DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العمارة الخليجية مليئة بالافكار القابلة للتطبيق حديثا

العلاقة بين المعماري والزبون ..دراسة لبيئة العمل في المنطقة الشرقية

العمارة الخليجية مليئة بالافكار القابلة للتطبيق حديثا
العمارة الخليجية مليئة بالافكار القابلة للتطبيق حديثا
عندما نتكلم عن الاسباب التي تعيق المعماري من الوصول الى احتياجات العميل المعمارية فهناك أسباب تتعلق بالمعماري وأسباب أخرى مرتبطة بالعميل أو الزبون .. اما التي تتعلق بالمعماري فإنك تلاحظ وجود العديد من الجنسيات المقيمة داخل المملكة والتي تعمل في هذا المجال والتي تحتاج إلى فترة حتى تتأقلم وتتعرف على خصوصية هذا المجتمع كما يجب على المعماري أن يطور نفسه ويكيفها مع هذا الوضع حتى يستطيع التفاهم مع العملاء, هذه الأسباب التي قد تتعلق بالمعماري . و قد يكون تدني أجر المعماري في السوق فتجد بعض المكاتب تصمم بعض المشاريع السكنية بـ 3 الاف ريال .. فلا يكون لدى المعماري أي استعداد لإضاعة الوقت في جلسة أو جلستين حتى يفهم العميل.. والسبب الرئيسي يعود إلى تدني أجر المعماري وقد يكون رغبة المعماري نفسه ولكن ليس دائماً ,و قد يفرضه عليه السوق أيضاً .. أما الأسباب التي تتعلق بالعملاء فهناك أمور كثيرة منها: مستوى ثقافة العميل وكذلك اختلاف متطلباته واحتياجاته وأهم الأسباب هي سوء إدراك العميل نفسه وعدم معرفته ما يريد وذلك يعود إلى عدم خبرة العملاء في المجال المعماري والإنشائي بصفة عامة هذه مشكلة تواجه المعماريين في فهم متطلبات العميل وعدم قدرة العميل على شرح وجهة نظره بالنسبة للمشروع المقدم للمكتب سواء كان منزلت أو غيره .. فهناك عملاء محافظون ولا يستطيعون الإفصاح أو التعبير عن متطلباتهم وهناك عملاء آخرون منفتحون وتكون مطالبهم تعكس شخصيتهم وبالتالي تكون المساقط مفتوحة بالنسبة لمشاريعهم ولكن بعد ذلك قد لا يشعرون بالارتياح لهذه التصاميم أو المشاريع وقد ينشأ خلاف كبير ... أو تكون لديه فكرة واضحة ولكن تجده مترددا فيها وبالتالي يشكل مشكلة للمعماري أو يكون لديه أكثر من رأي بالنسبة للمشروع وبالتالي لا يتمكن المعماري من الوصول لرؤية واحدة للمشروع ولن يتمكن من تحديد متطلبات العميل بدقة .. والعامل الذي قد يسهل مهمة المعماري هو تلك المناقشة التي يشرح فيها العميل ما هي متطلباته مع إدراك تام لها وإعطاء معلومات كافية عنها فذلك التفاهم والشرح بين المعماري والعميل يؤدي إلى الوصول إلى عمل جيد .. وبشكل عام العملية هي مسألة تفاهم بينهما. نستنتج من هذا أن السبب الرئيسي هو عدم معرفة الزبون لاحتياجاته وعدم تقديره لأجر العمل المعماري. اذن هناك الكثير من السلبيات التي تعيق العلاقة بين العميل والمصمم .. لو كان العميل متأثرا بفكرة معينة قبل قدومه للمكتب يكون أكثر إصرارا على فكرته مهما حاول المعماري إقناعه بعدم جدواها .. أو أنها تحمل أخطاء معمارية .. هناك شئ آخر هو ظن بعض العملاء أن هذا المعماري هو شخص متفرغ تماماً لهم وليس لديه أي ارتباطات أخرى .. وقد يرى البعض تأخر المعماري عليه تقصيرا في حقه .. أو تجاهلا من المعماري له .. ولا يعني أن المعماري لا يقدم سلعة وإنما فكر وعلم على سبيل المثال .. كما ان هناك سلبية اخرى .. هي مستوى العميل الذي يجب على المعماري النزول إليه مهما كان ذلك المستوى .. كما يجب أن يشعر العميل بأنه هو المسيطر على الوضع معك بذلك تكون قد كسبته وبهذه الطريقة تستطيع الوصول إلى ما يريده كذلك تبسيط الأسلوب مع العميل يشعر بأنك تفهم ما يرجوه منك وترى العميل في هذه العملية هو دائماً على صواب وأنت على خطأ .. فيجب عليك ألا تكون على خط واحد وإنما تنزل بمستواك إلى من هم دونك .. وترقى إلى من هم أعلى منك .. هذا ما يجعل المعماري يختلف عن غيره فهو يفهم أكثر متطلبات العملاء فهم ليسوا معماريين ولا يفهمون التفاصيل الدقيقة فأسلوبك معهم وأسلوب عملك ينهي الفجوة الموجودة والفراغ الذي قد يشعر به العميل .. كما ان الثقة بينهما يجب تواجدها بين المصمم والعميل لسبب مهم حتى يقدم المعماري عملا كاملا متكاملا يجب أن يتدخل في خصوصيات العميل وقد يكون من الصعب على العميل ذكر عدد أبنائه من ذكور وإناث وطريقة نومه وغيره فإذا لم توجد ثقة وراحة فلن يعترف بهذه الخصوصيات وسوف يكون في حالة خجل فثقته مهمة لإعطاء المعلومات من قبل العميل وتقديم النتيجة الجيدة من قبل المعماري .. نستنتج من ذلك أن أهم سلبيات العلاقة بين العميل والمصمم هو عدم تقدير العميل للعمل المعماري وعدم ثقته بالمصمم وذلك يرجع الى نقص التوعية من قبل الجهات المسئولة. فيجب وجود عامل أساسي لإرضاء الزبون بالمشروع فهناك عدة عوامل أهم عامل هو أن تحقق متطلبات العملاء وتتفاهم مع نفسياتهم وطريقة حياتهم واحتياجاتهم وطريقة تعاملك مع الناس واستقبالك لهم ....وذلك عن طريق العامل النفسي الذي قد يكون غريبا قليلاً خاصة بين المعماري والعميل وهو يكمن في ثقة العميل بالمعماري نفسه وقدراته فعندما يثق العميل بالمعماري ويتأكد أنه يتكلم ويتصرف على أساس علمي فإنه لن يستنكر أي شئ غريب أو جديد يقدمه المعماري له وبنقاش لن يكون هناك رفض لهذه الأفكار من الوهلة الأولى .. وذلك من خلال زرع الطمأنينة والثقة في نفس العميل وتوفير طلبات العميل بصورة كاملة .. وحتى يصل بالعميل للرضا التام يجب على المعماري أن يشرح فكرته بسهولة للعميل ويطور هذه الأفكار بناءً على رغبة العميل حتى يصل معه إلى المرحلة النهائية .. ولا يمكن الوصول لرضا الزبون .. قد يرضى بعض العملاء في البداية ولكن لا يستمر الحال طويلاً .. وبسبب عدم إدراكه يكون لديه بعض التخوف من طبيعة العمل في المكاتب الهندسية وليس لديه أي خلفية عن الأسعار أو التكلفة .. فليس كل التصاميم بنفس التكلفة .. كالتصاميم الحديثة أو الشرقية المحلية مثلاً وكل منهما له تكلفة خاصة به .. فيجب على المعماري أن يوضح للعميل كل تفاصيل هذه العمليات ..والسبب في ذلك عدم ثقافة العملاء معمارياً .. في داخل السعودية عموماً .. إلى جانب مسألة الناحية المادية التي لها تأثير كبير .. فأنت عندما تقدم للعميل أكثر من مقترح فهو يرفضها لأنه يريد مسقطا ويكتفي بدفع حقه المالي وبالتالي أصبح ذلك توجها عاما للعملاء..