DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أنامل تنسج الخيوط الذهبية

باعة مشالح يبحثون عن شيخ مهنة

أنامل تنسج الخيوط الذهبية
أنامل تنسج الخيوط الذهبية
يروي أحد كبار السن ان أحدهم وإلى عهد قريب كان يخجل من الذهاب إلى السوق دون ارتداء المشلح، وإذا كان لا يملك مشلحاً فإنه ينتظر حتى يعود من يملك هذا الرداء من السوق، كي يرتديه هو فيذهب، ويبدو في كامل أناقته ورجولته بين المتسوقين والباعة. هذا الرداء متأصل في شخصية أبناء الخليج، كواحد من أهم الأزياء التقليدية، ولعل هذا الحضور المتنامي هو ما سجل للمحافظة، التي تحتل موقع الصدارة على مستوى الخليج في إنتاجه، مبلغ 300 مليون ريال هو حجم التعامل في سوق المشالح في المملكة، حسبما يذكر رموز هذه الصناعة وروادها، الذين يشكون أيضا تسرب أسرارها وسبل تسويقها من بين أيديهم إلى العمالة الوافدة، وخالجها الكثير من الغش والتلاعب حسبما نوضح في هذا التقرير، الذي أبدى فيه عدد من المتعاملين آراءهم حول المشالح. مبالغة في الأسعار يعد على القطان واحدا من تجار المشالح وهو ممن ينتمون إلى واحدة من العوائل القديمة في صناعة المشالح، يقول: المشالح متميزة بحكم مكانتها الرسمية في الزي السعودي، فالذوق العام أوجب التجديد وتعدد الألوان، وساعدت القدرة الشرائية في تنامي الطلب على المشالح، وتوسط أسعارها أيضا، رغم أن هناك من يبالغ في سعر المشلح، ليصل به إلى 4 آلاف و5 آلاف ريال، إلا أن متوسط سعر المشلح الممتاز يتراوح بين 1500 إلى 2000 ريال. وأنا هنا أتحدث عن المشالح المشغولة يدويا، وعندما أتحدث عن المشلح أعني رقعة القماش والمكسر المذهب فيه، فجودة المشلح تكمن في نوعية القماش (إنجليزي أو حساوي أو نجفي)، فإلى جانب مصنع أقمشة المشالح في الأحساء، الذي ينتج أقمشة عالية الجودة، لا يزال في الأحساء من يصنع الأقمشة بطريقة يدوية، مستخدما وبر الأغنام وصوفها وألوان الصباغة الطبيعية. وتتميز هذه الأقمشة بالجودة العالية وارتفاع الثمن، كذلك توجد أقمشة نحيفة، وهي الخفيفة وكذلك الإنجليزية. منافسة الأجانب أما الخيوط المذهبة فيقول عنها القطان: تستورد من إنجلترا وسويسرا ولها درجات أيضا، وتحتاج إلى مهارة الشغل ومهارة اليد وهذا ما يمتاز به بعض أبناء الأحساء المشتغلين بهذه المهنة والمورثة لهم من آبائهم وأجدادهم، وهم قلة الآن، لارتفاع أجورهم أولا، ومنافسة العمالة الأجنبية الدخيلة لهم. اما عبد الله الجبارة فيقول: العمالة الأجنبية أفسدت مهارة الصنعة، فيوجد الآن من يشتري مشالح يصنعها الهنود، ويضعون عليها دمغة بأسمائهم كمنتجين، لتباع بأسعار منافسة، تضر بالصناعة بشكل عام. فالأيدي الماهرة تختفي، والجودة أيضا تتراجع، لذلك نحن نطالب الجهات المعنية، سواء وزارة التجارة أو الغرفة التجارية، بوضع حل يعالج الوضع الذي تواجهه صناعتنا العريقة والأصيلة. شيخ المشالح كما يقترح الجبارة وضع شيخ لصناعة المشالح، يستطيع ان يقوم بحصر العاملين في هذه المهنة، ووضع ضوابط للمشتغلين فيها، وحل مشاكل الزبائن ـ ان وجدت ـ، ومراقبة العمالة الوافدة غير النظامية والتي تعمل في الخفاء في هذه المهنة. ويرى إبراهيم القطان ان من المهم جدا في هذه الفترة وضع مواصفة سعودية خاصة بالمشالح وصناعتها، وتعميم هذه المواصفات على كافة المنتجين، كحماية لهذا