شغل أوقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع والخير في دينهم ودنياهم أمر في غاية الأهمية خصوصاً في أوقات الفراغ وبالأخص في الاجازة الصيفية نظراً لطول مدتها وكثرة ملهياتها ومغرياتها لاسيما في زمن العولمة.. من أجل ذلك حرصت كثير من الجهات على ملء هذا الفراغ بما يعود على الناشئة والشباب بالنفع كالمراكز الصيفية والمخيمات والدورات الشرعية ودورات حفظ كتاب الله تعالى إلى غير ذلك من البرامج المفيدة في بلادنا حرسها الله، ومن تلك البرامج التي تعود على الشباب بالخير في الدنيا والاخرة الدورة الصيفية لحفظ كتاب الله التي نظمها جامع الحمراء بالمباركية، والتي اختتمت مؤخراً بإقامة حفل كرم فيه الحفظة لكتاب الله بحضور صاحب الفضيلة محمد بن زيد آل سليمان رئيس المحاكم الشرعية بالمنطقة الشرقية وعضو هيئة كبار العلماء حيث ألقى فضيلته كلمة ضافية بهذه المناسبة شكر فيها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لدعمها المتواصل لمثل هذه المشاريع وشكر فضيلته القائمين على هذا البرنامج وعلى رأسهم فضيلة الشيخ خالد السعيد القاضي بمحكمة بقيق المشرف على الدورة وحث فضيلته اولياء الأمور على وجوب متابعة الأبناء لاسيما في هذا الوقت الذي تكثر فيه الفتن والملهيات ودواعي الشر مؤكداً أن خير ما يحفظ به شبابنا حفظهم لكتاب الله وحث فضيلته الحفظة أن يواصلوا سيرهم المبارك في حفظ القرآن ومتابعته. وحول هذا البرنامج التقت اليوم بفضيلة الشيخ خالد السعيد المشرف على الدورة الصيفية المكثفة لحفظ القرآن الكريم بجامع الحمراء.
" حرص"
وفي بداية حديثه أكد الشيخ السعيد حرص ولاة الأمر على خدمة ونشر وطباعة وحفظ كتاب الله عز وجل ودعمهم للجمعيات وحلق حفظه وكل ما من شأنه خدمة القرآن الكريم.
" مشتركة"
وعن فكرة تنظيم الدورة أوضح الشيخ السعيد: أن الفكرة جاءت مشتركة لجهود أهل الخير الراغبين في خدمة كتاب الله وحفظ أوقات الشباب، حيث حرص جماعة جامع الحمراء على إقامة مثل هذه الدورة لكي يحفظ الشباب ما تيسر لهم من كتاب الله وقد آتت هذه الدورة ثمارها ولله الحمد، أما أهداف الدورة فبين المشرف على الدورة أن الأهداف تتلخص فيما يلي:
- شغل أوقات الشباب بما يعود عليهم بالخير في دينهم ودنياهم في هذه الإجازة الصيفية.
- تعلم وحفظ ومدارسة كتاب الله عز وجل.
- المساهمة مع المجتمع في بناء جيل واع متمسك بكتاب وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
- إعداد حفظة لكتاب الله متقنين حفظاً وتجويداً.
