تتجه جميع قطاعات المجتمع يتقدمها القطاع الرسمي لجعل الفحص الطبي قبل الزواج حقيقة معاشة من اجل اسرة سعيدة وهانئة بعيدة عن الامراض الوراثية التي تنجم عن زواج الاقارب بالدرجة الاولى وحتى تتحقق الغايات المنشودة لابد من مضاعفة الجهود بحيث يعمل كل في موقعه على ترسيخ مفهوم حتمية الفحص الطبي قبل الزواج في ظل تنامي امراض الدم الوراثية بشكل لافت للانتباه الشيء الذي يشكل هاجسا مقلقا للاسر والمجتمع لذلك نبعث فكرة الفحص الطبي قبل الزواج انطلاقا من قوله تعالى (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين). وحتى نقرب الصورة بشكل اوضح لابد ان نعرف بماهية امراض الدم الوراثية فهي عبارة عن مجموعة من الامراض التي تنتقل من الابوين الى الابناء وتؤثر على مكونات كريات الدم الحمراء وعلى قيام الكريات بوظائفها وظهور الاعراض المرضية مثل فقر الدم المنجلي، الثلاسيميا، عوز أنزيم G6PD (مرض الفول). وينتشر المرض بشكل كبير في المنطقة الشرقية (الهفوف 5% والقطيف 17% والمناطق الجنوبية (جازان 10% والقنفذة 11% بينما نجد المعدلات منخفضة في المنطقة الوسطى الرياض 1% والقصيم 15%) والمناطق الشمالية 3%.
واما اعراض المرض فتتمثل في فقر دم متوسط الى شديد نوبات متكررة من الآلام الحادة في الاعضاء المختلفة بسبب حدوث التمنجل وانسداد الاوعية الدموية المغذية لتلك الاعضاء تأخذ في النمو وتشوهات هيكلية في العظام والمفاصل، تضخم الكبد والطحال واصفرار العينين، زيادة القابلية للاصابة بالعدوى بالمكروبات المختلفة، تورم اليدين والقدمين لدى الاطفال وجلطات دماغية نتيجة انسداد في العروق الدماغية ومضاعفات نقل الدم المتكرر.
ولتلافي المرض عند وقوعه يتوجب علينا المسارعة لأخذ العلاج اللازم الذي يهدف الى معالجة الجفاف المبكر والالتهاب والحماية من البرد الشديد وعدم التعرض لنقص الاوكسجين اثناء السفر بالطائرة او عند التعرض للتخدير، اخذ المضادات الحيوية والتطعيمات وهناك جملة من المعالجات بحسب نوع الحالة. اما الجزء الاهم الذي ينبغي ان نركز عليه للوقاية من امراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي، الثلاسيميا) فيكون بفحص الدم لكل من الرجل والمرأة قبل الزواج، حتى نطمئن بإذن الله تعالى الى اننا نسير في الاتجاه الصحيح لبناء الاسرة السعيدة بعيدا عن القلق الدائم الذي تسببه امراض الدم الوراثية. هنوف بنت مساعد العسيري
