DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أغضبت الكثيرين حين تحدثت عن مسألة المقاطعة للسلع الأمريكية

أغضبت الكثيرين حين تحدثت عن مسألة المقاطعة للسلع الأمريكية

أغضبت الكثيرين حين تحدثت عن مسألة المقاطعة للسلع الأمريكية
أغضبت الكثيرين حين تحدثت عن مسألة المقاطعة للسلع الأمريكية
حاوره: حبيب محمود حين فاتحناه بالحوار ؛اعتذر عن قبول الأسئلة التقليدية .وألمح إلى أنه يريد من أسئلة التحاور أن تكون جادة،متحدية ..وإلا لا داعي لإضاعة الوقت..! ومثقف ،في مثل وضع د.تركي الحمد ،من حقه أن يتحدى ..وأن يُتحدى..وأن يُستفز، وان يُستنطق ..وان يذهب معه الحوار إلى أقصى ما يُمكن أن تنجرّ إليه غواية التحدي الجاد. والتحدي - في الأساس - متوجه نحو شخصية الدكتور تركي الحمد الثقافية،وطرحه السياسي ،ورؤيته الواقعية للماضي والحاضر والمستقبل.وأيضاً مطارحاته الجريئة،ولا نغفل مدى الحساسية الجديرة بالدكتور الحمد مقابل الانفتاح الذي يتمتع به في محيط يكاد يكون راكداً...!! إذن؛ الدكتور تركي الحمد يريد أن يتحدى..؟؟ ويرفض أن يعامل تقليدياً: سؤالاً وإجابة ..تحاوراً واختلافاً..نشاطاً وتفكيراً..؟ تقاعد مبكر @ وعليه: فإنه لا مناص من التحدي الذي يبني عليه رؤيته .ومن عليه هذه انطلقنا معه ..وسألناه : هل كان تقاعدك المبكر من الأستاذية الجامعية نوعاً من التحدي الذي تحبه؟ ـ وهل الحياة كلها إلا تحد ومغامرة غير مأمونة العواقب؟ صرخة الوليد تعبير عن احتجاج فراقه لرحم أمه الدافيء والآمن، والقذف به في عالم لا يدري كيف يكون مصيره فيه. ولكن هذا بالنسبة للوليد، أما حين يشتد الساعد، فلذة الحياة في عقباتها، حتى وإن كانت تعقب الحسرات في كثير من الأحيان. عش في خطر ، ربما كان نيتشة يقصد هذا المعنى حين عبر عن فلسفته في الحياة بهذه الجملة. أما عن تقاعدي، فهو نوع من محاولة التحرر من أسر الرتابة والروتين والسأم، للخروج إلى حيث الحياة. ليس من عدو للحياة أكثر من الرتابة والسأم، حتى وإن عنى ذلك الأمن والاستقرار. نعم نريد الأمن والاستقرار، ولكن على أن لا يكون ذلك أمن حيوانات داجنة، فالشعور بالإنسانية يعني ممارسة شيء من الحرية، وممارسة الحرية لا تكتمل دون الشعور بنوع من قلق وجودي معين. والشعور بالقلق لا يتم إلا حين تكون المخاطرة، وحيث يكون التحدي، فالتحدي هو بهارات الحياة وملح طعامها، ولا أظنك تستطيب الطعام دون ملح، مهما كان شهي المنظر، وواعدا بمتعة لا تريم. نعم يا سيدي الفاضل، تقاعدت كي لا أموت قاعداً فيما لو استمرأت الرتابة، وتغذيت بالسأم. تقاعدت من أجل محاولة أن أعيش كما ينبغي للحياة أن تعاش، أو هكذا هو الأمر كما تصورته. تقاعدت من أستاذية الجامعة كما تقول، كي أنخرط في أستاذية الحياة، إن صح التعبير، واستجابة لدعوة أبي القاسم الشابي: ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر ولعلي أكون من الفالحين. فضاء @ : في سنوات قليلة جداً خرجت من السياق الأكاديمي إلى فضاء الإبداع السردي. ومن العدامة إلى جروح الذاكرة ، مروراً بـ شرق الوادي ، مارست مواجهة خيالية ضد الأكاديمية الجافة. هل هذا نوع من التحدي أيضاً؟ ـ كما قلت لك، الحياة بذاتها نوع من التحدي، وكل ما حاولت أن أجسده في هذه الأعمال هو ممارسة الحياة كما ينبغي أن تكون: متغيرة، مثيرة، متحدية، ملونة، خيرة، شريرة، لذيذة، ومريرة في آن معاً. الفعل الأكاديمي جزء من الحياة، ولكنه ليس كل الحياة، وأنا اخترت الحياة برمتها..