"140 دارساً"
وحول سير الدورة وفروعها تحدث الشيخ خالد قائلاً: لقد تم الاتفاق مع أساتذة أكفاء للقيام بالتعليم والتسميع وعددهم تسعة مدرسين قد دونت بياناتهم وسجلت مشاركاتهم وحفظت في ملفات خاصة بهم لدى إدارة الدورة. وقد سجل في هذه الدورة أكثر من 140 دارساً وكان العدد المفترض والمحدد 100 دارس، وهذا مؤشر خير ولله الحمد على الإقبال الطيب، وقد وزع الدارسون والمشاركون على تسع حلقات، سميت بأسماء علماء ومشايخ ومحدثين وأئمة نكن لهم المحبة والتقدير قد توفاهم الله، وأحببنا أن نحيي ذاكراهم وهم: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ عمر السبيل، والشيخ محمد الألباني، والشيخ عبد الله الخليفي، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ صالح البليهي، رحمهم الله. مشيراً إلى أن الدراسة بدأت في هذه الدورة في صباح يوم السبت 28/ 4/ 1424هـ وانتهت في عصر يوم الخميس 24/ 5/ 1424هـ لمدة أربعة وعشرين يوماً على اثنتين وسبعين فترة حافلة بالمدارسة لكتاب الله مليئة بالنشاط والمنافسة. وأفاد الشيخ السعيد أن البرنامج لهذه الدورة مكون من ثلاثة فروع، الفرع الأول خمسة عشر جزءاً والثاني عشرة أجزاء والثالث خمسة أجزاء، على ثلاث فترات، الفترة الأولى بعد صلاة الفجر مباشرة، ولمدة ثلاث ساعات ثم يتم تناول وجبة الإفطار، والثانية بعد صلاة الظهر مباشرة ولمدة ساعتين، والثالثة بعد صلاة العصر ولمدة ساعة واحدة، ووزع المنهج المقرر على كل طالب حسب اختياره في الفرع المسجل فيه، كما وزعت على الأساتذة استمارة لكل دارس لمتابعة حفظه وتدوين عدد الأخطاء والترددات وعدد الأوجه المنجزة، كما وزع عليهم سجل لمتابعة الحضور والغياب والتقييم الأسبوعي وقد كان بينهم تنافس مشرف حتى بلغ ببعضهم مواصلة الفترة الأولى بالثانية والثانية بالثالثة أي لا يخرج من الجامع إلا بعد انتهاء الفترة الثالثة أي بعد العصر من قوة العزيمة وشدة البأس والتنافس الشريف، وقد تحقق ما نرجوه ولله الحمد والمنة، فقد التحق بالفرع الأول ثمانية دارسين، أنجز منهم ستة دارسين، وقال لقد ألتحق بالفرع الثاني ستة دارسين، أنجز منهم أربعة دارسين، والتحق بالفرع الثالث البقية وعددهم مائة واثنا عشر دارساً قد أنجز منهم ثلاثة وأربعون دارساً حفظوا خمسة أجزاء والباقون وعددهم أربعة وسبعون لم يحالفهم الحظ في الإنجاز ولكن لم تفتهم المشاركة في هذه الدورة ولن يحرموا الاجر ـ ان شاء الله ـ لذا فإنه سيكرم الجميع بإذن الله كل حسب إنجازه ولو كان نصف جزء تقديراً لمشاركتهم وتشجيعاً لهم في المستقبل ولفت إلى أنه التحق بالدورة بعض الموظفين الذين واصلوا في الحضور والحفظ والإنجاز رغم كثرة ارتباطهم ولكن الهمة العالية التي دفعتهم إلى التنافس في هذا الخير وهذه نعمة من نعم الله يعود أجرها على جميع من ساهم وشارك وبذل وأعطى. وأخص منهم المساهمين الذين أعطوا بسخاء وبذلوا بكرم وطيب نفس حيث كان لدعمهم أكبر الأثر بعد توفيق الله في إنجاح الدورة.
لم يشكر الله من لم يشكر الناس
وفي ختام اللقاء قدم الشيخ خالد شكره لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة وخص بالشكر. - فضيلة الشيخ محمد بن زيد رئيس محاكم المنطقة الشرقية
- فضيلة الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية.
- فضيلة الشيخ عبد الرحمن الرقيب مساعد رئيس محاكم المنطقة الشرقية ونائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالشرقية.
والشيخ فهد المرير نائب المشرف على الدورة والشيخ عبد اللطيف بن عبد المحسن الملحم والأستاذ رائد بن علي السلولي.
والأساتذة الفضلاء معلمو الحلقات والمحسنين الذين بذلوا ودعموا الحلقات ودعموا هذه الدورة المباركة.
