في لقاء اتسم بالشفافية والمصارحة ألتقى فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة بخطباء المنطقة الشرقية حيث ألقى فضيلته محاضرة قيمة عن أهمية الخطابة وواجب الخطيب في المجتمع خصوصا في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية والعالم بصفة عامة.
فعاليات اللقاء أولا: قدم للقاء فضيلة الشيخ عبدالرحمن الرقيب مساعد رئيس المحاكم بالمنطقة الشرقية حيث رحب بفضيلة الشيخ ابن منيع وبأصحاب الفضيلة خطباء المنطقة الشرقية. ثم أكد على أهمية مثل هذه اللقاءات التي يلتقي فيها الأئمة والخطباء بأصحاب الفضيلة من كبار علمائنا ليكون التواصل والتواصي قد أخذا مسارهما الصحيح. كما أكد فضيلة الشيخ عبدالرحمن على مكانة الخطابة والخطيب في المجتمع وبين فضيلته ان العناية بخطبة الجمعة تستلزم العناية بالخطيب.
ثانيا: بعد الحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ استهل صاحب الفضيلة الشيخ ابن منيع حديثه لاخوانه الخطباء ودارت محاضرته على النقاط التالية:
ـ أهمية دور الخطيب في المجتمع من خلال نصح الناس وتوجيهه لهم وتعلمهم أمور دينهم وتحذيرهم من المحرم ودرء الشبهات الى غير ذلك من التوجيهات والنصائح.
ـ الخطيب مسؤول ومؤتمن:
تحدث فضيلة الشيخ ابن منيع عن مسؤولية الكلمة للمرء خاصة الخطيب لابد ان يزن كل كلمة يقولها فالناس يستمعون ويتأثرون بما يقول لذا فهو مؤتمن على ما كلف به.
التصورات الخاطئة:
تحدث الشيخ عن ان بعض الناس يحمل أفكارا منحرفة وتصورات خاطئة ثم يتصرف من خلال هذه الأفكار والتصورات وهذا منحى خطير وهنا يأتي دور العلماء وطلاب العلم والخطباء في تجلية الأمور وإيضاح الحقائق وإزالة اللبس وتصحيح المسار والتصورات المنحرفة والخاطئة.. فما وقع فيه بعض الشباب من تصرفات خطيرة انما كانت نتاج فكر خاطىء فقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
الشباب وفتح الصدور
حول هذه النقطة أكد الشيخ ابن المنيع انه ينبغي علينا جميعا ان نفتح صدورنا لاستقبال الشباب وتقبل وتصحيح ما لديهم من أخطاء ان وجدت. وقد حدث ان جلسنا مع أكثر من واحد كان يحمل تصورا خاطئاً في أمر من الأمور وحين بينت له الحقيقة رجع عن رأيه وأدرك خطأه وكيف حدث هذا.. حدث بالمصارحة.. لكن مشكلتنا ان بعض الشباب لا يشاورون العلماء او لا يسألون أهل العلم.. نعم يجب على العلماء ان ينزلوا للناس ولكن ايضا يجب على الناس ان يسألوا العلماء لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
نحن وولاة الأمر
وحول وجود الترابط والتناصح بين الراعي والرعية أكد فضيلة الشيخ عبدالله انه من اساسيات هذا الدين وجود الترابط والتناصح بين الراعي والرعية.
ثالثا: من فعاليات هذا اللقاء شارك فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الطيار استاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بمشاركة قيمة بناء على طلب صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله بن منيع حيث تحدث الشيخ الطيار عما يلي:
- الثوابت التي لا تقبل المساومة عليها مهما كلف الأمر الثابت الأول.
- الدين.. فنحن لا نساوم على ديننا ولا على ثوابته ولا على شيء من ذلك (ان الدين عند الله الإسلام) والإسلام كل لا يتجزأ فاذا ما جاءنا من يطالبنا بالتنازل عن شيء منه فلا تنازل مهما كلف الأمر.
- الثابت الثاني: ولاة أمورنا
فنحن وإياهم في خندق واحد نتمثل قول الله جل وعلا (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
فالواجب عدم شق عصا الطاعة ولزوم أمر الجماعة.
- الثابت الثالث: واجبنا نحو علمائنا.
فالعلماء هم النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البحر (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ويقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (العلماء ورثة الأنبياء) نعم انتم تاج على الرؤوس وحق لمثلنا ان نفتخر بوجود علماء اجلاء في بلادنا ينظر اليهم بعين الاعتبار فاذا ما جاءنا من جاء محاولا هدم هذا البناء عارضناه ونبذناه لان هدم العلماء هو هدم للدين .. اذا فنحن لا نساوم على مكانة علمائنا.
- الثابت الرابع: أمن هذا البلد ومسؤولية الأمن تقع على عاتق الجميع والواجب علينا جميعا وعلى كل فرد يعيش فوق ثرى هذه البلاد الطاهرة ان يحرص على أمنها ويجب ان نكون يدا واحدة ضد من يحاول العبث بأمن بلادنا حرسها الله.
هذه ثوابت اربعة مهمة يجب ان نعمل عليها ولا نقبل المساومة فيها.
- رابعا: من فعاليات هذا اللقاء المبارك فتح باب الحوار والمداخلة والإجابة عن الأسئلة حيث كانت هناك مداخلات جيدة اتسمت بالصراحة المؤدبة حيث تولى فضيلة الشيخ عبدالله اللحيدان إدارة الحوار والمداخلات.
خامسا: من فعاليات اللقاء بعد تناول العشاء التقى فضيلة الشيخ عبدالله بن منيع بجمع من مشايخ المنطقة وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ محمد بن زيد رئيس محاكم المنطقة الشرقية وعضو هيئة كبار العلماء وكذلك فضيلة الشيخ محمد بنسليمان رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية.
