DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

آثار احدى العمليات الارهابية

ما حدث منطلقات فكرية خاطئة وفهم قاصر للمقاصد الشرعية

آثار احدى العمليات الارهابية
أخبار متعلقة
 
تبرهن الأحداث الأخيرة في مجمع المحيا بالرياض على إصرار التائهين على مواصلة المضى في طريقهم الموغل بسفك الدماء وإزهاق الأرواح رغم كل الدعوات الصادقة من كافة شرائح المجتمع لإيقاف العنف والاستماع إلى صوت العقل والحق والعدالة. إلا أن هذه الفئة التي تشربت الإرهاب فكراً لم تعد تفهم غير الحوار بدوى القنابل والسير وسط الأحزمة الناسفة والعيش في الخفاء وحبك الدسائس والمؤامرات حتى اختلطت رائحة البارود بروحانية الشهر الكريم وصوت الانفجارات بقنوت المصلين في ليلة خسف فيها القمر واتجهت الجموع لأداء السنة المؤكدة. وقد أجمعت طبقات المجتمع وفئاته على شجب وإدانة ما حدث لأنه لا يتفق اثنان على غير ذلك وهو موقف أيده عدد من المثقفين والذين تناولوا الأحداث بصفتها قضية فكرية في صلبها بين التصحيح والانحراف ودعوا إلى دراسة منابع العمليات الدموية وإيجاد الحلول الآنية والمستقبلية لنبذ العنف وعودة الأمن والاستقرار عبر مجالات تصحيحية مختلفة لا تعنى بالضرورة خطأ ما كنا عليه. ( قتل الأبرياء) أكد الدكتور منصور الحازمي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود أن ما يحدث في بلادنا هو الإرهاب الحقيقي لأنه قتل أبرياء بدون مبرر. ( استغلال) وفرق الحازمي بين الإرهاب الحقيقي والإرهاب المزيف المزعوم من أمريكا ضد المقاومين العراقيين أو من إسرائيل ضد المدافعين عن أراضيهم المحتلة مشيراً إلى تخوفه من استغلال هذا المصطلح بشكل عشوائي تذهب فيه دماء أبرياء ليس لهم علاقة من قبل القوى الصهيونية. ( عقول متخلفة) وأوضح الحازمي أن المنطلقات الفكرية والثقافية التي يقوم عليها أولئك الإرهابيون ليس لها جانب من الفهم السليم ولا تقوم على أدلة واضحة بقدر ما تتكىء على شبهات لا توجد إلا في عقولهم المتخلفة. ( فتح الملفات) ودعا الحازمي إلى نبذ التطرف بكافة جوانبه والتأكيد على الأهداف الإنسانية العالمية لهذا الدين إضافة إلى فتح الملفات والبحث في الأشياء المدفونة ومعالجة كل السلبيات بكافة جوانبها عن طريق الدراسة الجادة المستفيضة للجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية. ( سلوك غريب) ويرى الدكتور عبد الله عسيلان رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة أن ما حدث يدعو إلى الغرابة والدهشة لأن هذا سلوك غريب عن هذه البلاد وعن أبنائها وهو سلوك عدواني ونهج إجرامي لا يرتضيه لا دين ولا منطق. ( إراقة الدماء) وقال عسيلان: ان الدين الإسلامي يرفض السلوك الإجرامي والعدواني الذي يتجه إلى إراقة الدماء وإزهاق الأرواح البريئة ومن يتأمل فيما حدث يدرك أنه صدر عن أناس لا يعرفون حقيقة ما يدعو إليه الإسلام من صيانة النفس وتحريم إراقة الدماء والنصوص من القرآن والسنة في ذلك كثيرة. ( إيقاظ الضمير) وأهاب عسيلان بكل من تسول له نفسه الاقدام على هذا العمل بأن يراجع نفسه ويوقظ في ضميره الإحساس الذي يدعو إليه الدين من حيث الرأفة والرحمة والسماحة ولين الجانب واستشعار فظاعة الجرم الذي يقدم عليه. ( التنوير) وبين رئيس أدبي المدينة المنورة أن توعية الشباب والأبناء وإبعادهم عن المأزق والمسالك التي تؤدي بهم إلى ما نراه اليوم من استخدام العنف وحياكة المؤامرات والعمل في الخفاء واجب العلماء والإعلاميين والجامعات وكل مؤسسات المجتمع. ( احتواء) وأشار عسيلان إلى أهمية احتواء هذه الأفكار في بداياتها والتعرف على أصولها وجذورها مع مناقشة الشباب ومحاولة تأكيد القيم الفاضلة الصحيحة وتصحيح المسار المنحرف