قرأت في هذه الجريدة 13/1/2003م هذا العنوان (ضبط 100 طبيب بشهادات مزورة) اما تفاصيل العنوان فقد جاء فيها ان هذا العدد ضبط خلال هذا العام الهجري الذي نحن فيه.
حين قرأت هذا استبد بي الرعب, وخطر على لساني فورا البيت الشعري القديم الذي نحفظه جميعا:==1==
الى الماء يسعى من يغص بلقمة==0==
==0==الى اين يسعــــى من يغص بماء؟==2==
الزور لغة الكذب والفعل (زور) معناه زين الكذب وحين نفكر على ضوء هذا الجذر اللغوي, نرى ان مجتمعنا كله غارق في خليج من الكذب, او اذا اردت الدقة, في مستنقع من الكذب, كيف؟
المسألة او المشكلة لا تحتاج الى السؤال (بكيف) انها واضحة: فالذي يدعي بما ليس فيه مزور, والذي يسيء الى عمله بالاستغلال او بالاهمال مجرد مزور, والوساطة التي تخرق الشروط وتعبر المواصفات, هي تزوير.. وهكذا يمكن ان ترى مظلة التزوير, وقد ظللت او حتى (ضللت بالضاد) معظم السلوك والاقوال. في زاويته الرائعة (لقاء) في 4/11/2002م كتب الاستاذ القدير تركي السديري حول المستشفى التخصصي, وكيف انه تحول من تخصصي الى مجرد (خصوصي) وكيف ان رواتب العاطلين فيه من كبار الموظفين الذين يسميهم صغار الموظفين بـ (قراء الجرائد) تكفي رواتبهم لتشغيل ثلاثين مستشفى بالتمام والكمال.
اذا كانت هذه حال المستشفى التخصصي فهل يستساغ السؤال عن باقي المستشفيات في البلد؟ وهل تصاب بالرعب حين تسمع ان عمليات عديدة اجريت خطأ او تقرأ انه في سنة واحدة فقط تكتشف 100 شهادة مزورة لاطباء؟
تزوير الشهادات موجود في كل حقول المعرفة, وفي كل الادارات الحكومية والمؤسسات.. ولكن ان يستفحل التزوير في الحقل الطبي, حقل ارواح الناس.. فهذه هي الكارثة السوداء.
ليس امامي وامامك وامامهن غير ان نكرر جميعا:==1==
الى الماء يسعى من يغص بلقمة==0==
==0==الى اين يسعــــى من يغص بماء؟==2==