اذن يمكننا القول ان العامل الأساسي هو فهم احتياجات الزبون و الفوز بثقته وإعطائه المعلومات الكاملة عن المشروع الذي سوف يقوم به عندما نتكلم عن أسباب اختلاف وجهة النظر بين الزبائن فيما يتعلق بنمط المشاريع المعمارية نجد هناك أسبابا كثيرة مختلفة من أهمها موضوع قد يبدو غريبا في الوهلة الأولى وهو عامل العولمة ... خاصة في المجتمع السعودي .. وذلك لأنه لم يعد ذلك المجتمع المحصور في نطاق ضيق كالمساكن أو المنشآت السكنية فقد أصبح يطلع على المجلات المعمارية ويطلع على الأفكار الجديدة القادمة من الخارج وللأسف أن بعض هذه الأفكار قد تتعارض مع خصوصية هذا المجتمع مثلاً .. كأن يطلب العميل في بداية الأمر ان يكون المنزل مفتوحا ولكن عندما نبدأ في النقاش العميل فوراً يتراجع عن رأيه ...وأيضا بسبب بسبب اختلاف الثفافات فهناك المهندس الفلبيني والمهندس المصري والمهندس السعودي ولكل منهم ثقافته المعمارية الخاصة به . العامل الثاني هو الثقافات والبيئات التي ينحدر منها العملاء فتجد بعض العملاء لديهم تأثر كبير من بيئتهم المنحدرين منها وتكون لديهم أنماط معمارية ثابتة بالنسبة لمشاريعهم فمثلاً .. قد يكون البعض متأثرا بنمط معماري معين فتجد أن أهالي الرياض متأثرون بنمط العمارة في المنطقة الوسطى .. وكذلك أهالي جدة الذي قد لا يروق لهم النمط المعماري هنا في المنطقة الشرقية فهنا الأنماط محافظة أكثر من الأنماط الموجودة في المنطقة الغربية هذا من ناحية التصميم الداخلي وبالنسبة للتصميم الخارجي يتميز أهالي جدة بوجود المشربيات وكذا الزخارف . وذلك لتعود كل فئة منهم على نمط معين في أشكال البناء وقد لا يتغير هذا النمط لديه مهما رأى أو عرف غيره من الأنماط المعمارية الأخرى . وهناك رأي آخر هو أن كل عميل أو زبون لا يملك نمطا معماريا وإنما المعماري هو من يصنع هذه الأنماط أو مجموعة من المعماريين يقودون الاتجاه المعماري أو يكون لهم دور فيه أما العميل فليس لديه أي خلفية إنما ما تقدمه له أنت كمعماري يفرض عليه هذه الأنماط .. فتجد في بعض المكاتب تصاميم مغايرة لما هو موجود في السوق وتلقى الاستحسان والرضا .. وقد يأتي عملاء آخرون بسبب نجاح هذه التصاميم على شرط أن تكون هذه تصاميم مدروسة بشكل علمي جيد فيمكننا أن نقول أن أسباب الاختلاف هي تأثر العميل بالبيئة المحيطة به وباختلاف الفكر المعماري لدى المعماريين. نأتي هنا الى مشكلة جديدة وهي توجه بعض العملاء للمكاتب الاستشارية دون المكاتب الهندسية هناك عدة أسباب منها أن العملاء يتوجهون للمكاتب الاستشارية من أجل التباهي أمام الآخرين حتى يرى الناس أنه قد عمل مع المكتب الاستشاري المشهور لأنه بطبيعة الحال تكون التكلفة عالية في هذه المكاتب بسبب أن الطاقم الموجود فيها يكون من أعلى المستويات العلمية وتكون الرسومات هناك بتكلفة عالية بسبب أسلوب إخراجها بشكل معين بالتالي تكون التكلفة المالية على العميل عالية وبذلك يكون التباهي المادي .. ومن الاسباب ان العميل الذي لا يملك الوقت خاصة في المنطقة الشرقية فيقوم بتسليم المشروع منذ بدايته وحتى نهايته للمكتب الاستشاري .. من أجل الراحة النفسية لأنهم يعملون مع مكاتب كبيرة .. بصفة عامة المكتب الاستشاري أقوى من المكتب الهندسي وذلك لأن المكاتب الاستشارية لا تصبح كذلك إلا بعد أن تكون خبرتها أكبر وأوسع والعاملون لديها أكبر.