الذي ولد مثل هذه التصرفات على أن تكون المواجهة مهمة واجبة لمثل هذه التحديات. ( نجاح) وأضاف الأحمد أن مثل هذه الأعمال لا تؤكد إلا نجاح المملكة وتقدمها بين مصاف الأمم بفضل تطبيق الشريعة وإقامة الحدود. ( بناء المجتمع) وأشار الأحمد إلى أن المسؤولية تقع على أكتاف الجميع من أفراد ومؤسسات فالمسجد مطالب بدور وكذلك المدرسة ووسائل الإعلام والجامعات والكليات الأمنية ولا مجال للتردد أو التنازل أو حتى التهاون في أي دور من الأدوار ضمن كتلة بناء المجتمع. ( جهات فاعلة) وابدى الأحمد استغرابه من مواقف بعض الجهات الفعالة حيث يقول لقد كان الشريط الإسلامي منتشراً يشحن الهمم تجاه الجهاد الأفغاني ضد الروس بالتآزر مع المنابر والخطب والمتحدثين فالآن الوقت أولى والفعل أهم تجاه ما نراه في بلادنا. ( دراسة الإرهاب) وأوضح الأحمد أن كل الدول في العالم التي تعرضت لاعمال إرهابية لم تنشأ تلك الأعمال بين يوم وليلة بل نتيجة عوامل كثيرة قد تكون مختبئة أو منتشرة في أفراد قلائل تتيح الفرصة لتحول جزء من المجتمع إلى قنابل موقوتة تنفجر لتقتل إخوانهم وأبناء جلدتهم. وأشار الأحمد إلى إمكانية دراسة العوامل الحافزة لهؤلاء المجموعات مع الإسهاب في دراسة الإرهاب بكافة صوره ومجالاته والاستفادة من بعض الدراسات لدى دول أخرى .. (مقاومة) وأكد الأحمد أنه لا يعلو صوت على صوت مقاومة الإرهابيين ويجب مقاومة المعتدين منهم بالسيف وأفواه البنادق حتى يعودوا إلى جادة الصواب مع الاشارة إلى أن نسخة الأمل موجودة حينما يتنازلون ويسلمون أنفسهم لولاة الأمر . (البندقية والسيف) وعن إمكانية الحوار مع هؤلاء القتلة يقول الدكتور أبو بكر محمد رئيس قسم الاعلام بجامعة الملك سعود أنه لا مجال للحوار مع مثل هؤلاء الذين لا يرضون إلا بالتفجير وقتل الأبرياء بل نقابلهم بالبندقية والسيف لأن الحوار لا ينفع مع جبهة لا أهداف لها ولا سياسة وتتخذ من الإسلام ديناً لها إدعاءً لا حقيقة. (مياه عكرة) وأضاف د. أبو بكر أن الإرهاب دخيل على بلادنا ومجتمعنا السعودي في ظل نعم الأمن والأمان والطمأنينة والاحترام المتبادل والتراحم بين أفراده إضافة إلى ما تقدمه الدولة من أعمال لخدمة المواطن. وأكد د. أبو بكر على عدم التعاطف مع أولئك الذين يريدون التدمير أو التعامل معهم لأنهم أناس يحاولون الاصطياد في الماء العكر ويخلطون ما بين المصالح الشخصية والدين . (فراغ فكري) وأشار د.أبو بكر إلى أهمية الإصلاح الذي بدأت خطواته ومخاطبة الناشئة وتلمس حاجاتهم وعدم تركهم للأغواءات الفارغة أو للتأثير والوهم بقيم الجنة وحورها العين مقابل قتل الأبرياء إضافة إلى ملء أوقات الفراغ لدى الشباب من خلال إيجاد وظائف وتجاوز الشعور بالفراغ الفكري . (نواتج الفكر) ويرى الدكتور عبد الله صالح العريني عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض أن السلوك دائماً ناتج من نواتج الفكر فالسلوك الأخلاقي الكريم هو ناتج من الفكر الأخلاقي السليم المستمد قيمه من الشرع الحنيف والسلوك الشاذ المنحرف هو ناتج من نواتج الفكر المريض . (صور بشعة) وأشار العريني إلى أن حوادث الإرهاب التي حدثت في بلادنا ناتج عن نظرات خاطئة وأفكار منحرفة فجاءت تطبيقاتها في صور بشعة تروع الآمنين وتهدر الدماء بغير حق. (السلام والتسامح) وأوضح العريني أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والسلام حتى أنه جعل تحية اللقاء هي السلام والتي تشعر بالأمن والطمأنينة والاستقرار. (غطاء روحي) وبين الدكتور العريني أن مثل هذه الحوادث تقع في بلدان لا تستظل بغطاء روحي صحيح لكنه أمر مستغرب على بلاد الإسلام مما يؤكد أن الارهاب غريب الوجه واليد واللسان. (إغاثة) وأشار العريني إلى ما تقدمه