النقاط التي جاءت في حديث سمو ولي العهد لوكالة انترفاكس الروسية في اعقاب زيارته الناجحة لموسكو تؤكد على تمسك المملكة بثوابتها السياسية الراسخة التي ظلت متمسكة بها منذ عهد التأسيس حتى العهد الحاضر، وقد أثبت الزمن صحة تلك الثوابت وسلامتها وقدرتها الفائقة على حلحلة الأزمات والمعضلات الدولية والاقليمية بروح من التوازن والعقلانية وبعد النظر، فالمملكة حريصة على توثيق علاقاتها مع كافة دول العالم وحريصة على توظيف صداقاتها مع الدول الكبرى دائمة العضوية بمجلس الأمن وصاحبة القرارات الدولية النافذة لما فيه مصالح الامتين العربية والاسلامية، كما انها حريصة على مبدأ تعزيز الشراكة مع الدول الكبرى لما فيه تحقيق اكبر قدر ممكن من المصالح المشتركة بين المملكة وتلك الدول، وتحرص المملكة في الوقت ذاته على طرح مرئياتها من مختلف الأزمات العالقة وسعيها عبر قنوات التشاور والحوار كما هو الحال اثناء الزيارة التاريخية التي قام بها سمو ولي العهد لموسكو على تلمس مرئيات الدول الكبرى حيال تلك الازمات واهم ما يمور منها على الساحة حاليا الاوضاع الخطيرة التي يمر بها العراق، وازمة الشرق الاوسط التي مازالت بمرور الوقت تزداد تعقيدا وتشابكا، وظاهرة الارهاب التي مازالت تظهر بوجوه واساليب متعددة في كثير من دول الشرق والغرب، ويبدو واضحا للعيان ان المملكة قامت بطرح ثوابتها تلك في كل محفل وزيارة، فقد اكد سمو ولي العهد لأصدقائه الروس اهمية انفاذ خطة خارطة الطريق لتسوية النزاع في الشرق الاوسط وتفعيل تلك الخطة بوصفها تستهدف قيام دولة فلسطينية مستقلة وتعيد الامن والاستقرار لدول المنطقة، كما ان المملكة من جانب آخر مازالت تدعم كافة الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في العراق حفاظا على سيادة هذه الدولة وامنها ووحدتها الوطنية، ومازالت المملكة من ناحية اخرى تندد بظاهرة الارهاب وتدعو كما دعت دائما بأهمية مضاعفة التعاون والتنسيق بين اعضاء الاسرة الدولية لاحتواء تلك الظاهرة وتجفيف مصادرها لما تشكله من اخطار وخيمة على البشرية جمعاء وعلى استقرار دول العالم وأمنها وطمـأنينتها.
