الأخوّة العذبة التي تنتصب فوق تعليمات بعض الجهات التي يقود المرء سوء الحظ اليها.. الأخوة العذبة: أخي المراجع, سرعان ما تبدد لأن من جعلك أخا له لا يريد حتى ان يطالع في وجهك.. الكلمات تقطر من طرف الأنف. والطاولة التي يجلس عليها والكرسي يبدوان انهما ليس في الأرض.
يتأكد لك من تلك الفوقية المقيتة في الخطاب, وذلك البخل حتى في النظر. يتحدث, يسرد التعليمات او قائمة الطلبات او النواقص (!) بنظرة غائبة تخترقك يا (أخي المراجع) لأنك غير موجود ولا منظور, كائنا أثيريا يذوب فور دخوله الى المكتب العظيم بموظفه المتعالي الذي لا يريد ان يرى أحدا, ولا يريد ان يسهل مأموريات خلق الله.. لديه حمى غريبة ومعرفة بأدق التفاصيل, بالمسالك والمسارات الظاهرة والخفية لوقف سير أية معاملة. دائما ثمة نقص في الأوراق, دائما ثمة خرق في اتباع التعليمات الواردة أعلاه (!) ويا أخي المراجع: راجعنا بكرة.. والأفضل ان تراجعنا الى مدى الدهر!!.. ومعاملتك إن قدر الله سوف تذهب معك او معي الى القبر!!
أخي المراجع.. عزيزي المواطن.. تبحث عن هذه الأخوة.. تفتش عن ذلك الإعزاز والتقدير, فيعوزك البحث والتفتيش. فتعلم ان الأمر مجرد لافتة محفوظة لا تعني شيئا. ربما تعني. لكن هؤلاء الذين يستقبلونك في مكاتبهم الوثيرة او (الكحيانة) لا يرونها ولا يرونك أصلا.. أنت (مراجع) ينبغي ان تراجع وتراجع, وتعيد المراجعة حتى تتفطر قدماك أو تفقأ مرارتك.. ولك الخيار.. أنت (مواطن) الذي هو في عرفهم من يواطن (يطيق ويحتمل!!) كل شيء, فكيف تختبر مواطنتك الصالحة وأنت لم تبل البلاء الحسن في تحمل تلك الدائرة الكريمة ولم تشبع عينيك جيدا من مبناها ومن الطلعة البهية لـ(موظف) ينبغي ان تذوق على يديه معنى الوظيفة ومعنى ان تكون مراجعا ومعنى ان تكون مواطنا بالطريقة التي يشتهيها, ويقلبك على سفودها. لتعلم ان الله حق. ولا تحسبن (المعاملة) تمرا أنت آكله. لن تبلغ (المعاملة) حتى تلعق الصبر..
ان تكون موظفا وبين يديك مشيئة انفاذ المعاملات او تعطيلها.
ان تكون موظفا والى مكتبك يسعى (المراجعون) زرافات ووحدانا.
ان تكون موظفا وتعلو رأسك (أخي المراجع) فذلك هو المجد الذي ينبغي ان تستمتع به. وتمارسه على أصوله من كيس ووقت (أخي المراجع).. كيف لك (اخي الموظف) ان تعرف أهميتك, وعمق مركزك الحساس الذي (عذب وايد ناس!!) اذا لم نعاود المرور على مكتبك مرات ومرات.
أخي الموظف.. عزيزي الموظف.. دمت لنا أخا موظفا. ودمنا لك (أخوة مراجعين) الى الأبد!!
