DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مساء الأربعاء.. الكوكب الأحمر أعاد لقاء العصر الحجري

مساء الأربعاء.. الكوكب الأحمر أعاد لقاء العصر الحجري

مساء الأربعاء.. الكوكب الأحمر أعاد لقاء العصر الحجري
مساء الأربعاء.. الكوكب الأحمر أعاد لقاء العصر الحجري
إنه حقاً عالم مثير.. غامض، مثلما غموض الحياة وعوامل الميتافيزيقا.. ولكنه دليل أكثر جلاءً على القدرة الإلهية حكمة خلق الكون بهذه الصورة وبهذه المسيرة.. عندما اجتهد عالم مثل جاليليو وقال: (إن الأرض كروية) ثارت ثائرة الكنيسة في العصور الوسطى الأوروبية وعاقبوه بالموت حرقا.. فيما كان علماء عرب ومسلمون في حقبة تاريخية مقاربة يحققون أعلى الإنجازات العلمية والأدبية والثقافية.. التي استفاد منها الغرب وبنى نهضته عليها فيما بعد. لهذا، وقف إمبراطور فرنسا شارلمان مبهوراً أمام الساعة الرملية التي أهداه إياها عالم عربي ـ من المؤسف أن ذاكرة (عربي) مثله قد اهترأت ولم تعد تذكر اسمه ـ ولهذا قاد الملاح العماني أحمد بن ماجد سفن المستكشف ماجلان وهو يستطلع الهند الغربية، ولهذا استفاد العلم الحديث من ابن سينا في الطب وابن الهيثم في البصريات والرياضيات، وأثار أينشتاين دهشة العالم بالجاذبية مثلما صرخ أرشميدس قبل الميلاد (وجدتها) بقانون (الطفو).. فيما كان عربي آخر اسمه حسن الصباح ـ ليس زعيم الحشاشين المعروف ـ قد سبق الغرب باختراع التليفزيون ولكنهم هضموا حقه مرتين.. مرة عندما تجاهلوه، ومرة حينما قتلوه! @ @ @ عالم غريب.. ومثير ومتناقض، رغم أنه يتكامل وجدانيا ومعرفيا في نفس الوقت فبل أن تتبلور (العولمة) الأحادية الجانب، وقبل أن تنضح جدران الغرب بأفلام البورنو وعدسات الباباريتزي الفضولية ، كان هناك ـ ولا يزال ـ من يدعو للفضيلة ويحاول أن يستر العورة ولو ببعض التكنولوجيا! التكنولوجيا.. هذه التي عندما سمعها كبير قريتي الريفية اعتبرها رجساً من عمل الشيطان، بل لم يلبث أن طوّح بعصاه الغليظة فوق رأسي عندما حاولت أن أجادله وأقسم له أغلظ الأيمان ـ وأنا طفل الابتدائية ـ أن الأمريكيين فعلا (طلعوا القمر) ولكنه أشار بها إلى السماء وقال إذا كان هذا صحيحا فأين هم ؟ وقام منصرفاً لاعناً (المدارس) التي خربت عقول الصغار وهؤلاء (الأفندية) الذين جاءوا من المدن إلينا ليفسدونا (؟!) توفي الرجل مرتين.. ولم يصدق أبدا أن نيل آرمسترونج خطا بقدميه قفزا فوق سطح القمر، وعاد إلى الأرض سالما أكثر إيمانا بقدرة الله على الخلق .. تلك القدرة التي أنكرها رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين حين دار بمركبته في الفضاء، بينما لو استطاعت رائدة الفضاء الأولى (الكلبة لايكا) أن تنطق فربما اعترفت بالقدرة الإلهية. توفي لكن الفكر البشري لم يمت، ولو كان حيا حتى الآن لجرى وراءنا رشقا بالحجارة ـ ليس انتفاضة ـ لو سمع أن كوكب المريخ قد اقترب من الأرض، وأن العالم وقف مبهورا أمام تلك التكنولوجيا / الرجس التي حسبت مسافة الاقتراب وحددتها بحوالي 56 مليون كيلو متر، وهي المسافة الأقل تقريبا ويستطيعان أن يقتربا بها من بعضهما وتعادل 126 مرة المسافة التي تفصلنا عن القمر ، حيث سيبدو المريخ جسما برتقاليا لامعا في السماء المظلمة لعدة أسابيع.. ليفوق بريقه بريق أي جسم سماوي باستثناء القمر والزهرة. @ @ @ ليل الأربعاء الماضي، كانت المرة الأولى التي تواجهت فيها الأرض مع الكوكب الأحمر المثير في أفق العالم قبل 60 ألف عام.. يومها، كان العصر حجريا.. ولم يكن الإنسان مكتملا بالشكل الذي هو نحن عليه من العلم والمعرفة.. وكانت إرادة الله في الخلق تفوق خزعبلات فرويد وتفسيراته وشطحاته. ليل الأربعاء، كان المريخ في زيارة نادرة إلى عالمنا الأرضي ربما في رسالة علمية محددة وواضحة تحاول فك اللغز الذي أصبح حقيقة للعلماء ورجال الفلك .. بينما ما زالت التكنولوجيا ـ حتى الآن ـ عاجزة عن الهبوط على سطحه رغم أن مركبة (المريخ إكسبريس) الأوروبية وصلت إلى منتصف المسافة تقريبا بعد أن قطعت حوالي 24 مليون كيلومتر فيما لا يزال أمامها حوالي 32 مليون كيلومتر! ... أرقام مذهلة، أقطع بأن (الحاج محمد) نفسه لو كان حياً حتى الآن لفعل أكثر من تمزيق الجريدة.. وتحطيم التليفزيون.. الله يرحمه.. ويرحمنا أيضا!!

أخبار متعلقة