DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خصائص لغة الإنسان

خصائص لغة الإنسان

خصائص لغة الإنسان
أخبار متعلقة
 
تتواصل أفراد أجناس الحيوان على هذه الأرض بألوان مختلفة من أنظمة الاتصال الحركي منها والصوتي والكيميائي, على ان أعلاها لغة الإنسان بما تمتاز به من مميزات, فللغة الإنسان مميزات تتفوق بها على أي نظام اتصال حيواني, من ذلك اتصافها بصفة (الثنائية) فاللغة تضافر بين المعنى والمبنى, ويشمل المبنى الأصوات وترتيبها ونظام التركيب النحوي من رتبة بين عناصره وتضام ومطابقة وروابط, وعلامات إعراب, وما من نظام اتصال حيواني له صفة الثنائية, ولا حتى يكاد يتصف بها. فنداءات غراب الزيتون مثلا هي نداءات وحدية قليلة, ونباح الكلب كليات تستعصي على التحليل. ومن هذه المميزات (صفة الانتاجية) وهي ان اللغة تمكننا من قول ما لم نقله من قبل أي ان ننتج جملا جديدة كل الجدة لا حصر لها. وليس كذلك حيوان مثل الجيبون اذ يفتقر نظامه الى الانتاجية فهو يطلق نداءاته من ذخيرة ثابتة تستنفد بسرعة بلا تجديد. بل أنظمة الاتصال لدى معظم أشكال الحياة الأخرى غير منتجة. فرقص النحل انما هو للابلاغ عن مصادر الرحيق التي تقع ضمن بضعة أميال من قفير النحل في أي اتجاه. ومن مميزات لغة الانسان (صفة الاعتباطية) والمقصود بذلك ان الرمز الصوتي وما يدل عليه لا يربطهما في الحقيقة المحسوسة شيء بل ربطهما أمر اصطلاحي بين أهل اللغة ولذلك لا علة له, ومن أجل ذلك اختلفت لغات العالم في اسمائها وأفعالها. أما رقص النحل فهو تمثيلي لا اعتباطي لان هناك علاقة مباشرة بين الرقص نفسه ومصدر الرحيق بعدد التدويمات التي تدومها النحلة واتجاهها. ومن مميزات اللغة الإنسانية (قابلية التبادل) أي ان كل إنسان يمكن ان يكون منتجا ومستقبلا للرسائل. وهي ميزة ان وجدت عند بعض الحيوانات فانها تتخلف عن بعض, فمن الطيور ما للذكور نداءات ليست للإناث. ومن تلك المميزات (التصرف الزمني) اذ يمكن استخدام اللغة للاشارة الى مسائل حقيقية او متخيلة في الماضي او الحاضر او المستقبل, بل يمكن للغة استبطان نفسها أي الحديث باللغة عن اللغة نفسها, اما نداء الطعام عند الجيبون فانما يكون بحضرة الطعام لكنه لا يعبر عن شيء أكله العام المنصرم. والنحلة طبعا, تدلي بالحقيقة وهي انها قد وجدت رحيقا الآن ولكنها لا ترقص لرحيق اكتشفته في مناسبة ماضية, ولا تتفكر في مكتشفات المستقبل. فالإنسان وحده القادر على ان ينغمس في دوامة معقدة من التساؤل والاجابة. ومن مميزات لغة الإنسان (صفة التخصص) وهي ان لغة الإنسان تخصص جزئي لبعض أعضائه فليس جسده مسخرا كله لأدائها, اذ يستطيع الإنسان ان يتكلم وهو مشغول بنشاطات لا ارتباط أبدا بينها وبين موضوع المناقشة. اما النحلة وهي ترقص فمرتبطة بعملية الاتصال. ومن مميزات لغة الإنسان أيضا (النقل التعليمي) فالانسان يتعلم لغته من جيل الى جيل واجتماعه شرط لذلك فلو انعزل لفقد اللغة. فهي لا تنقل بيولوجيا من جيل الى جيل اما أنظمة الحيوان فهي تنقل وراثيا.