رغم احتمال تفرد الولايات المتحدة بضربة عسكرية ضد العراق خلال الأيام القريبة القادمة الا ان الوضع اللاسلمي واللاحربي لا يزال قائما, فالتشكيك في صدور قرار اممي بإجازة الحرب يبقى واردا, كما تبقى ماثلة للعيان ايضا المذكرة الفرنسية الالمانية الروسية الرافضة لفكرة الحرب والمؤيدة لتعزيز التفتيش, وهذه المذكرة في حد ذاتها مازالت سببا رئيسا في تبريد الوضع والحيلولة دون غليانه لاسيما ان موسكو مافتئت تلوح بورقة (حق النقض) ان صدر قرار اممي يجيز الحرب رغم ان واشنطن مازالت تحشد المزيد من آلياتها وجنودها في الخليج وتحضر للحرب المحتملة على العراق, وفي ضوء هذا الحشد ظهر الخلاف على اشده بين انقرة والاكراد العراقيين, واتهم الاتراك بغداد باساءة قراءة قرار البرلمان التركي الرافض لنشر قوات امريكية على الاراضي التركية تمكن من فتح جبهة شمالية في الحرب, وفي خضم السيناريوهات الموضوعة لعمل عسكري امريكي حذر شيراك من مغبة تعزيز (معسكر الحقد) ان دقت الحرب طبولها ونادى الروس بأهمية وضع جدول زمني لاستكمال المفتشين مهماتهم بدلا من التلويح بالحرب, واذا تأكد التكهن بأن تقرير بليكس المزمع تقديمه لمجلس الأمن غدا سيكون ايجابيا فان ذلك قد يكون حجر عثرة امام الادارة الامريكية قد يمنعها ولو بشكل مؤقت من التلويح بورقة الحرب اضافة الى ارتياح عنان من تخلص بغداد من صواريخ (صمود2) ووصف هذا الانجاز بأنه (تطور ايجابي) رغم ان تقرير بليكس سيكون بطبيعة الحال هو القرار الأساسي الذي يمكن التعويل عليه, وما يدعم مسيرة البرود في الحالة الراهنة موقف (الدول الست) حيال مشروع القرار الامريكي, فهي في الوقت الذي تنادي فيه بتفعيل القرار تحبذ اعطاء المفتشين الدوليين فرصة جديدة لاستكمال مهامهم, ويبقى الوضع معلقا بين التفتيش والحرب وان كانت اغلبية دول العالم تنادي بخيار السلم عبر معطيات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن, فالحرب ليست نزهة, وخسائرها فادحة للغاية في الارواح والمعدات والممتلكات, وافرازاتها خطيرة على استقرار وأمن منطقة الشرق الاوسط, وعلى السلم والامن الدوليين ايضا.
