أشارت دراسة علمية إلى أن النساء اللاتي يستخدم أقراص منع الحمل لعدة سنوات يتضاعف احتمال إصابتهن بسرطان عنق الرحم. وتوصل الباحثون إلى أن الاحتمال يتضاعف إلى مثلين بعد استخدام أقراص منع الحمل لمدة عشر سنوات أو أكثر. كما أشارت الدراسة التي أجريت على 12500 سيدة مصابة بسرطان عنق الرحم في 24 دولة إلى وجود علاقة قوية بين تزايد احتمال الاصابة بالسرطان ومدة استخدام أقراص منع الحمل. وتوصلت الدراسة إلى أن النساء اللاتي يستخدمن أقراص منع الحمل لمدة خمس سنوات أو أكثر يزيد احتمال إصابتهن بالسرطان بنسبة عشرة في المئة مقارنة بالنساء اللاتي لم يستخدمنها على الاطلاق. كما يرتفع الاحتمال إلى 60 في المئة بين من استخدمن الاقراص لفترة تتراوح بين خمس وتسع سنوات بينما تتضاعف إلى مثلين لدى من استخدمنها لمدة عشر سنوات. وأكد الاطباء أنه ما زال غير معروف إلى أي مدى يستمر احتمال الاصابة بالسرطان بعد التوقف عن استخدام الاقراص، ولكن نتائج الدراسة من القوة بحيث تبدد أي شك في وجود علاقة بين أقراص منع الحمل وسرطان عنق الرحم. ورغم ما أشارت إليه دراسات سابقة من احتمال وجود صلة بين الاقراص والاصابة بالسرطان إلا أن الدليل على ذلك لم يكن واضحا حتى الان. وقالت الباحثة آمي بيرينجتون من وحدة أبحاث السرطان البريطانية بمستشفى رادكليف في جامعة أكسفورد تظهر هذه الدراسة أن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية لفترات طويلة يمكن أن تضاعف احتمال الاصابة بسرطان عنق الرحم. لكن تداعيات هذه الاكتشافات على مجال الصحة العامة تتوقف إلى حد كبير على ما إذا كان احتمال الاصابة بالسرطان يظل قائما بعد فترة طويلة من التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، وهو ما لا يمكن استخلاصه من البيانات التي تضمنتها الدراسة. وقالت بيرينجتون هناك بعض الادلة التي تشير إلى تراجع الاحتمال بعد توقف النساء عن استخدام الاقراص لكن تأكيد ذلك يحتاج إلى مزيد من الدراسة .
وقالت إن منظمة الصحة العالمية تمول بحثا جديدا يهدف إلى الاجابة على هذا التساؤل. وكان باحثون من وحدة أبحاث السرطان البريطانية ووكالة أبحاث السرطان في فرنسا قد راجعوا بيانات تضمنتها 28 دراسة منشورة في 24 دولة منها بريطانيا والولايات المتحدة. ونشر الباحثون ما توصلوا إليه في مجلة لانسيت الطبية وهو أنه كلما زادت فترة استخدام أقراص منع الحمل كلما زاد احتمال الاصابة بسرطان عنق الرحم. ويعتقد أن بعض أنواع الفيروسات المسببة للاورام السرطانية والتي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي هي أهم أسباب الاصابة بسرطان عنق الرحم. لكن إصابة النساء اللاتي تنتقل إليهن تلك الانواع من الفيروسات بالسرطان يخضع لعوامل أخرى مثل استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية. وقالت ليزلي ووكر مديرة المعلومات في وحدة أبحاث السرطان البريطانية إن الدراسات السابقة أثبتت أن استخدام أقراص منع الحمل يمكن أن يزيد احتمال بسرطان الثدي ويقلل احتمال الاصابة بسرطان المبيض. البيانات الجديدة تشير إلى أنه قد يزيد احتمال الاصابة بسرطان عنق الرحم... من الاهمية بمكان أن نواصل جمع المعلومات عن علاقة الاصابة بالسرطان بأقراص منع الحمل لتستطيع النساء اختيار وسائل منع الحمل على أساس معلومات وافية. وقالت آن وايمان رئيسة اتحاد تنظيم الاسرة إن فائدة استخدام أقراص منع الحمل تفوق مخاطره بكثير لدى الغالبية العظمى من النساء. وأضافت إن الاقراص فعالة جدا في منع الحمل وتقلل كثيرا من احتمال الاصابة بسرطان الثدي وسرطان الرحم. وأشارت إلى أن الفيروسات المسببة للاورام السرطانية تكتشف في 99 في المئة من حالات الاصابة بسرطان عنق الرحم وتظل أهم أسباب الاصابة بالمرض. وقالت إن هذه الاكتشافات توحي بأنه كلما طالت فترة استخدام النساء للاقراص كلما زاد احتمال الاصابة بسرطان عنق الرحم، مؤكدة أن البرنامج القومي في بريطانيا لفحص النساء بهدف الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم يعني أن احتمال الاصابة به منخفض جدا. وأضافت من الضروري أن تستمر النساء في الخضوع للفحص بصفة دورية للكشف عن سرطان عنق الرحم.