فالمكتب الاستشاري يخرج المشروع بمستوى متكامل من ناحية المهندس المعماري والمهندس الإنشائي والهندسة الميكانيكية وهذه الميزة قد لا تكون موجودة عند المكاتب الأخرى وعادة يكون الطلب على المكاتب الاستشارية من قبل هيئات حكومية أو شركات كبرى كأرامكو والكثير. ومن الاسباب ايضا عدم وجود الوعي لدى العملاء بالفرق بين المكتب الهندسي والاستشاري والكثير يتخيل كون اسم المكتب استشاريا فهو أفضل من المكتب الهندسي.. قد يكون ذلك فيه نوع من الصحة ولكون المكاتب الاستشارية تأخذ مشاريع ضخمة .. كما ان هناك مكاتب استشارية سيئة جداً وأسوأ مما تتوقع .. ولأن العملاء يسمعون أن هذه المكاتب تأخذ مشاريع ضخمة فيتوقعون أنها تقدم خدمة أفضل .. السؤال هنا هل صحيح أن تدني مستوى المكاتب الهندسية هو السبب وراء فوز المكاتب الاستشارية بالعملاء ؟ ذلك يرجع الى عدة أسباب اهمها أن بعض المكاتب الهندسية تقدم صورا من بعض المخططات الموجودة سابقاً لديها .. وهذا خطأ ... لأنه يجب على المعماري ان يجلس مع العميل ويناقش معه أفكاره ويعرف ما هي متطلباته .. ولذلك نرى أن هذه المكاتب لم تبن لها أساسا صحيحا وإنما اكتفت بأجور زهيدة مع وجود مهندسين أو معماريين دون المستوى المطلوب وهم يتعاملون مع نوعية معينة من العملاء وهذه المكاتب الهندسية لا تقوم بتطوير إمكانياتها وهذا أسوأ ما قد يكون عليه المعماري لأنه يجب أن يطور نفسه باستمرار وينظر دائماً نحو مستقبل أفضل .. ولكن يجب على المعماري الذي قد يعمل في مثل هذه المكاتب أن يرقى بمستواها المهني ولا يستسلم لها. ومن الاسباب تدني مستوى تعليم العملاء .. وإذا كان المستوى الآن قد تحسن عن الماضي فأصبح لدى الناس نوع من الوعي وأمور مثل هذه تحتاج إلى وقت طويل حتى يصبح لدى الناس وعي وثقافة معمارية كافية. هناك رأي بأن المكتب الهندسي يحصر نفسه في عدد معين من المهندسين لذلك هو يقتصر على عدد معين من العملاء ولا يستطيع بهذه الإمكانيات المحدودة تناول المشاريع الضخمة . وهناك رأي آخر بوجود مكاتب هندسية ذات عمل متميز قد يتفوق على المكاتب الاستشارية لكن عادة مسألة الخبرة التي هي لدى المكاتب الاستشارية تلعب دورا مهما كذلك الطاقم العامل هناك ونجد أن هناك مكاتب هندسية صغيرة لديها طاقم جيد وتؤدي أعمالا متميزة ويتجه إليها عملاء كثيرون .. وهناك مكاتب استشارية ضخمة وليس لديها أعمال بضخامتها .. الذي يجمع ذلك كله هو عدم وجود جهة مسئولة توجد قوانين وضوابط صارمة للمكاتب الاستشارية والهندسية. ندخل الآن الى معضلة جديدة وهي توافر عملاء قادمين من الوسط العائلي أو الأصدقاء ؟ هناك أكثر من رأي الارجح منها ان الاعتماد على مسألة الوسط العائلي مهم جدا لأن الناس هنا يستمعون كثيراً لبعضهم بعضا وهذه ميزة في المجتمع السعودي عندما يقوم شخص بعمل مشروع تجد الكثير من الأهل والأصدقاء حوله فهم عندما يرون مدى الجمال والإتقان في المشروع لو كان على سبيل المثال .. مشروعا سكنيا ( منزلا أو فيلا ) فسوف يسألون عن المكتب المنفذ لهذا المشروع وهذا كثيراً ما يحصل وهناك مجال الأصدقاء فالعميل الواحد يأتي بالعميل الثاني وهكذا وذلك لأنه أصبحت للمكتب سمعة جيدة لدى العميل الأول وأصبح يتحدث عن تجربته مع المكتب للآخرين . وهناك رأي انه من الصعب تحديد هذه النسبة لانها متفاوتة فهناك العملاء الجدد الذين قد عرفوا المكتب عن طريق بعض المباني التي قدمها المكتب وبالنسبة للوسط العائلي قد انخفضت هذه النسبة قليلاً وكذلك الأصدقاء ..