بعد ايام معدودات من وقوع العمل الارهابي بالمحيا غرب الرياض وقع عمل آخر في اسطنبول خلف العديد من الضحايا والمصابين، وقبل الحدثين وقعت احداث مماثلة في العديد من الدول الغربية والشرقية سقط على اثرها مئات الابرياء من الاطفال والنساء والرجال ضمن عمليات متصلة لأخطبوط الارهاب الذي مازال ينتشر في امصار واقطار متعددة من هذه الارض كان اعنفها ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر 2001م بالولايات المتحدة وتداعياته الخطيرة التي ما برحت قائمة بانعكاساتها السلبية على علاقات الولايات المتحدة بالعديد من دول العالم، ويبدو ان الوقت قد ازف للعودة الى الدعوة الصادقة التي اطلقتها المملكة قبل انفجار البرجين الامريكيين وقبل العديد من الاحداث الارهابية المأساوية التي عانى وما زال يعاني العالم منها الامرين، وهي الدعوة المتمحورة في انشاء استراتيجية دولية جماعية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة التي لا دين لها ولا جنس ولا مكان ولا زمان، فمرتكبوها لا يعتنقون أي دين ولا يعترفون بأي عرف او قانون او مبادىء اخلاقية او انسانية، فهم مجردون تماما من كل هذه الاسس، ومغيبون عن العقل، وجل همهم ينحصر في إزهاق المزيد من الارواح وترويع الآمنين وهدم المنجزات الحضارية للمجتمعات البشرية دون استثناء، وإزاء ذلك فان المكافحة لابد ان تتحول من فرديتها الحالية الى عمل دولي جماعي تشترك في بلورته وتحويله الى واقع مشهود على الارض كافة دول العالم دون استثناء، فالاخطار تحدق بالجميع، وليست موجهة الى دولة بعينها، او مجتمعات بعينها، فما حدث في المملكة وتركيا والولايات المتحدة قد يحدث مثله في أية دولة في العالم، ولهذا تجيء اهمية تلك الدعوة التي نادت بها المملكة، واهمية بحثها بجدية في ظل انتشار تلك الظاهرة وتزايد خطرها على كافة المجتمعات البشرية.
