@ مفهوم العلاقات العامة في الاعمال التجارية بمختلف انواعها، لازال الكثير يسيء فهمه بشكل صارخ!، فهذا الجانب الشديد التأثير في الحياة العملية الذي اكتشفه علماء الاجتماع الاوائل حتى ورد في كثير من اطروحاتهم وتطور مع الزمان بعدة اشكال ونظم وقوانين وجاء ديننا الحنيف ليؤكد ذلك في مجموعة كبيرة من الاحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية المباركة في المعاملة وحسن الخلق والمودة وبذل العطاء وتفقد حاجة الغير والنصيحة والمؤازرة ، الخ، ثم ماذا نفهمه نحن في حياتنا الواقعية من مفهوم العلاقات العامة ، ببساطة هو موظف او مجموعة موظفين انيطت بهم تحمل مسؤولية تخليص المعاملات الحكومية وبالاخص الجوازات والمرور ومكتب العمل، وما عدا ذلك ليس من اختصاصهم، يعني العلاقات العامة لدى الكثير للاسف هو مفهوم خاص بالتعقيب على المعاملات فقط، وبالتالي يطلق على المندوب مسمى موظف علاقات عامة، واي شيء مرتبط بهذا المعنى هو شغل تعقيب وبس.
@ في البلدان التي سبقتنا بحضاراتها الحديثة تضع غالبية قطاعاتها التجارية ومنذ انشاء اية منظومة او مجموعة ما يسمى بقسم العلاقات العامة، الذي يوكل إليه مسئوليات جمة وحساسة احيانا خاصة بتسويق اسم وسمعة المجموعة او المنظومة فيما بينها والموظفين او الموظفين والعملاء او كلاهما والمجتمع!، وقد يبلغ من مقدار سلطة وحجم مسئولية هذا الجانب انه لا تنفذ أية خطط تسويقية او ترويجية او تطبق نظم خاصة بالافراد او يتم التوسع بالاعمال او التبرع وتقديم المساعدات اذا لم يطلع ويقر ذلك من قبله وخصوصا من الناحية العملية، وطبعا يتم كل هذا بالتنسيق المترادف فيما بين قسم العلاقات العامة والاقسام الاخرى حتى لا يكون تنظيم او تطبيق مخطط ما على حساب الضرر الشديد لسمعة المنظومة والافراد العاملين او المجتمع المحيط بها، كما ان هذه المجموعات تخطط مسبقا لتجعل من اقسام العلاقات العامة رديفا مساعدا لنجاح بقية اقسامها التجارية والادارية وتحسين سمعتها وصورتها بشكل قد يفوق ما هو حقيقي احيانا كثيرة، وقد توظف لذلك اموالا طائلة ولا تبخل بتعيين افضل الكفاءات والمختصين لاقسام العلاقات العامة حتى ان بعضها قد يعين مديرا عاما لادارة قسم العلاقات العامة لديه (مش بس مشرف علاقات خبرة 5 سنوات تعقيب كما هي العادة).
@ واقدم هنا بعض الامثلة الحية على سوء استخدام مفهوم العلاقات العامة او كيفية التعامل مع امكانياته وكذلك الاخطاء التي تقع ببعضها القطاعات التجارية عند تقديرها لحاجة اقسام العلاقات العامة لديها في تسهيل اعمالها ومنها مثلا : ان لا يؤخذ برأيها او يسند لها اية مسئوليات خاصة بنوع المنتجات التي ترغب الشركة بتصنيعها او تسويقها او حتى تصميمها ولو من باب المشاركة بالرأي لان رأيها ليس له قيمة او وزن!، لا يتم استشارتها بالنظم المقترح تطبيقها على الموظفين او التي قد تؤثر مباشرة على انتاجيتهم واستقرارهم او استمرارهم بالعمل الا بعد ان تكون هذه النظم قد طبقت فعلا وبدئت لها ردود فعل عكسية، ولا يجري اشراكها في المخططات الخاصة بالمساهمات الخيرية او الاجتماعية او حتى الوطنية وهي غالبا آخر من يعلم عن ذلك ، ولاتستدعي المشاركة في اية مهرجانات او حفلات او ندوات او حتى استقبال زائرين او وفود للمنظومة! يمكن لان وجودها لا يشرف، وحتى عند وجود اية خلافات عمالية او مهنية او حدوث مشاكل مع العملاء او بعض جهات المجتمع فنرى ان الجهات المسئولية بالقطاع تحاول جاهدة حل المشكلة خارج سيطرتها وفقط حين ذلك يستدعى قسم العلاقات العامة مع ادوات الغسيل والتنظيف ليقوم باللازم الذي قد يكون متأخرا جدا. اعتقد ان الصورة اصبحت واضحة وقد لا تحتاج مزيدا من العلاقات العامة! وألا ايش رأيكم؟
