احمد.. طفل لا يتجاوز الثالثة من عمره.. جميل مرح يسابق اخويه عندما يركض في لعبته المفضلة كرة القدم وقيادة دراجته الصغيرة..
ربما.. كان الحلم رغم صغره بقيادة السيارة والطائرة والطيران بها لاعلى المسافات.
وفي لحظة من الزمن كان على موعد مع القدر والألم.. بسبب حادث مروري واهمال من اسعاف المستشفى ليفقد احدى ساقيه الصغيرتين..!!
وفقد معها قيادة الدراجة واللعب بكرة القدم والحلم بالتحليق عاليا بالطائرة!!
وتلاشت جميع احلامه وامنياته!!
ان هذه الواقعة وغيرها كثير يئن منها المصابون وذووهم!!
فنحن امام مشكلة حقيقية وهي عدم قبول اسعاف بعض المستشفيات الخاصة، والحكومية لحالات من المرضى او المصابين في الحوادث الذين يتطلب اسعافهم علاجا فوريا فيكون الرفض غالبا لعدم قدرة المستشفيات الخاصة على دفع فاتورة العلاج والتنويم بعد ذلك مما يؤدي للخسارة في نظرهم. مع ان هناك نظاما من قبل وزارة الصحة يلزمهم بالعلاج الفوري..!
بالمقابل هناك بعض المستشفيات الحكومية التي ترفض قبول الحالات الاسعافية بحجة انه تابع لمنطقة اخرى وهذا ما حصل بالفعل مع الطفل احمد. حين رفض الاسعاف علاجه بهذه الحجة واستمر ينزف لمدة ثلاث ساعات وحينما وصل لمنطقته كان حد المشرط اسرع لبتر رجله الصغيرة بعد ما اصابتها الغرغرينة.
هذا الطفل وغيره ضحية من؟؟
هل هو..
ضحية انظمة متناقضة في المستشفيات
ام ضحية اهمال وعدم متابعة ميدانية؟!
ام ضحية ضمائر غائبة؟؟
ان هذه القضية تحتاج الى اكثر من مقال..
فالواقع يؤكد ان هناك خللا يتمثل في:
- الخدمات الطبية المتوافرة سواء الخاصة او الحكومية لاتواكب الاسعافية الخطرة.
- ليست هناك الية واضحة ومنظمة في حالات قبول الاسعاف للمرضى في جميع المستشفيات العامة والخاصة.
- تزايد عدد الحالات الاسعافية قياسا بقدرة الاستيعاب المتاحة في المستشفيات الحكومية والخاصة.
بالمختصر المفيد:
نحتاج الى وقفة صادقة من قبل جميع المسؤولين في وزارة الصحة ليضعوا سياسة واضحة وملزمة مع حفظ حقوق المرضى وكذلك المستشفيات الخاصة. فيما يتصل باسعاف الحالات الخطرة على الوجه المطلوب ومعاقبة اي مستشفى يخل بالتعليمات.
╝♀ مناير القحطاني
