات. وتضيف أبو النور: لما كان طفلنا هذا لا يجد أمامه بديلا يمثل نمط حياته، يتعرف إليه، وبنفس المستوى المؤثر، فتنطلق نظرته إلى المجتمع من حوله من نفس المقاييس أو الصورة التي رسخت في ذهنه عن الحياة الفضلى، من خلال هذه الألعاب، بل إنه يقارن بينها، فينفر من واقعه، لأنه لا يتطابق مع هذه الصورة، بل هو دون مستواها، ومن هنا يبدأ التغريب. تجسيد الطبقية الاجتماعية وترى أبو النور ان أطفالنا لا يتعرضون جميعهم إلى نفس التأثير، إذ إنهم يلعبون حسب وضع أهلهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، فالأطفال من أبناء الميسورين يقتنون أغلى الألعاب، وأفضلها من النواحي التربوية والإنتاجية، ورغم أنهم بسبب تأثير هذه ينمون بشكل أفضل من غيرهم فإنهم يتعرضون، بسبب وجود هذه الألعاب في أعلى درجات التغريب، بينما يقتني أطفال الفئات محدودة الدخل في المدن والأرياف الألعاب الزهيدة الثمن، ذات المستوى الأدنى من الناحية التربوية والإنتاجية، فيتعرضون لتغريب أقل. أما أطفال فقراء الريف والمدينة فهم إذا لعبوا فيلعبون ألعابا شعبية، موادها من بيئتهم، ولما كانت الألعاب الشعبية هي تعبير عن ثقافة المجتمع والبيئة التي أنتجتها، فمن خلالها يتم نقل ثقافة المجتمع، فالأطفال الفقراء والأقل علما يصبحون أكثر التصاقا بثقافة مجتمعهم، وأكثر تعبيرا عنها. والألعاب الشعبية تساهم في تطوير مهارات ومدارك الأطفال، وينغرس لدى الطفل حب الانتماء والولاء للجماعة. التطور الزمني للألعاب وترى الأخصائية النفسية هيفاء العسيف ان من الأفضل ان يختار الطفل ألعابه بنفسه، لأن الطفل ينهمك منذ بدايات حياته في ورشة كبرى، هي بناء مشروعه اللاوجودي، من خلال تحقيق إمكاناته، فالطفل كائن باحث مثابر على المعرفة منذ شهوره الأولى، مزود بغريزة حب الاستطلاع، ويمتلك خيالا واسعا. وتضرب الأخصائية النفسية العسيف مثالا: في السابق عادة الصغار يصنعون ألعابهم بأيديهم من عناصر البيئة التي يعيشون فيها، فكانت تدريبا لهم لأخذ دورهم في هذه الحياة، ففي بلادنا عندما يضع طفل قصبة صغيرة بين فخذيه، ويمسك بيده عصا قصيرة، ويضرب بها هذه القصبة، ويقلد صهيل الحصان، فهذا تعبير عن حب الفروسية، وتمجيد الفرسان في حياة أهل الجزيرة، وقد أستبدل أطفال اليوم هذه اللعبة بإطار يديرونه، ويحاكون بصوتهم دوي السيارة ودورانها وقيادتها، فالسيارة حلت محل الجواد، وحل سائق السيارة محل الفارس. ولكن لا يمنع من توجيه وتحصين الوالدين لطفلهم في اختيار ألعابه. وبينت الأخصائية العسيف الأثر النفسي الذي يعود على الطفل جراء اختيار الوالدين للعبه، أو اختياره للعبه بنفسه، حيث قالت: يساهم اختيار الوالدين للعبة الطفل في تطوير وتنمية خياله ومعارفه، والتعرف على شخصيته واكتشافها، بالإضافة إلى التعرف على طريقة تفكيره وتقوية الارتباط العاطفي بين أفراد الأسرة، كذلك حتى لا يفتقد الطفل عنصر المفاجأة في إعطائه للعبه، وإدخال السرور والبهجة على نفسه، وتدعيم هوية الطفل، حتى لا يفتقده في هذا العالم المتفتح في الوقت الحالي. كما أنه يدعم ثقة الطفل بنفسه، وتقدير ذاته والتعبير عنها، بالإضافة إلى تعليمه الصواب والخطأ، كما أنه يحاكي الطفل في ألعابه ميوله ورغباته وتطلعاته في المستقبل، ووضع الطفل على عتبات تحمل المسؤولية في الحياة. كذلك من خلال اللعب يعالج الطفل نفسه، ويخفف من أزماته، ويستعيد شيئا من توازنه، حيث أن الطفل يسقط على أبطال ألعابه مختلف صراعاته ونزواته. الاختيار على أسس وتشير الأخصائية النفسية خلود سلمان الدبيسي إلى أنه عندما يكون الطفل في الأشهر الأولى من العمر، تقوم الأم هي بالاختيار الألعاب، لأن الأب لم يتعرف على أنواع الألعاب التي تناسب طفله الأول، أو نسي إذا كان في طفله الثاني، لأن الأب قليل اللعب مع طفله في هذه المرحلة من العمر. أما الأم فتختار هذه اللعبة على عدة أسس أولها أن يكف الطفل عن