اشار القرآن الكريم الى حقائق تتعلق بعدد من فروع العلم وجزئيات المعرفة اشارة تدل على اهتمام هذا الكتاب بكافة العلوم النظرية والتجريبية والمعارف الفكرية والعملية.
ذكر ذلك الباحث الدكتور علي بن حسن القرني في دراسة له حول مفاهيم من ثقافتنا الاسلامية اصدرتها مجلة جامعة ام القرى في احد اعدادها واضاف الباحث يقول: من الواجب علينا ان نلفت الانظار الى ما اشتمل عليه القرآن الكريم من اشارات الى حقائق تتعلق بعدد من فروع العلم التجريبي ففي قوله تعالى (وانبتنا فيها من كل شيء موزون) وقوله تعالى (انا كل شيء خلقناه بقدر) يشير القرآن الكريم الى حقيقة تتعلق بعلم الكيمياء وهو ذلك الذي يقرر ان العناصر الداخلية في تركيب الاجسام من نسب معينة وموازين مقدرة.
وفي قوله تعالى (وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم) يشير القرآن الى حقيقة تتعلق بعلم الاحياء او ما يعرف بالتاريخ الطبيعي.. وذلك الذي يقرر اشتمال الحيوانات على الاجهزة العضوية الموجودة في الانسان مثل الجهاز العصبي والجهاز التنفسي.
وفي قوله تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) فالقرآن يشير هنا الى علم الميقات الذي هو فرع من علم الفلك والذي تدور عليه مصالح الناس ومواقيتهم.
وفي قوله تعالى (كلوا واشربوا ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين) يشير القرآن الكريم الى مبدأ هام من مبادىء الصحة الغذائي. وفي قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) يشير القرآن الى ما يسمى بالطب الوقائي.
وفي قوله تعالى (ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) يشير الى مبدأ هام من مبادىء الطب النفسي.
واكد الباحث القرني على ان المتتبع لكتاب الله العظيم القرآن يجد الاشارات الكثيرة التي تشير الى حقائق علمية من هذا النوع علما ان القرآن كتاب عقيدة وانما يهدف فيما يشير اليه من حقائق علمية الى ربط مختلف العلوم والمعارف والفنون بالايمان بالعقيدة. وهو في نفس الوقت يحث الانسان على التفكير السليم والنظر الصحيح الى ما يزخر به العالم من حولنا من آيات غير ان كتاب الله العظيم لا تنفذ معاني كلماته ولا تنتهي مدلولاتها ولا تنقضي عجائبها.