انما يأتي العملاء من خلال جودة العمل لذلك تجد العملاء الجدد لهم النسبة الأكبر .. وهناك نسبة عن طريق تسويق المشاريع أو عن طريق أشخاص يقدمون معلومات عن المكتب كالدعاية والإعلان كما ان التواجد في المعارض كلها يخدم المكتب. احد محاور هذه الدراسة هل يمكن للمعماري أن يحلل شخصية العميل من المقابلة الأولى .. أو أنه يحتاج الى تكوين علاقة خاصة حتى يستطيع فهم العميل والتصميم له ؟ يستطيع المعماري تحديد الاتجاه الذي سوف يسلكه مع العميل .. ولكنه لا يستطيع تحليله من النظرة الأولى .. ولكن من الممكن معرفة طريقة تفكير العميل .المهم هو أن أقنع العميل بمهنتي المعمارية وأنني أستطيع إنجاز المشروع حسب رغباته وأن أحقق ما يتخيله العميل على الأرض الواقع حسب الإمكانيات الممكنة ..وذلك عن طريق علاقتي معه أثناء إنجاز المشروع . وأهم ما يحكم هذه العلاقة هو طريقة مخاطبة المعماري للعميل حسب ثقافته ومستواه العلمي فيجب على المعماري في المقابلة الأولى أن يحدد الأسلوب الذي سوف يتخذه مع العميل حتى يزرع الثقة في نفس ذلك العميل .. ويجب ان تعرف ماذا يريد وما هي حدود فكرته فهذا تحليل يحول المصطلحات والأفكار إلى فراغات فالعميل يشرح لك لانه لم يستطع أن يحول هذه الأفكار إلى رسم معماري ..وذلك عن طريق طرح بعض الأسئلة على العميل بأن يحدد رغباته واحتياجاته فبرنامج العمل المتفق عليه بينهما ذو أهمية كبيرة فإذا لم يكون لدى المعماري صورة كاملة عن احتياجات العميل لن يستطيع العمل .. كما يجب الا نبالغ في العلاقة مع العميل .. وإنما تظل هذه العلاقة في مجال العمل وفي إطار من الاحترام والارتياح بين العميل والمعماري .. و يعتمد ذلك على قدرات المعماري وقدرته على التحليل النفسي للعميل وعادة ما يعتبر العميل شرح أسلوب حياته ومتطلباته شيئا شخصيا فمن الصعب ذكره في المقابلة الأولى فإذا لم تنشأ علاقة بين المعماري والعميل يشرح فيها متطلباته فسوف يحتاج الأمر لأكثر من جلسة ... هذا يعتمد على المعماري وعلى ثقة العميل به فإذا اطمأن العميل للمعماري في المقابلة الأولى فقد لايحتاج المعماري أن يقابله مرة أخرى لأنة أخذ المعلومات المهمة بالنسبة له لتصميم المشروع والتي في أغلب الأحيان تكون أشياء شخصية للعميل. ومن هنا ندخل في فلك جديد وهو تأثير الروابط الدينية والمهنية والثقافية على العلاقة بين العميل والمعماري فبالنسبة للروابط الدينية .. فهي مهمة جدا فعندما يدخل العميل المكتب ويرى المهندس مسلما يعلم أنه سوف يعمل في إطار ديني ولن يخدشه وأن العمل قائم على أساس قيم دينية كما ان الرابط الديني له تأثير في بعض المشاريع خاصة ما يتعلق بالمساجد وقد نرى بعض المشاريع وتدرك أن المعماري لم يكن مسلماً فكيف يكون شعور العميل تجاة المكتب .. وهناك رأى آخر بعدم الضرورة أن يكون المعماري مسلما حتى يصمم لعميل مسلم وإذا كان لدى هذا المعماري خلفية تامة بالثقافة الدينية لهذا العميل وفهم الحياة الإسلامية أو قد قرأ عنها واطلع فسوف يسير الأمر بشكل عادي ...