البكاء، أو لتثير انتباهه، أو لتقيس قدراته البصرية أو السمعية، وأيضا اللمسية، بمسك الألعاب، ويحركها للعب بها، فتصب لديه مادة اكتشافية، يحب أن يستمر الطفل في اكتشافها، فتصبح مادة لعب لديه. وبعد هذه المرحلة يختار الوالدان الألعاب التي تناسب الطفل من الناحية العمرية والعقلية ومخاطرها، وكيف يستفيد الطفل منها، لينمي مهاراته الحركية والعقلية. وأيضا ميول الطفل البسيطة وقدراته. وقد تبدأ لدى الطفل بعد هذه المرحلة من سن سنتين بشكل واضح، الناحية الاختيارية لدى الطفل، ويختارها على عدة أسس، قد لا ينظر الوالدان لها، وهي مادة اللعب، على حسب اهتماماته وانجذابه، أو على أنها مواد شبيه بأغراض أبيه أو أمه، أو مثل طفل آخر، أو أسباب أخرى. وتنصح الدبيسي الوالدين بما يجب فعله، في اختيار طفلهما، وهي أن ينظروا إلى التالي: نوعية اللعبة هل هي صالحة لسنه أم لا، والنظر إلى مخاطرها، مثلا أجزائها حرة، ماذا يتعلم منها؟ هل هي مناسبة له؟ ويمكن أيضا مشاركة أطفال آخرين معه. فإذا وجدت هذه الأسباب أو أسباب أخرى يقدرها الوالدان هنا يقال كيف يمكن أن يمنع الوالدان الطفل من أخذ هذه اللعبة، دون أن يتسبب في حدوث مشكلة؟ مثلا مساعدة الطفل وإقناعه بلعبة أخرى بالإغراء أي توضيح له فضائل وجماليات هذه اللعبة ومساوئ اللعبة الأخرى (البديل الأفضل أو البديل المضاعف)، إذا كان طفلا صغيراً، يمكن للأب أن لا يشتري اللعبة، ويشتري له لعبة من النوعية التي يحبها، وعندما يسأل الطفل عنها يقال له البائع نسيها، وفي المرة الثانية نشتريها، أي يبحث الوالدان عن وسيلة لا تجعل الطفل يصر على اللعبة، أو تجعله يفهم أنه لا يستطيع الاختيار. لأن اختيار الطفل له أهمية عالية، تجعله ينمي قدرته على الاعتماد على الذات، كما أن الاختيار المشترك من جميع الأطراف في المراحل العمرية للطفل تجعله أفضل حتى لا يتعلم أخذ ما يريد. خصائص نمو الطفل وتشاركها في الرأي الأخصائية النفسية رشا الزمام، تقول: منذ ان يكون عمر الطفل 5 سنوات يجب ان يختار ألعابه الكبار (والد أو والدة الطفل)، لأنهما يعتمدان في اختيارهما على خصائص نمو الطفل عموما، وما يستوجب فيها النمو الحركي والعقلي بشكل عام، ومن ثم في سن 3 إلى 5 سنوات تزيد في ألعاب التشكيل والبناء والتركيب، كلما كبر الطفل. فالألعاب تتصف عموماً بأنها ابتكارية وفنية وبنائية وإيقاعية موسيقية وعقلية، وتعمل على تدريب قوى الطفل، وتنمية مهاراته الجسمية، وتؤدي هذه اللعب دورا كبيرا في نقل تفكير الطفل من التفكير الحي إلى التفكير التجريدي والتصوري، كما تعمل على توضيح المفاهيم، وتفسير بعض الرموز للطفل، من خلال عمل الأشياء بيديه. وتشير الزمام إلى 3 ملاحظات هامة عند اختيار اللعب للطفل، وهي أنه ليست هناك ضرورة عند الطفل بأن تكون اللعبة ثمينة، الذي يهم الطفل أن تساعده اللعبة على اختبارها وتركيبها (وربما الأفضل أن يصنعوها بأنفسهم في سن معينة، أو أن يمارسوها في الهواء الطلق.. وتوضح الزمام أمثلة على ذلك: كاللعب بالرمل وبأدوات الرمل على الشاطئ، وهي استخدام مواد خام طبيعية، بالإضافة إلى أنه يمكن توفير مواد الخام في المنزل، وتصنيع الكثير من اللعب في المنزل، وبأسعار زهيدة، إذا تعلم الأهل تصنيعها، مثلا الألوان غير المضرة، التي لا تصبغ الجسم، أو تسبب له الحساسية، كوضعها بالبانيو أثناء استحمامه، لأنه ينبهر بالألوان، وبالتالي يستفيد بالتعرف عليها. كما ينصح بالتعاون الجماعي في توفير الألعاب المكلفة مثل (المراجيح، ألعاب التسلق، تنظيم حديقة لتخدم أطفال الأسرة الواحدة لكثيرين من مراحل عمر مختلفة. وتختم الأخصائية النفسية الزمام بالتأكيد على أن عملية اختيار اللعب والألعاب عملية ليست سهلة، لأنها تخضع لعدد من الشروط والمواصفات والإرشادات الجديرة بالمعرفة والإطلاع، حتى لا تكون عملية الاختيار غير مجدية، أو تكون مضيعة للوقت والجهد والمال بدون طائل.