DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الكلمة لي

الكلمة لي

الكلمة لي
أخبار متعلقة
 
ليس عيباً أن نعتذر لأبنائنا عن خطأ ارتكبناه في حقهم لأن الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً ولا يختص بفئة دون الأخرى والاعتراف به لا ينقص من منزلة الوالدين بل بالعكس يعمق الصلات ويقوي الروابط، فإننا بذلك نعلم أبناءنا الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، والعكس أن لم نفعل حيث يشب الطفل على التعالي ويتربى في داخله الشعور بالعظمة والتكبر حتى على والديه، التربية من أصعب المهام وأدقها والتي يجب فيها أن نحسب ألف حساب لكل ساكنة وشاردة وكل قول أو عمل نقوم به تجاه أبنائنا لأن الخطأ لن يكون بسيطاً والمساويء كثيرة وأكثر مما نظن، لأننا نخطئ في حق إنسان، أحاسيس ومشاعر ودم ولحم لا آلات وأجهزة حديدية، فالتأثير السيء النفسي والسلوكي والوجداني والذهني وحتى الجسدي يكون نتيجة تربية خاطئة، الإهانات المستمرة، والتخويف، والتهديد، والوعيد، وعدم الاكتراث بالطفل وبما يقوم به وما ينجزه من أعمال حسنة وعدم إظهار أهميته وقيمته الذاتية يولد أوجاعاً في النفس لا تندمل حتى بمرور الوقت ونمو الطفل فإنها تزداد وتنمو معه وتستقر في أعماقه وان لم يشعر بها لأنها تحتل العقل الباطن وتهاجمه متى أرادت وفي أي زمان وحسب الظروف، الطفل إنسان له كيان وحقوق وليس تابعاً أو مملوكاً لأحد حتى وأن أبويه. لشد ما ساءني تصرف أرعن لأب متحضر ولا أعرف تفسيراً للحضارة في قاموسه، عندما كثر خطأ قريبه الطفل الذي يقوم بكفالته وتربيته، وعندما حاول تأديبه انتهج طريقة غريبة في التهذيب استغل أحد أخطاء ابنه القليلة ولم يكن خطأ بالمعنى الصحيح وحتى لو كان خطأ فادحاً فلا يجب أن يعالج بهذا الأسلوب. وقام بضرب ابنه ضرباً مبرحاً أمام القريب الصغير كوسيلة إيضاح تهذيبية، واستمر يضرب والابن يقع ثم يقف واللكمات والركلات توزع على جسمه الصغير وكأننا نرى مشهداً من مشاهد المصارعة الحرة وبالطبع ردود الأفعال كانت عنيفة وقاسية، رعب فظيع للطفل القريب، وتمرد وعصيانا ترجمتها شخصية الابن الذي تعرض للإهانة وأحس بالذل وذوت ذاته ودفنت في خبايا روحه المحطمة وكره أبيه وقريبه بل المجتمع بأسره، وتحول إلى مجرم صغير رجل صغير من رجال المافيا وعمد إلى العنف بكل أنواع العنف وفي كل مكان، في البيت والمدرسة والشارع فلم يسلم من أذاه أحد حتى مدرسيه الذين أحبهم وتفوق في موادهم، وفقد كل شيء إلا العنف الذي تربى داخله وكبر وترعرع وأصبح جزءاً منه ( العنف لا يولد إلا العنف) وعندما حاول المصلحون تقديم المساعدة للوالد لكبح جماح ولده ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تحول إلى مافيا بين عشية وضحاها، عرضت عليه الكثير من النصائح والحلول من أهمها الاعتذار في البداية من الولد والاعتراف بالخطأ الذي نجم وأدى على كارثة ومن ثم ضم القلب الصغير العاصفة الهوجاء التي هبت مع بداية الظلم إلى صدر الأبوة ليشعر بالدفء والحنان والأمان معاً وتهدأ العاصفة، رفض الوالد رفضاً قاطعاً فليس من المعقول أن يعتذر الوالد من الولد حتى ولو كان مخطئاً وازداد تصلباً وعناداً فهل انقلبت الموازين حتى يعتذر الوالد من الولد؟ ( هذا في قاموس الوالد بالطبع)، أب متحضر وديمقراطي كيف يفوته ذلك؟ لم يفته ولكنه لا يريد الاعتراف بالخطأ لأنه صدمة لكبريائه وتقديره الذاتي، كيف يفكر هذا الرجل ومن على شاكلته؟ حقاً أن سلوك الناس انعكاس لأسلوبهم في التفكير.. دعوة ورجاء وبشدة للتفكير بمنطق وعقلانية لكل أب وأم متجبرين لأن التفكير فريضة إسلامية، وكلكم راع ومسئول عن رعيته، والتربية حضارة ومفهومها واضح وأسلوبها حكيم وأن تعامت عن رؤيته بعض الأبصار،( أنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) هذا الموضوع ليس من القصص التي تقرأها أو نشاهدها في التلفزة، غريبة نعم.. ولكنها حدثت وتحدث في أحسن العائلات.