هل تلك حقيقة؟ أم أنها مقولة تجانبها الصحة؟ حيث يعلق الكثيرون في وصفهم لأدوار اللجان والهيئات الاستشارية في المنظومات الإدارية المختلفة، وعلى كافة المستويات، وتجدها في الهياكل التنظيمية تتبع بشكل مباشر لرئيس الجهاز، وتتكون من العديد من أصحاب الكفاءات المخضرمين وأصحاب الخبرات المتنوعة، الذين عملوا في عدد من التخصصات، ورغم قيام رئيس الجهاز بترشيحهم، إلا أن السواد الأعظم من رؤساء الأجهزة لا يرشحون أعضاء المجلس بواقعية، لأنهم يعتبرونها الرف الذي يحملون عليه أخطاءهم في الاختيار، أو يوجهون إليه من لا يحتملونه ويزعجهم في القيادة، لعدم توافقهم معه في الفكر والاتجاه الإداري، فالقائد إذا ما ظهرت له بوادر اختياره الخاطئ، لعدم وضعه الرجل المناسب في المكان المناسب، وطفت على السطح المخرجات السلبية لذلك الاختيار عمد إلى توجيهه إلى اللجنة الاستشارية، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يختلف معهم، وبذلك تكون قناعته بنتائج الاستشارات ضعيفة جدا، وتكون العلاقة بينهم مهزوزة لانعدام الثقة في قدراتهم. وقد يعتبرهم أنهم يحملون خبرة عام واحد، تكررت بسنوات خدمتهم، كما أنه على ثقة بأن أي معاملة ستحال إلى اللجنة ستلقى تذمرا من مساعديه، على اختلاف مستوياتهم الوظيفية، وحتى يحفظ الرئيس ماء الوجه فإنه يكلفهم بأمور روتينية، ويحيل إليهم معاملات عادية.
والأمر هين إذا كانت سنوات الخدمة طويلة، ولم يتبق سوى بضعة أعوام على التقاعد، لأنهم عبء على ذلك الجهاز، أما إذا كان العضو باللجنة في بداية السلم الوظيفي، فإن ذلك أمر ليس بالهين، لأنه سيكلف الجهاز الكثير والكثير، كما أن قرار توجيهه إلى اللجنة الاستشارية يجانبه الصواب، لأن قدراته الشابة يمكن توظيفها في مجال آخر. وهناك من يريد الخلود إلى الراحة، فيطلب إحالته على اللجنة الاستشارية، التي يعتبرها إحالة على التقاعد المبكر، لأنه لن يرى على مكتبه سوى الصحف، وأمامه مراسل مكتبي، يقدم له القهوة والشاي متى أراد.
وإذا كان هذا الرأي فإن هناك من اللجان الفاعلة التي تقدم استشارات رائعة وجميلة، وهذه لا تتحقق إلا إذا ابتعد رئيس الجهاز عن شروط الاختيار السابقة، واختار الأعضاء المستشارين بموضوعية، ووفق الخبرات، مع مراعاة التنوع في المجالات.
وفي اعتقادي أن المجالس الإدارية، التي تضم المساعدين ومديري الإدارات، تقوم بكل اقتدار في الاستشارات والمشاورات فيما بينها، وإذا أحتاج الأمر إلى رأي متخصص فإنها تحال إلى لجنة فاعلة، تشكل لذلك الغرض، حسب الاختصاص، حتى نحقق أن (المستشار.. يستشار). ونوقف التعليق الساخر للبعض، الذي يرى أن الموضوع الذي يراد قتله في المهد يحال إلى هيئه استشارية أو لجنة.
شمال شرق
مخيم (بوارق الخير) الذي يقام هذا الأسبوع من أجل تحقيق أهداف نبيلة ورائعة، وفق برامج طيبة، ولكن سؤالا محددا يتمثل في (هل حضرت الفئة الشابة المستهدفة؟) أم أننا نرى الشاب حسن السيرة والسلوك، الذي يعي بشكل كبير كل ما يوجه إليه. نعم أكون معكم صريحا في دعوتي للجان المنظمة، للعمل على جذب الشباب المتهور، الذي وظفته سمات المراهقة، ولم يوظفها هو، حتى نعمل على تقويم سلوكه، بالقول اللين والتوجيه الهادىء، ونشاركه همومه، لنأخذ بيده إلى واقع الصلاح والعطاء المثمر... وسلامتكم.
