لقد مضت سنة على مأساة أحزنت الكبار والصغار وابكت العجائز وخيمت بالحزن على أهالي المنطقة الشرقية.. مضت سنة على حريق القيصرية.. الحريق الذي كان نتيجة الاهمال المتراكم لهذا المعلم التاريخي والمركز التجاري والقبلة السياحية.. الحريق الذي احرق القلوب وحرك المشاعر فانطلقت الصحافة والصحفيون والكتاب يولولون ويناشدون ويطالبون بالمحافظة على هذا السوق واعادة بنائه بما يتلاءم مع مكانته التاريخية والتجارية والأثرية.. ونتيجة لهذه الزوبعة التي صاحبت احتراق هذا الصرح فقد شكلت اللجنة الرئيسية لاعادة بناء القيصرية ولجان فرعية فتفاءلنا خيرا واغمضنا اعيننا مسترخين مطمئنين ومتطلعين لبدء اعمال اعادة البناء.. والان وبعد اكثر من سنة مازال سوق القيصرية ركاما يذكرنا بالمأساة وكأني بلسان القيصرية يقول (ما اصعب النسيان بعد النسيان وما أقسى الاهمال فوق الاهمال.. الا يكفي ما حدث.. الم اكن مركزكم التجاري.. الم اكن معلما تراثيا تاريخيا يزورني السائحون..الم؟ الم؟ الم؟... الم يكف انني اهملت حتى احترقت... فماذا تنتظرون حتى تذكروني!! وهل بيدي ان امسح اسمي من خارطة التاريخ حتى لا انتحر قهرا)... لقد كنا نتطلع الى نتائج اللجان وننتظر المؤتمرات الصحفية التي تشرح خطة اعادة البناء، وننتظر التصاميم المبدعة ولكن اتمنى ان لا تصدق عليها الحكمة القائلة (اذا اردت ان تقتل موضوعا فأحله الى لجنة) واقول للقيصرية اننا لم ننسك ولكن صبرا فالاجراءات البيروقراطية تحتاج الى وقت واللجان بحاجة الى لجان وندعو الله في هذا الشهر الكريم ان يعاد بناؤك وان لا تذهبي مع الريح في خبر كان.. واذا لم يدرك جيلنا بناءك فلعل اولادنا او احفادنا يدركون ذلك.. والسلام.
