DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الآن نلتقي

الآن نلتقي

الآن نلتقي
أخبار متعلقة
 
في كل مرة ارتاد فيها عالم السياحة داخل وطني أعود محملة بآلاف الاطنان من الكآبة والحزن، لأنني أضطر للسفر بالسيارة فهي الوسيلة الاكثر متعة التي تتيح لي ومرافقي الصغار ان نرى بأم أعيننا وأبيها اكبر مساحة ممكنة من صحاري هذا الوطن الجميل ونستمتع ايما متعة بتضاريسه الطبيعية الممتدة بلا حدود في رحلات سياحية ظافرة كهذه دائما اعود منها وفي خاطري خيبات متراكمة كظلمات بعضها فوق بعض تفسد علينا الوجه المضئ للسياحة الداخلية، هذا من وجهة نظرنا نحن ابناء الوطن فما بالك بالغريب الذي قد لا تتاح له معاودة المجئ الى هذه الأرض الطاهرة مرة اخرى. ونحن الآن في منتصف موسم السياحة ونحن حملة الرسالة السماوية وحاملو مشاعلها الى اصقاع الارض الممتدة، وديننا الحنيف الطاهر يحثنا على الطهارة المرتبطة ارتباطا وثيقا بكافة العبادات تقريبا وعلى امتداد الطرق السريعة تجثم هنالك بين مسافة واخرى اماكن تدعى ظلما وبهتانا استراحات تحوي كل ما يحتاجه المسافر، ما عدا الراحة، والنظافة، واستقرار الأسعار فهذه الاساسيات الثلاثة غير موجودة بها بتاتا.. واحب ان اركز هنا على الامر الأكثر ضرورة والمرتبط بالدين الإسلامي الذي يحثنا في كل الاوقات على النظافة، اذ لا وجود للنظافة ابدا بأي شكل من اشكالها في هذه الاستراحات حتى مجموعة استراحات تابعة لإحدى الشركات المشهورة على امتداد الطرق السريعة والذي من المفترض ان تكون اكثر حرصا ودقة وتدقيقا على موضوع النظافة نجد ان هذا الجانب مهمل تماما وغير منتبه له ابدا حيث تصدم في كل مكان ابتداء بالمقاهي والمطاعم والغرف التي تؤجر بالساعة والاكثر وجعا من هذا كله المساجد بيوت الله الموجودة والمهملة تماما حيث لا ترى أثرا للترتيب او نظافة الفرش داخلها خاصة دورات المياه الملحقة عبثا بالمساجد والتي تصدمك روائح عفنها قبل ان تدخل إذ لا وجود للماء بها، والفضلات البشرية (...) تملأ أرجاءها من المراحيض الى الأبواب حيث لا تجد لك موضع قدم فتخرج والقرف يملأ نفسك والقيء يغالبك، خاصة ان الانسان لم يعد بدائيا يقضي حاجته بالصحراء وبالاخص الاطفال الذين يصابون بحالات بكاء هستيرية بين ما يشعرون به من ألم الاحتقان وبين نفوسهم التي ترفض دخول اماكن عفنة، قذرة كهذه (الحمامات) ولو ان الأمر يستطاع الصبر عليه والسكوت عنه وتجاهله لفعلنا ولكنني هنا مضطرة تحت ضغط نفسي وضغط كثير من المعارف الذين يرون الكاتب على كل شيء قدير وان المسئولين يستمعون الى صوته الناطق بلسان المواطنين والمعبر عن همومهم وآلامهم وآمالهم ورغباتهم البسيطة والضرورية والتي من حقهم ان توفر لهم مثل دورات المياه (الحمامات) النظيفة على الطرق السريعة، اذ ليس كل مواطن مسافر عن طريق البر يملك (كرفان)، الغالبية العظمى تسافر بالسيارة العادية ما عدا ان اموالها في جيوبها وعلى الاستعداد للدفع مقابل خدمة جيدة تؤديها لها هذه الاستراحات واولها النظافة الشعار الرسمي للدين الإسلامي وقد اقترحت احدى الصديقات اقتراحا جيدا هأنذا انقله لكم نيابة عنها وهو توفير دورات مياه نظيفة، على الاقل فيها ابسط قواعد النظافة مياه مندفعة ومجار سالكة وان تقفل هذه الحمامات والمفتاح عند حارس يعين لهذا الغرض لا يدخلها أحد الا برسوم معينة تدفع بموجب وصل أو بدون لهذا الحارس الموظف لهذا الغرض وتتم صيانتها بانتظام وإخلاص. وبهذا يرتاح المسافر عن طريق البر من اهم منغصات الرحلات العائلية، ونرسم لهذا الوطن ومواطنه صورة مشرقة بألوان الطيف تحكي ان هذا الانسان نظيف قولا وعملا وانه كان ولا يزال وسيبقى مثالا يقتدى به على مر الازمنة مهما توالت الأحداث وكثرت الاحاديث عن نظافة الظاهر والباطن سيظل انسان هذه الأرض بالذات مشرقا باعثا للحياة مثل شمسها.