الزي التقليدي الهام، ودعم مستويات الإنتاج. كذلك يقترح أيضا عمل معهد خاص لتعليم خياطة المشالح، لتخريج كوادر تواصل العمل في هذه الحرفة المتنامية، التي هي أيضا مصدر دخل جيد للعاملين فيها. يقول: يمكن افتتاح هذا القسم في معاهد التعليم الفني والتدريب المهني، ومن الممكن كذلك تعليم الفتيات هذه الحرفة. حفاظا على توطينها، بعدما لاحظنا كثيرا من الأجانب الدخلاء على هذه المهنة، مما اضر بسوقها. جودة المشلح وعودا إلى المشلح ذاته فيذكر أسعد الحرز ان جودة المشلح تكمن في جودة خياطة المكسر وموديل خياطته و(يردغته) التي تحتاج إلى مهارة عالية، حين يقوم العامل بطرق الزري بمطرقة خاصة، كذلك نوعية القماش.. ويقول: المدة التي تستغرقها صناعة مشلح تصل إلى يومين، وهو يصنع مقاسات مختلفة وألوان متعددة، تبعا للذوق العام السائد في السوق. اما فهد الحداد فيقول انني اعمل موظفا وحبي لهذا الموروث الأصيل جعلني أتمسك بتعلمه، وانقله إن شاء الله إلى أبنائي لما في ذلك من حفظ لهذا التراث، وكسب لهذه المهنة الجميلة. من جهة أخرى أقوم بكسب وقت الفراغ بتعلم هذه المهنة، وكسب بعض المال، وان كان قليلا، فلا مانع منه مع حفظ هذه المهنة. الأحسائيون سربوا الأسرار اما الحاج باذر الباذر، الذي عمل في مهنة الخياطة لأكثر من 45 سنة، ومن الذين مثلوا المملكة في عدة معارض دولية، في مجال صناعة المشلح الحساوي، ومن الذين شاركوا في مهرجان الجنادرية لعدة مرات، كما عمل في الكويت لدى عائلة المهنا لمدة 15 سنة، يقول: قيمة المشلح الآن انحدرت إلى الهاوية، وأصبحت العمالة الوافدة تسيطر عليه، وهذا بسبب تعاون بعض أصحاب المشالح في جلب العمالة وإعطائهم كافة أسرار المهنة، وإبعاد أصحابها الأصليين منها، وكل هذا من أجل زيادة الدخل وكسب المال، ولكن هناك مجموعة من أصحاب المشاغل الخاصة بالمشالح (معازيب المشالح) ما زالوا متمسكين بالأحسائيين، رغم زيادة الأجور، التي يتقاضاها الخياط الأحسائي، وكل ذلك من أجل الحفاظ على هذا الموروث العريق والأصيل، والذي خرج من الأحساء. وعن مراحل المشلح يقول الحاج باذر: المشلح يمر بعدة مراحل، هي تركيب الهيلة، تركيب الثاني، بعدها تأتي السلسلة، أي السميط، والبروج والكرمك والمكسر، وتركيب القيطان، وأخيرا البردخة والتلميع وخبانة المشلح، حسب قياس الزبون.. كما يشير باذر الباذر إلى ان المشلح يعمل في 7 أيام، ويمكنه ان يقوم بكافة المراحل وأحيانا ينجز العمل أكثر من 7اشخاص تقريبا، ولكن يكون العمل مملا ومتعبا. وعن العوائل التي تشتهر بعمل المشالح يقول الباذر: هي البوخضر، الخرس، القطان، البوجبارة، والأمير، البوحليقة، الحرز، المهدي، الباذر، البقشي، وهناك عوائل كثيرة لم أتذكرها الآن. حجم السوق وعن أسباب تحديد حجم مبلغ 300 مليون ريال كسوق للمشالح في المملكة، يذكر احمد القطان ان هذا التقدير أولي، وقد يكون حجم سوقها أكبر من ذلك بكثير. إذا علمنا ان سوق دول الخليج يعتمد بالدرجة الأولى على سوق المملكة، وبالذات سوق مشالح الأحساء، وتقديرنا للمبلغ بإنه يوجد بعض صناع أو تجار المشالح يصل حجم تعاملهم في السوق سنويا لأكثر من 20 مليون ريال، وتبعا لعددهم الذي نعرفه جيدا، حددنا هذا المبلغ الذي يعد محفزا للتنامي والتطوير، والأخذ بمقترحاتنا.
لخياطة المشالح أسرار
أخبار متعلقة
 
دقة وإتقان