DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هجريات

هجريات

هجريات
أخبار متعلقة
 
في واحة الاحساء أماكن أثرية تستحق الزيارة والاطلاع.. ويعتبر قصر ابراهيم بالكوت بطرازه المعماري وبمسجده ذي القبة والمئذنة المتميزة احد المعالم الاثرية التي قامت ادارة الآثار بوزارة المعارف بترميمه والمحافظة عليه. وفي السابق والى وقتنا الحاضر اشتهرت الباحة المحيطة بالقصر بأن يقام فيها سوق اسبوعي ـ وهو سوق الخميس (الذي تم نقله الى مكان آخر فيما بعد) ، وايضا هناك سوق القيصرية الذي تباع فيه بعض المشغولات من الصناعة الوطنية التي تعتمد على المواد الاولية المحلية اللازمة في مثل هذه الاعمال ـ مثل صناعة الجلود والمصنوعات القطنية، وكذلك سوق الحدادين الذي تصنع فيه المشغولات التي تستخدم في الزراعة وكذلك سوق النجارين ـ والحياكين للبشوت والعباءات النسائية، والصناعة التي تعتمد على منتجات النخلة، وكان اهل البيوت القريبة منه يشتهرون بصناعة خياطة البشوت بالقصب التي كانت حكرا عليهم لزمن طويل، وقد كانت منطقة الاحساء مكتفية ذاتيا وتعتمد على انتاجها الداخلي، لتوافر عنصرين مهمين في ذلك هما: ـ وجود الطاقة البشرية الفنية المدربة. ـ وكذلك وجود المواد الأولية اللازمة. ولكن للأسف الشديد فبعد ظهور صناعة البترول التي أنعم الله بها على هذه البلاد والتي تدر ربحا اكبر، مع مجهود يكون اقل فقد هجر كثير من الناس صناعاتهم التي كانوا يجيدونها واتجهوا الى العمل بشركة ارامكو مما كان له اثر سيئ في انقراض او شبه انقراض لكثير من هذه الصناعات والتي اصبحنا نستورد كثيرا منها من الدول العربية او الصديقة. مما تسبب في ضياع كثير من الأموال التي كان يمكن الاستفادة منها في الاستثمار الداخلي ومع تقادم الزمن وعزوف كثير من اصحاب هذه المهن عن العمل فيها فقد ندرت الأيدي الفنية الوطنية، إما بسبب وفاة المهتمين والمشتغلين بها او بسبب قيام البعض باستقدام العمالة الوافدة غير الفنية في كثير من الاحيان وتدريبهم على الاعمال اليدوية الدقيقة التي كانت حكرا على اهالي المنطقة فيما سبق، ولنأخذ مثلا عليها (خياطة البشوت بالقصب) ، حيث ان المعروض حاليا في السوق المحلي يقل جودة عما كان ينتج سابقا، ولذلك أقترح ان تتبنى المحافظة والبلدية ووزارة التجارة وادارة الآثار والجهات المعنية والمهتمون الاستفادة من هذا القصر وفتحه للزوار وتخصيص اماكن لاصحاب المهن اليدوية بالعمل فيه وعرض منتجاتهم، وبذلك نكون قد حققنا عدة اهداف في آن واحد هي: 1ـ الاطلاع على احد اهم المعالم الاثرية والسياحية في المنطقة للوافدين والزائرين والمقيمين، مما يساعد على رواج الحركة السياحية في المنطقة. 2ـ المحافظة على الصناعة الوطنية التي تشتهر بها المنطقة، مثل صناعة البشوت والحياكة والخرازة وصناعة السيوف والخناجر ومنتجات النخلة مثل المكانس اليدوية والاقفاص والاسرة. 3ـ تشجيع الايدي الفنية الوطنية للعمل في مثل هذه الصناعات التي توفر فرصا وظيفية لكثير من الايدي الوطنية، واستخدام القصر كسوق ومعرض دائمين للمنتجات الوطنية. 4ـ الاستفادة من القصر كمعلم سياحي يستحق الزيارة والاطلاع عليه وعلى المنتوجات الوطنية الجديرة بالاقتناء. أعتقد من وجهة نظري ان هذه الفكرة جديرة بالدراسة والتنفيذ.