DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أنابيب المضخة تحولت إلى خردة

المطيرفي 3 أشهر من المعاناة مع العطش

أنابيب المضخة تحولت إلى خردة
أنابيب المضخة تحولت إلى خردة
منذ أكثر من 3 أشهر والأحوال في قرية المطيرفي بمحافظة الأحساء تشهد اضطراباً غير عادي، الناس هجروا منازلهم مع عوائلهم، ليستقروا في مزارعهم، بعيداً عن جيرانهم ومدارس أولادهم ووظائفهم.. الآباء يتجولون في الشوارع بحثاً عن وايتات الماء، وآلات الحاسبة تحسب ما أنفقوه وما سينفقونه. مخاوفهم لا حصر لها، فنحن في بداية فصل الصيف والماء مفقود، فما بالك حين نتقدم في هذا الفصل الحار، حين يزيد استهلاك الماء، وتقل مصادره. (اليوم) التقت ببعض أهالي المطيرفي للتعرف على المعاناة التي يعيشونها، وأسبابها، لنضعها على طاولة المسئولين في وزارة المياه، الذين يعول الأهالي عليهم كثيراً لحل هذه المشكلة المؤرقة. نقترض الماء يضطر محمد البخيتان إلى جلب المياه الخاصة بمنزله من إحدى المزارع، وأحياناً يذهب إلى أحد معارفه الذي يعلم ان لديه ماءً ليتزود منه بالماء.. يقول: مللنا من استئجار الوايتات، لم أعد أعرف هل أعمل في وظيفتي أم أخصص وقتي لتوفير الماء، كثيراً ما أعتذر من مديري لجلب الماء، لقد تعبنا.. حتى عندما أكون في عمليّ فأنا تفكيري يكون مشغولاً بتوفير الماء لأسرتي. محمد الذي اكتوى بنار الماء، قال لنا: هل يعلم المسئولون قيمة وايت الماء في الأحساء، انه 70 ريالاً، لو افترضنا انه سيكفي يوما واحدا، فهذا يعني أنني سأصرف 2700 ريال شهرياً، أي أكثر من نصف راتبي أنفقه على الماء.. هل يعقل هذا في الأحساء التي عرفت تاريخياً بأنها تنام على أكبر بحيرة ماء صالح للشرب في العالم، وأنها أكبر واحة. أنبوب الهاشم.. والمعاناة تبرع أحد الخيرين (السيد عبدالهادي أحمد الهاشم) بمد أنبوب من داخل البئر الموجودة في مزرعته، ليتزود الأهالي بالماء على مدى 24 ساعة، ولكن محمد حسين الحسن يقول: أرجو ان ترى مشهد الناس وهم يملأون الماء من أنبوب الفاضل عبدالهادي الهاشم، زحمة رهيبة وغير عادية، وهي مشهد يعبر عن حجم المشكلة التي تعاني منها المطيرفي، أوان من كل صنف ولون، البعض جلب خزان في سيارته، لكي يملأه بالماء، ليصبه فيما بعد في خزان منزله.. ويسأل الهاشم: لا أعلم ولا أريد ان أظلم أحداً، ولكنني أريد ان اسأل المسئولين في وزارة المياه: هل تعانون كما نعاني شحة المياه؟ وضع لا يطاق يكاد علي الفجري ان يجزم بوجود خزاني ماء في كل منزل من منازل المطيرفي، يقول: نحن نضع واحداً في الأعلى والآخر في الأسفل، وجاء هذا التصرف لمواجهة الشح الشديد في الماء، بعد العطل الذي أصاب ماطور الماء، وتوقف ضخ الماء إلى المنازل. بألم يواصل الفجري: لقد قننا استخدام الماء في المنازل حتى وصلنا إلى مرحلة لا تطاق، بعضنا لا يغسل الملابس إلا مرة واحدة في الأسبوع، والبعض الآخر صار يستعمل صحون سفري في الطعام، آخرون حددوا لأولادهم عدد مرات السباحة بمرتين في الأسبوع لا غير.. ويسأل الفجري: هل هذا الوضع طبيعي؟ ويواصل: أخشى على أسرتي من المرض. هؤلاء هم المسؤولون لا يلقي عبدالجليل البخيتان باللوم على المقاول المسئول عن صيانة وإصلاح الماطور، بل يتهم فرع وزارة المياه في الأحساء بالتقصير في رقابته على هذا المسئول.. يقول: نعم المقاول لم يحرك ساكناً لإصلاح الوضع، ولكن لو وجد العين الحمراء من المسئولين في فرع وزارة المياه بالأحساء والمنطقة الشرقية لما أصبح حالنا هكذا. يضيف البخيتان: تصور بعد إلحاحنا وشكاوانا المتكررة وبعد ان حفيت أقدامنا على أبواب فرع وزارة المياه تحركوا قليلاً، ضغطوا على المقاول، فبدأ يضع أنبوبا واحدا كل أسبوع، وأحيانا 3 أنابيب جديدة بدل التالفة، أما المضخة فإذا أصلحت فإنها تضخ لساعات محدودة وقليلة، وبعدها ينقطع الماء، ويعود الحال إلى ما كان عليه قبل الإصلاح. الانتقال إلى المزرعة لم يستطع علي حمد العباد ان يصمد أمام هذا الوضع، فحمل أسرته وانتقل للسكن في مزرعته الخاصة، التي تقع في أطراف المطيرفي، حتى يكونوا قريبين من الماء.. يقول: أصبحت منازلنا شبه مهجورة، والسبب الماء، لقد تشتت الجيران، وأصبحنا نعاني في نقل أولادنا إلى مدارسهم في البلدة، كما أنني أجد مشقة في الذهاب إلى وظيفتي، لسعات البعوض تملأ أجساد أطفالي الصغار، حتى الكبار لم يسلموا، ولكن ماذا نفعل؟ هل يمكن ان يعيش المرء بدون ماء؟!!
الكل ينتظر... قطرة ماء
أخبار متعلقة
 
أحد سكان المطيرفي يشير الى خزان الماء في سيارته الذي ينقل الماء به لمنزله