ألم تستمع للشابي وهو يقول: أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش عيش الحجر هو الكون حي يحب الحياة ويحتقر الميت المندثر خيال ـــ واقع @ في ازدواجية جديرة بالثناء، وربما الغرابة، تمارس الكتابة السياسية الجادة، والكتابة الأدبية المتخيلة..أيهما يؤثر في الآخر سلباً وإيجاباً أكثر؟ وهل ثمة واقعية أديب؟ أم خيالية متابع سياسي؟ ـ يبدو أن متعة التلاعب بالألفاظ تستهويك، فتنتقل من الواقعية إلى الخيالية باللعب بعصاك السحرية. ولكن، هذا شأنك..أما شأني فأقول لك: ولماذا تسمي ذلك ازدواجية، حتى وإن أثنيت عليها؟ وأنا هنا أسألك بدوري: ما الحدود الفاصلة بين الواقعي والمتخيل؟ في كثير من الأحيان تبدو ساحة السياسة لدينا وكأنها مسرح من مسارح العبث واللامعقول. الخيال هو جوهر واقع العرب، فكأنك تعيش تغريبة بني هلال أو مغامرات الزير سالم. بل وتبدي هذه الساحة نفسها أحياناً وكأنها مسرحية هزلية من مسرحيات عادل إمام، مدرسة مشاغبين أو شاهد مشفش حاجة. هذا واقع سياسي، ولكن اعتى العقول المسرحية لا يمكن أن تتخيل مثل هذا الوضع، حتى لو كان الحكيم وحماره هما من يفلسفان الأمور على وزن: يا طالع الشجرة، هات لي معاك بقرة، تحلب وتسقيني، بالمعلقة الصيني . ولكن رغم كل هذا العبث واللامعقول، فإن هذا هو الواقع، رغم أنك لا تستطيع الجزم أين يبدأ الواقع وأين ينتهي الخيال. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فسبق أن قلت لك أنني أحب أن أمارس الحياة بكل أبعادها، وعندما تمارس الحياة بكل أبعادها، فإن الواقع والخيال يمتزجان، امتزاج الشاي بالماء الساخن، فلا تدري أين الشاي وأين الماء. كما أن الحياة ليست سياسة فقط، وليست أدبا فقط، بل هي كل ذلك. والحياة جد وهزل، لذة وألم، عقل وقلب، امزج كل ذلك، فتحصل على جواب السؤال. أيهما يؤثر في الآخر؟ العلاقة جدلية يا أخي، كما في حالة الدجاجة والبيضة، أو الفكرة والمادة في الفلسفة. وفي أي حال، ليس المهم من يؤثر في الآخر، بقدر ما أن المهم هو أن يؤثرا ببعضهما البعض. وبعيداً عن كل ذلك، لماذا تسمي ذلك ازدواجية؟ لماذا لا تسميه مناسبة الخطاب للمخاطب من ناحية، وطبيعة مضمون الخطاب وما يأخذه من شكل. ألم يكن جان بول سارتر مثلاً فيلسوفاً وأديباً وكاتباً سياسياً؟ وكذلك أسماء مثل ألبير كامو وماركيز وكولن ويلسون وغيرهم كثير، فلماذا عندما نمارس نحن ذلك يكون نوعاً من الازدواجية، وعندما يمارسه الآخرون يصبح نوعاً من العبقرية؟ الازدواجية تكمن هنا، أي ازدواجية الحكم وليس ازدواجية الممارسة. أتدري ما المشكلة يا أخي؟ إنها في محاولتنا حشر الحياة في زاوية معينة، فلا نرى إلا جزءاً، ولا نتعامل إلا مع جزء واحد منها، بينما الحياة أشمل من ذلك بكثير. تفرغ @ وتفرغت للتأليف أخيراً..وتصدرت بعض كتبك قائمة الأكثر مبيعاً ..فهل هذا هو الاحتراف الذي كان يبحث عنه تركي الحمد؟ هل ثمة اكتشاف جديد في هذه المهنة الشاقة والنادرة في العالم العربي؟ وكسؤال شخصي: هل تجاوزت بهذا الاحتراف أزمة الكاتب العربي المادية؟ وبشكل مباشر و(ربما) سخيف: هل تربح من وراء كتبك بصراحة؟ - لست محترفاً، ولن أكون محترفاً في يوم من الأيام، فمتى أحسست بأنني قد أصبحت خالي الوفاض، وليس لدي ما أقدمه، فلن أتردد في وضع القلم والترجل بكل احترام لذاتي ولتلك الذوات التي أخاطب. هل ثمة اكتشاف في هذه المهنة الشاقة؟ نعم..لقد اكتشفت صحة تلك المقولة من أن ما يصدر عن القلب يصل إلى القلب. عندما تكتب وأنت مخلص للحرف وما يتضمنه الحرف من معنى صادق، فإن الحرف يخدمك بقدر ما تخدمه. المهم أن تكون صادقاً ومخلصاً مع نفسك ومع النفوس التي تسعى لمشاركتها الفكرة أو الشعور، بغض النظر عن صوابك أو خطئك، وعندها تتوحد مع نفوس أخرى، وهنا يكمن معيار النجاح في اعتقادي. هل تجاوزت أزمة الكاتب العربي المادية في هذا المجال؟ هل تمزح يا صاحبي؟..لعلك تتصور أن الملايين تتدفق على جيبي..اتمنى ذلك، ولكن ما أنا في الختام إلا من هؤلاء القوم. نعم أربح من كتبي، ولكنها أرباح لا تفتح بيتاً، ولكنها مقابل رمزي يمنحني الشعور بالرضا من أنني غير مضطر لأن أدفع من جيبي كي تطبع كتبي. أساس @ ويبقى التاريخ مفتوحاً ، كتاب يسجل قراءة لشخصيات عالمية برزت في القرن الماضي..ما الأساس الواقعي الذي يجمع شخصيات هذا الكتاب؟ كيف تدافع عن وجود هذا العدد المحدود جداً في رؤيتك الخاصة؟ وما الذي يميز الكتاب عن غيره من الكتب المشابهة؟ - في الصلصال، وغيره من مواد، نقوم بتكوين أشكال كثيرة، حسب الغاية التي نكونها في الذهن قبل القيام بالعمل. الصلصال موجود، أم الأشكال المختلفة التي يتخذها فتختلف من شخص لآخر، وفقاً للصور الذهنية المرسومة في العقل مسبقاً، نتيجة خبرات وتأملات معينة. فكذلك هو التاريخ وأحداثه وشخصياته، مادة شبيهة بالصلصال، إن نظرت إليه دون موقف محدد أو محاولة لفلسفته و استباط معانيه. وهذا ما حاولت أن أفعله ببساطة في ويبقى التاريخ مفتوحاً ، من حيث البحث عن تلك الشخصيات السياسية الأبرز في القرن العشرين، والتي ما كانت الصورة ذات الصورة لولا وجودها. هذا بالطبع يدفعنا إلى مناقشة قضية هامة حول ما إذا كانت الأوضاع هي التي توجد أبطالها، أم أن الأبطال هم من يشكل الأوضاع، أم أن الحقيقة بين هذا وذاك. في الكتاب حاولت أن أناقش هذه القضية بإيجاز، واتخذت موقفاً تجاه هذه القضية، في حدود فهمي وإدراكي المتواضعين. لماذا هذه الشخصيات بالذات؟ لاقتناعي بأنها الأكثر تأثيراً في أحداث وأوضاع العالم في القرن العشرين، هذا هو اجتهادي، وليس من الضروري أن يكون الاجتهاد الأوحد، وهو ليس كذلك. ما الذي يميز الكتاب عن غيره من الكتب المشابهة؟ أصابعك تتشابه، ولكنها ليست واحدة. الناس متشابهون في أشكالهم حين تنظر إليهم يسيرون في الشارع، ولكنهم ليسوا كذلك حين تسبر أغوارهم..لعل في هذا إجابة عن السؤال. أرضية @ مع أنك لست وجهاً تلفزيونياً مألوفاً، يتكرر ظهورك في الفضائيات متحدثاً بلسان محلل سياسي ، طارحاً رؤى سياسية جريئة وجديرة بالنقاش..فإلى أي أرضية تستند في طروحاتك السياسية التي تقدمها للمشاهد العربي في الفضائيات؟ وإلى القاريء العربي في الصحف؟ - كل ما يمكن أن أقوله في هذا المجال هو أنني حريص كل الحرص على عدم غش أو خداع المتلقي، سواء في الصحافة المرئية أو المكتوبة، أو التلاعب بعواطفه من أجل الحصول على شهرة رخيصة، أو صيت لا يلبث أن تذروه الرياح بعد حين وإن طال. أقول ما أعتقد أنه الحقيقة، وفق تحليل يحاول أن يكون واقعياً وموضوعياً، حتى وإن أغضب هذا التحليل البعض أو حتى الكل، فلا يصح إلا الصحيح في النهاية، وما أوردنا موارد الهلاك والخسران، إلا تلاعب البعض بعواطف الجمهور، والسير على هدى الموجة السائدة، حتى وإن كانت مهلكة. أغضبت كثيرين حين تحدثت عن مسألة المقاطعة للسلع الأميركية مثلاً، ولكن هذا هو رأيي وموقفي، وفقاً لأرضية واقعية معينة. الخلاصة، لقد علمونا صغاراً في تلك الحكم التي نرددها ولا نطبقها، أن نقول الحق ولو على أنفسنا، وهذا ما أحاول فعله، رغم كل الصعوبات. غباء؟ ربما من وجهة نظر معينة، ولكني راض بهذا الغباء طالما أن الصدق مع النفس هو النتيجة..وتلك سعادة لا تعادلها سعادة. مزاج @ كمتابع سياسي حاد المزاج ـ أحياناً ـ ما الذي يميز مزاج الولايات المتحدة قبل وبعد الحادي عشر من سبتمبر، وبالنسبة إلى: الإسلام، العروبة، القضية الفلسطينية؟ - أتسأل هنا أم تحكم، حين تقول اني حاد المزاج؟ وما أدراك بحدة مزاجي؟ وعلى أي أساس حكمت بهذه الحدة؟ ألا ترى أنك جافيت الموضوعية المفترضة في المحاور هنا؟. المهم، وبإيجاز قدر المستطاع، فإن الولايات المتحدة قبل سبتمبر كانت أوسع هامشاً في التعامل مع كثير من القضايا، ولم تكن الثنائية الحادة عنواناً من عناوين سياستها الخارجية. بعد سبتمبر، أصبح الهامش أضيق بكثير، إن كان قد بقي هامش على الإطلاق، وأصبحت الثنائية الحادة هي العنوان الرئيس: معنا أو ضدنا، خير أو شر، إرهاب أو سلام. بعبارة أخرى، وقد ذكرت ذلك بشكل واف في إحدى مقالاتي، فإن الولايات المتحدة بعد سبتمبر أخذت بنفس النهج الذي يمارسه ابن لادن والقاعدة، أي تقسيم العالم إلى معسكري خير وشر، على اختلاف في مضمون الخير والشر لدى الطرفين. قبل سبتمبر، كانت أميركا تمارس السياسة من حيث هي فن للممكن إلى حد بعيد، وبعد سبتمبر، أصبحت الأدلجة هي الصبغة المسيطرة على الممارسة الأميركية، ولم يعد لفن الممكن حيز كبير: فإما أن يكون أو لا يكون، ولا مجال لإمكانيات كثيرة. من هذا المنطلق يمكن أن نحلل الموقف الأميركي من قضايا الإسلام والقضية الفلسطينية وغيرها من قضايانا. فالوجه الذي يظهر به الإسلام للعالم، هو ذاك الوجه الذي يقدمه الإسلامويون، أو الخطاب الإسلامي الحاد أو المتطرف. ومن هنا، فإنه، وبعد سبتمبر، فإن الإسلام برمته متهم حتى تثبت براءته، وليس كما كان الوضع عليه قبل ذلك نسبياً. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن القضية الفلسطينية، بصفتها مرتبطة بأعمال الإرهاب، وفق المفهوم الأميركي. وكل ذلك ليس غريباً ولا عجيباً، إذا أدركنا أن أميركا في علاقتها مع السعودية مثلاً، وهي حليف تاريخي لأميركا في المنطقة، لم تعد هي نفسها قبل سبتمبر. بإيجاز: البارانويا، الإرهاب، تأكيد الزعامة العالمية..هذه هي المحددات الرئيسية للسياسة الخارجية الأميركية في مرحلة ما بعد سبتمبر. أسلحة @ حين نطلب منك صورة سيريالية للحسابات الأميركية ازاء أسلحة الدمار الشامل، فكيف تفعل ذلك مستخدماً: العراق، كوريا الشمالية، إسرائيل؟ - هنالك أذكياء، وهنالك أغبياء بين الدول في هذا العالم، كما هو الوضع في عالم الأفراد تماماً. أسلحة الدمار الشامل موجودة لدى الكثير من الدول، ولكنها موجودة من أجل الردع لا من أجل الاستخدام في غالب الأحوال، وذلك كما أن البعض من الأفراد يملك مسدساً أو بندقية من أجل الضرورة، ولكنه لا يستخدمها في غالب الأحوال. مشكلة العراق أنه يعطي المبرر لمن يبحثون عن المبررات، وليس كما هو الحال بالنسبة لدول أخرى. غزو الكويت في العقد الأخير من القرن الماضي كان سابقة خطيرة، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب مع إيران وفي قمع الأكراد في الشمال، بينت أن العراق قد لا يردعه شيء إذا أراد شيئاً وملك الإمكانيات لتحقيق ذلك، وهذه مسألة خطيرة عندما تنظر إليها من زاوية منطق النظام الدولي السائد. قد لا يعجبك النظام الدولي السائد أو يعجبك، لا يهم..