المملكة من مد يد العون والمساعدة في كل الكوارث الطبيعية التي تصاب لها بلدان العالم وكذلك على مستوى المؤسسات الإنسانية وإغاثة المحتاجين. حرية الثقافة وأكد العريني أن مسؤولية المثقف لا تختلف عن مسؤولية أي مواطن في أي موقع على هذه الأرض الطيبة فهو مطالب بحماية الفكر من تأثير الاتجاهات المنحرفة التي تتخذ من فكرة حرية الثقافة معبراً لها إلى حياتنا لتحيل ادباءنا إلى مجموعات متفرقة تتباين مواقفها وآراءها واتجاهاتها وأن الحزام الأمني للحياة الإنسانية في مظلة الوعي الإسلامي الصحيح الذي يفوت الفرصة على كل متربص من الداخل والخارج . أسئلة جوهرية يقول الدكتور عالي القرشي انه لا يمكن استيعاب ما يحدث وما يدور من حولنا في ظل غياب المعلومة التي تجيب عن الأسئلة الجوهرية في معرفة ماذا يريد هؤلاء وما هي دوافعهم ؟! لذا فلا نستطيع التكهن بشيء . تلاحم وأضاف القرشي أن هذه الأحداث وضعتنا وجهاً لوجه أمام أحداث غريبة على المجتمع وعلى تلاحمنا ووحدتنا وهي بحاجة إلى دراسة ووعي بها وتحليل الأمور تحليلاً دقيقاً بأخذ أبعاد مختلفة من خلال إعادة النظر في أمور كثيرة . الشاب العامل وحدد القرشي بعض الجوانب التي تحتاج إلى إعادة نظر كتكوين دعاة وفق حاجات نابعة من حاجات المجتمع فنحن نحتاج الشاب العامل الذي يؤدي واجباته ولا يأنف من الوفاء بحاجات الأسرة والمجتمع . مواجهة الحياة وعن مجال التربية والتعليم يقول القرشي انها مازالت تسير وفق نمط واحد منذ المراحل الابتدائية وحتى التعليم الجامعي متناسية كثيرا من الأسس التربوية من فروق فردية ومواجهة الحياة بتأهيل مناسب . قيم سلبية وأضاف القرشي أن ما حدث من غفلة سابقة في استدعاء العمالة بشكل كثيف إلى سوق العمل وجعل الأسرة تعتمد عليهم في أغلب المهن أدى إلى ظهور قيم سلبية كالاتكاء والاعتماد على الغير كونه إنساناً مخدوماً لذا وجب تنحية هذه الفكرة جانباً والتأكيد على أن الإنسان لا قيمة له إلا بالعمل والإنتاج حتى لا نصل إلى الأنفة من العمل والاعتماد على الارتزاق المهني حيث أن كثيرا من المجتمعات تعلم ابناءها العمل جنبا إلى جنب مع آبائهم. شجاعة التغيير وبين القرشي أن هذه التغيير الذي يجب أن يحدث يحتاج إلى شجاعة ومسؤولية فالدعاة يتم تأهيلهم تأهيلاً صحيحاً والجوانب الاقتصادية تعالج بشكل مناسب مع تغيير بعض الأنظمة والقوانين في أمور الاستقدام والغلاء الفاحش وبث قيم العمل واحترام الآخرين . لحظات حرجة ويرى الدكتور حسن النعمي أن الأمم تتعرض إلى لحظات حرجة في تاريخها وتحتاج إلى قدر كبير من الحكمة والتبصر لمعالجة تداعياتها. ويضيف أن ما يحدث في مجتمعنا من حوادث قتل وتدمير يدفعنا إلى التبصر في أسباب هذه الظاهرة لأنها تحولت إلى مشكلة تهدد الأمن وتزعزع الاستقرار . وأكد النعمي أن علاج هذه الظاهرة ليس يسيراً ولكنه غير مستحيل وذلك من خلال منهجية علمية بعيدة عن المواقف العاطفية التي قد توصلنا إلى أغوار أبعد في عمق هذه الأزمة . معالجة ويشير النعمي إلى أهمية التفكير ملياً في المقدمات قبل النتائج والتي تظل من مسؤوليتنا بحيث تسند دراستها وتحليل معطياتها إلى المختصين من علماء دين واجتماع واقتصاد وسياسة لوضع استراتيجيات للتحليل والعمل من أجل الوقوف على الجذور ومن ثم المعالجة الفكرية والاجتماعية والسياسية مع التعويل على النواحي الأمنية إذا ما لزم الأمر . عوامل مختلفة وأكد النعمي خطورة تراكم الأزمة إذا لم تعالج قضاياها المختلفة ومن أهمها العامل الاقتصادي للأفراد والأسر والذي يقترب كثيراً من العامل الاجتماعي ومشاكله الجمة. وأوضح النعمي أهمية إعادة بيان المقاصد الشرعية في كثير من القضايا وخاصة فيما يتعلق منها بالعلاقة مع الآخر والاعتراف بوجوده .