عزيزي رئيس التحرير..
في وقت سابق قرأت مقالا في غاية الموضوعية للمحاضر في كلية الشريعة بالاحساء غازي المغلوث حول مفهوم المواطنة والذي تطرق في بعض جزئياته الى ضرورة تفعيل هذا المفهوم في اوساط الدعاة والعلماء وان تشتمل محاضراتهم وندواتهم على بعض جوانب هذا المفهوم واجد نفسي متفقا معه اتفاقا كاملا من خلال طرحه، خاصة اني وجدت ان عددا ليس بقليل من الناس يرون ان هذا المفهوم معدوم ومفقود عند طلبة العلم والمشايخ بل ان محاور احاديثهم نادرا ما تتطرق الى هذا الموضوع وتتحدث في هذا المجال ومازالت ذاكرتي تعود بي الى كلام وجهه لي احد الاخوة ومازالت تلك المقولة تسترعيني عندما قال لي: تجد ان بعض المفكرين وكثيرا من السياسيين لديهم مقالات كثيرة في هذا المفهوم ودعمه بكل وسائله وطرقه في حين نجد ان دور العلماء هنا محصور بعدد قليل محدود، ولعلي التمس العذر للكثير ممن غاب عنهم دور العلماء وطلبة العلم في تدعيم المواطنة، ولعلي احيل سبب غياب العلم بذلك الى قصور الدور الاعلامي في ابراز وجهة نظر العلماء في هذا المفهوم وسبل دعمها وقلما نشاهد ابراز ذلك الدور في الاوساط الاعلامية المنتشرة عبر شاشات التلفاز او في الاحاديث الحوارية الاذاعية على الرغم من تواجد عدد كبير من اولئك اللامعين افرد حوارات في ذلك والقى كلمات في ذلك ونجد ابرزهم في هذا المجال هو الشيخ سلمان العودة ومع ذلك نرى قصورا غير بسيط في ابراز حوارات الشيخ واحاديثه. مما يؤدي في النهاية الى ترسخ هذه الفكرة في عقل المواطن وتسيطر على جل تفكيره، فنهيب برجال الاعلام المتميزين الذين واصلوا ليلهم بنهارهم ودأبوا وابدعوا في عملهم واجتهدوا في ايصال الخبر والفائدة للمشاهد والمستمع ان يركزوا في حواراتهم مع علمائنا على طرح مثل تلك الموضوعات ونشر آراء ومقترحات المشايخ في هذا الخصوص بغية ايصال هذا المفهوم السامي الى فئة كبيرة من شرائح المجتمع خاصة اننا في زمن قد عصفت فيه الفتن من كل جهة ومن كل ناحية فعلى علمائنا الاجلاء ابراز هذا الفكر من خلال دروسهم ومواعظهم التي يدرسونها الناس ويعلمونها اياهم، والا نترك الحبل على الغارب لا ان يتشرب بعض اخواننا مفاهيم خاطئة من اناس يحملون فكرا ومنهجا خاطئا فان وجود المؤلفات والمصنفات التي تؤيد دعم المواطنة ومفهومها من شأنه ان يؤكد ان هذا المفهوم متواجد لديهم وقد دعموه بكل طاقاتهم وبعد ذلك يعود تركيزنا الى الاعلام فان الامر كله الان منصب عليه في تفعيل ونقل تميز هذه الفئة المباركة في دعمها لهذا المفهوم الغالي لدى الجميع. احمد خالد العبدالقادر الاحساء
