مازالت قضية التحكيم في الملاعب قائمة .. ولم يصدر بحقها حتى الآن أي حكم نهائي ولم يتم ايجاد حل لوقف انتشار ظاهرة انتقاد الحكام التي طغت على حلاوة الاستمتاع بروعة كرة القدم .. وللأسف الشديد الكثير من الأندية تنسب إخفاقها الى التحكيم وتجعله (الشماعة) التي تعلق عليها هزائهما .. وهذه الاسطوانة قد تعودت عليها بعض الأندية منذ زمن بعيد ودائما ما نلاحظها بعد كل مباراة. وهناك أندية تعودت دائما الاعتراض على التحكيم وانتقاده وهي دائمة اللوم للحكم والمشكلة حتى عند فوزها تتهم التحكيم بالتحامل عليها وعدم إعطائها حقها الكامل وإن لها عدة ضربات جزاء لم تحتسب لها وغيرها من الأعذار .. وينسى البعض أو يتجاهلون أن الحكم بشر وقد يتعرض للخطأ في أي وقت وبدلا من الإشادة بمجهوده وشكره .. نجدهم يقللون من التحكيم بصورة استفزازية وصورة غير حضارية تشرخ مسيرة الكرة.
والمشكلة ان هذه الأسطوانة تعدت الكثير من مراحلها حيث أنها لم تقتصر على إدارة الفريق فقط بل تطورت لتشمل المدربين واللاعبين وحتى الجماهير .. فالمدرب الذي قد يخفق في تجانس فريقه واسلوبه نجده يبرئ ساحته منتقدا التحكيم , واللاعب الذي هبط مستواه بدلا من أن يطوره نجده يتهم التحكيم حتى يتهرب من اللوم عليه .. وزاد الأمر سوءا ليشمل الجماهير التي ما أن تشاهد فريقها خاسرا حتى تقوم بإلقاء اللوم على الحكام وتوجيه كلام غير لائق داخل الملعب وخارجه. وفي المواسم الأخيرة استفحلت هذه الظاهرة وتفشت واقتحمت الصحف والمجلات ويوما بعد يوم يزداد الأمر تعقيدا عندما أصبحت التصاريح الرياضية لا تخلوا من اسطوانه التحكيم حتى أصبحت (قضية الرياضة الأولى) والتي لم نجد لها أي حل يقوم بوقف هذه الظاهرة والتي فعلا حطمت المتعة الكروية التي ننتظرها من كرة القدم.
وانني هنا أناشد اتحادات كرة القدم بأن تقوم بوضع (قانون لحماية الحكام) بحيث يقضي هذا القانون باتخاذ العقوبة ضد أي فرد يسيء لسمعة التحكيم داخل الملعب وخارجه .. وكما أن القانون يحمي الحكم داخل الملعب ضد أي فرد وأي أحد يصرح أو ينتقد التحكيم عبر الصحف تكون هناك عقوبة ضده واتخاذ الجزاء في حقه .. لأن الحكم قاض في الملعب وحتى لا ندع أي فرصة للمتهورين ولضعاف النفوس من التهجم على الحكام وتشويه صورة الرياضة التي هي صورة من صور التواصل بين الشعوب.
كما أوجه رسالة بسيطة الى الأندية الرياضية واللاعبين والجماهير بأن يكونوا هم الواجهة الأولى لرياضة كرة القدم وان يكونوا دائما ضد كل ما يسيئ لسمعة هذه الرياضة .. كذلك الحال بالنسبة لرؤساء الأندية الذين نعتبرهم القدوة بان يقفوا ضد أي لاعب او إداري أومدرب ومنعه من اطلاق التصاريح ضد التحكيم..
أحمد محمد المزروع ـ الرياض