المهم ان يكون العميل مرتاحا مع المعماري فهنا تصل الى مرحلة لا تحتاج الى المسألة الدينية في هذه العملية لانه لا يوجد اختلاف كبير . الروابط الثقافية .. لها تأثير كبير لأن المعماري يتعامل مع عملاء من ثقافات مختلفة فيجب أن يراعي هذه النقطة .. مثلاً عندما يأتي عميل كثير السفر تكون له متطلبات خاصة به ويجب أن يدرك حقيقة هذا الشخص وطبيعته .. فيجب أن يكون التصميم له بكمية الأشياء التي رآها ..وبالعكس تماماً مع عميل آخر يقوم بعملية البناء لأول مرة وتجربته مع المكاتب الهندسية محدودة أو معدودة فهو غالباً يرضى بما تقدمه له ليس عن قناعة أحياناً وإنما عدم خبرة . ولا يوجد شك إذا كان المعماري من نفس بيئة العميل سوف يفهم متطلباته بشكل أفضل وأوسع وهذه العملية ليست محدودة وإنما تعود لقدرات المعماري نفسه .. وسوف يكون المعماري السعودي أكثر فعالية هنا لأنه يشعر بالبيئة ولديه خلفية كاملة عن العادات والتقاليد بينما يكتسب المعماري الأجنبي كل هذه المعلومات عن طريق الخبرة وممارسة العمل في الواقع. كما اننا نلاحظ مسألة هامة هنا في المنطقة وهي حب التعامل مع الأجانب وذلك يعود للشعور بنقص داخلي لدينا وهناك قناعة بأننا لا نستطيع أن نفعل أي شئ .. وهذا الشيء موجود لدى العملاء فهم يرون أن المعماري الأجنبي يستطيع فهم وقراءة أفكارهم أكثر .. وما زالت هذه أزمة موجودة بشكل كبير فثقافة المعماري تختلف عن ثقافة العميل ولذلك هناك تأثير مباشر وغير مباشر وغير المباشر بشكل أكبر . فيظهر هنا مدى اختلاف الثقافات .. ولذلك إذا كانت لدى المعماري خلفية عن ثقافة المجتمع الذي يصمم له يمكن أن يعمل بشكل جيد فلا يمكن لمعماري قادم من شرق آسيا أن يقدم شيئا إذا لم يكن مطلعا على ثقافة هذا المجتمع وأسلوبه وعلى حياته بطبيعة الحال هذه الروابط مؤثرة جداً ولكنها تعود إلى مدى فهم وإدراك المعماري. أما بالنسبة للروابط المهنية فكلما كان مجال دراسة العميل أقرب للهندسة المعمارية يكون ذلك أفضل لأن هذا يوجد جوا من التقارب بينهما ويستطيع المعماري أن يفهم متطلبات العميل ويكون العميل أكثر إدراكا واستيعابا لطروحات المعماري عليه فسوف تكون العلاقة أفضل ولغة مشتركة .ولكن كلما كان المستوى متدنيا يكون ذلك متعبا للمعماري. فهناك اختلاف بين نمط تفكير المعماريين وبين نمط تفكير العملاء الذين لا يكونون جميعاً على مستوى واحد من الثقافة لكن من واجبنا كمعماريين تقريب وجهات النظر. وتقديم كل ما هو جديد للعميل وأداء واجب التوعية نحوه بل يجب عليه أن ينجز عملا هندسيا معماريا متكامل ويحافظ على الأصول الدائمة لأي شخص .. اذن هناك عدة عوامل يتوجب على المعماريين عملها لجذب العملاء وتطوير العلاقة معهم للحصول على المشاريع فيجب على المعماري ان يستمر في علاقته بالعميل بعد انتهاء المشروع.. حتى إذا واجهت العميل أي مشكلة يقوم بمراجعة المكتب الهندسي وهذا يشابه ما يقوم به بعض المتاجر من تقديم خدمات ما بعد البيع لبعض الأجهزة بعد شرائها .. فلا تنتهي العلاقة بنهاية المشروع ووصول الحق المالي للمعماري أو المكتب .. ونجد أنه في العالم العربي مسألة العلاقات الشخصية مهمة جداً .. فمهما كان اسم المكتب المعماري كبيرا وإنجازاته ضخمة .. قد يفضل العميل عليه مكتبا معماريا آخر تعامل معه أحد أصدقائه العميل وامتدحه له وهذا في نطاق استشارة الأصدقاء في هذه الأمور .. وبذلك عندما تترك انطباعا جيدا لدى العميل يعود ذلك عليك بالفائدة الكبيرة