تتشعب الحياة وتتعدد مطالب الانسان وتكثر اهتماماته وتتنوع ويزداد طموحه تبعا لمثيرات الحياة ومطالبها الامر الذي يدفع به الى مزالق المرض النفسي الذي يبدأ عادة بالقلق ليتطور الى امراض عقلية قد يصعب علاجها..
الاكتئاب احد الامراض النفسية التي تشيع بين الناس بشكل أو آخر وتتدرج اعراضه من البسيطة لتصل الى الاعراض الحادة حيث لا مفر من البحث عن الخلاص من الحياة..
والمرض ينم عن اضطرابات عقلية تتسم بالتقلبات المزاجية مما يجعل الحياة بائسة وشقية تغلف حياة المريض بالتشاؤم والسوداوية والقنوط والتعاسة وتصبح غير ذات معنى ويشعر المريض بانه لاجدوى من العيش على الرغم من المباهج من حوله.. وهنا يبدأ التفكير في الانتحار.
اعراض المرض:
@ بطء في الاستجابة للمثيرات التي تحيط بالمريض.
- العزوف عن الحياة الاجتماعية واللجوء الى العزلة الشديدة.
- بطء التفكير والاغراق في التشاؤم والقنوط مع غزو الافكار السوداوية.
- البطء الحركي والكسل والخمول وقلة الانتاج.
- القلق وقلة النوم والاكل والحديث.
- الانشغال بالمرض والتفكير الجاد في الانتحار والشروع فيه.
- وقد اختلف الباحثون في اسباب المرض فمنهم من توصل الى انه نموذج مطور من اعراض الوسواس القهري والذهن وقد ينشأ بسبب خبرات أليمة تعرض لها المريض وقد ينشأ بسبب التثبيت على مرحلة سابقة من مراحل النمو لم يكن فيها اشباع تام للرغبات مع الاحساس بالذنب ولوم النفس وتقريعها وقد ينشأ بسبب البعد عن التوافق مع الانا.. ومنهم من يرى ان الاساس في المرض هو فكرة سلبية عن الذات ترسخت في ذهن الشخص وسيطرت على سلوكه مما جعله سلبيا في حياته ولم يحقق ذاته وعليه فالمرض ينشأ بسبب تراكم خبرات عديدة سلبية (الاخفاق والفشل).
وعلى اي حال فلا اسباب مباشرة للمرض وهناك الاكتئاب التفاعلي الذي يطرأ لموقف او تجربة مؤلمة تعرض لها الشخص في حياته ويكون قابلا للشفاء ويتم علاج المريض بمضادات الاكتئاب لفترة طويلة نسبيا بحسب حدة الاعراض وكحل اخير يلجأ المعالج الى الصدمات الكهربائية التي يعرض لها المريض لمدة ثانية او اقل ولمرتين الى اربع والشفاء ممكن باذن الله اذا كانت المشكلة في بدايتها.. وللعلاج النفسي الذي يأخذ صورا عديدة منها العلاج بالعمل والعلاج باللعب والعلاج الديني والعلاج بالتمثيل .. ولتغيير البيئة جدوى واضحة في الشفاء وتحسن الاعراض.
@@ صابر فيروز العابد اختصاصي نفسي اكلينيكي