المهم أن هنالك نظاماً دولياً له آلياته ومنطقه الذي لا يجوز الخروج عليه، وذلك كما في النظام الداخلي بالضبط. والذي يقرر حركة النظام، وموقع الأعضاء فيه، هو موازين القوى وليس الرغبة أو المعايير الأخلاقية. نعم العراق ليس الوحيد الذي يملك أسلحة دمار شامل، وامتلاكه هذه الأسلحة ليست مشكلة بحد ذاته، ولكنه نظام غير موثوق فيه، وهنا تكمن مشكلته. فالسكاكين موجودة في مطابخ الجميع، ولكن قلة تلك التي تستخدمها لغير أغراض الطبخ. أما بالنسبة لإسرائيل، فهي ركن رئيس من أركان الاستراتيجية الأميركية في هذه المنطقة، حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ولذلك يجري التعامل معها بشكل مختلف، وهذه حكاية أخرى لوحدها. ضرب @ في رؤيتك الخاصة، هل أسلحة الدمار الشامل هي الواقع الذي تبني عليه الولايات المتحدة أمرها في شأن ضرب العراق؟ وفي رؤيتك أيضاً، هل ستضرب أميركا العراق فعلاً؟..كيف تبني رؤيتك؟ - بالطبع لا..فهناك استراتيجية أميركية معينة لكامل منطقة الشرق الأوسط، وما العراق إلا نقطة البدء في ذلك، خاصة في المنظور الأميركي بعد سبتمبر. فكما قلنا آنفاً، أسلحة الدمار الشامل موجودة لدى الكثيرين، ولكن ضرورات الاستراتيجية تفرض نفسها، بغض النظر عن مباديء الأخلاق. هل ستضرب أميركا؟..وهل ما زال لديك شك؟ القضية قضية استراتيجية واسعة، وليس مجرد تصفية حسابات كما يبدو الأمر لأول وهلة. مجلس الأمن @ ونحن في انتظار قرار من مجلس الأمن ازاء العراق، نريد منك أن تستبق الأحداث عنوة (بناء على طلبنا على الأقل) وتتوقع زبدة المخاض التي سوف يفرزها المجلس ازاء هذه العقدة السياسية الأميركية؟ - هناك مثل شعبي يقول: كل يقرب النار لقريصه ، ولعل الإجابة تكمن في هذا المثل. المعارضون لضرب العراق في مجلس الأمن لديهم حساباتهم الخاصة، وليست القضية قضية مبدأ أو نحو ذلك. أوروبا تريد أن تجد لها موقعاً في النظام الدولي الجديد الآخذ في التكون، لذلك هي تعارض من أجل إثبات الوجود، بالاضافة إلى منافع اقتصادية أخرى. روسيا تخشى من انهيار أسعار النفط، وهو الذي يعتمد عليه دخلها القومي في الفترة الحالية. الصين أيضاً لها حساباتها الخاصة، السياسية والاقتصادية. وفي النهاية، سوف تستطيع أميركا أن تصل إلى حل وسط مع الجميع، سواء عن طريق الترغيب، استثمارات في روسيا والصين مثلاً، أو الترهيب، مسألة حقوق الإنسان في الصين مثلاً، أو الفساد في روسيا، وهكذا. بكل إيجاز أقول، سيصدر القرار بهذه الصيغة أو تلك، وإن لم يحدث ذلك، فسوف تقوم الولايات المتحدة بالعمل منفردة، وتفرض شرعيتها الخاصة على الجميع، ولن يستطيع أحد من هؤلاء أن يفعل شيئاً، بل وربما عملوا وفق المثل الأميركي القائل: إن لم تستطع هزيمتهم، فانضم إليهم ..فنحن نعيش في زمن الإمبراطورية. 2003 @ نريدك أيضاً أن تستبق الأحداث وترصد أهم ملامح العالم العربي عام 2003، من وجهة نظر توقعاتك وحساباتك؟ - عد إلى سجل عام 2002، وهو نفسه سجل عام 2003، مجرد اختلاف في بعض التفصيلات هنا أو هناك ليس أكثر...فنحن قوم الثوابت التي لا تتزعزع، حتى لو انهارت الدنيا بأسرها، ويا جبل ما يهزك ريح
حين كان طالبا في المرحلة المتوسطة
أخبار متعلقة
 
أثناء دراسته الثانوية بالدمام (يسار)