ولا يقتصر عملك على المردود المالي لأنك سوف تجني من وراء هذا العميل عملاء آخرين جددا بسبب تعامل جيد مع العميل الأول .. كما انه من المفروض وجود لجنة هندسية تختص بهذه الأمور ويكون هناك نوع من التنظيم من قبل الجهات العليا وليس من قبل المعماريين الذين قد تختلف جنسياتهم .. فهناك المعماري السعودي والمعماري الأجنبي.. فهناك مشكلة ويبدأ حل هذه المشكلة من المكاتب الهندسية ثم تتولاها لجنة هندسية . لتطوير المهنة في المكاتب الهندسية وكذلك المهندسون. من أهم الاشياء الاهتمام بالعمل فعندما يرى العملاء هذه الأعمال قد يعجبهم الأسلوب أو التصميم أو غيره . وتكون كالدعاية لك .. فالعمل الجيد هو الأهم ...كما يجب عدم مضايقة العميل في أي مرحلة من مراحل العمل .. وتوفير متطلباته بحيث يكون لديه سابق تعامل مريح معك. العمل بأمانة هو احد اسباب توطيد العلاقة عندما يعمل المعماري بأمانة ويقدم للعملاء ما يستحقون سوف ينال ما يستحق مع الجانب المادي .. وفي النهاية هو يقدم خدمة للعملاء فمن الأفضل له أن تكون بشكل جيد لأن العملية تراكمية بنجاحه في المرة الأولى هو سبب نجاحه في المرة الثانية .. فأداؤه العمل بشكل صحيح يجعل العملاء يترددون عليه وهذا شئ إيجابي .. وبذلك سوف يبحث عنه الآخرون لتميزه في عمله مثل المعماريين المتميزين العالميين الذين يبحث العملاء عنهم . من خلال هذه الدراسة تم الوصول الى عدة مقترحات يمكن عملها للرقي بمستوى العلاقة بين العميل والمعماري فمعظم المقترحات تصب في جانب واحد هو المعماري لأن العميل في هذه العملية المتلقي .. فالمعماري هو الذي يفرض عليه المعلومة فلذلك يجب على المعماري أن يطور من نفسه وقدراته وأن ينزل إلى مستوى العميل ويقوم بتبسيط المعلومات للعميل وكذلك عليه أن يرقى بمستوى فكر هذا العميل وبصفتك معماري فأنت تحمل علما تقدمه للعميل وتنير له طريقا مظلمة بالنسبة له في هذا المجال .. تكون قدمت خدمة له فيكون في المرة القادمة أكثر تحديدا للأفكار وأكثر معرفة في هذا المجال وحتى لو تعامل مع معماري آخر هذا دورك كمعماري . كما يجب تثقيف ثقافة العميل معمارياً لأن هناك شريحة كبيرة من الناس ليست لديهم ثقافة معمارية لان عدم الفهم والاستهانة بدور العمارة في الحياة يعتبر كارثة على المهنة نفسها كما يجب ان يكون هناك نوع من أنواع الاتصالات تكون من قبل المكتب من قسم التسويق على نفس العملاء لمتابعة احتياجاتهم والاطمئنان على المشاريع القديمة إذا كان حدث أي تطور معهم .. وبذلك تظل تذكر العميل بالمكتب وتحاول ألا تخسره كعميل لدى المكتب ... كما يجب على المعماريين الالتزام بمبادئهم واحترام هذه المهنة لكي تنشأ علاقة صحيحة ولا يتحقق ذلك الا بوجود جهات منظمة لهذه المسألة ويجب أن تكون هذه الجهات منظمة وواضحة ومتابعة للوضع باستمرار .. وتضع ضوابط على هذه المكاتب تعمل استفتاء بين هذه المكاتب الهندسية في جميع المناطق مع دراسة للسوق العمل والاستفادة من خبرات الآخرين كل هذه الأشياء تكون منبعا للضوابط التي يمكن طرحها على المكاتب الهندسية ..و يمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال في نقل ضوابط منها في هذا المجال ويتم تطبيقها ...
ثقافة المعماري قد تبعد تصاميمه عن بيئتنا
أخبار متعلقة